هذه المدونة

بدون فايس بوك ولا تويتر

على المدونات فقط

تغريد الدفاتر

أكتب هذا المقال, وأنا أتساءل عن التبعية التي يعيشها المدونون على الانترنت خاصة, وأقصد هنا التبعية للفايس بوك, وتويتر, وهي في الحقيقة تبعية حقيقة لأن مدونين كثر هجروا مدوناتهم الى هذين العالمين لما وجدوه من سهولة في إيصال كتاباتهم, وسهولة في التفاعل والتواصل مع الغير, ولعل اللا مبالاة التي صحبت عملية حذف مدونات مكتوب لأكبر دليل على عدم اهتمام المدون بمنصات التدوين التقليدية, فقد وقفت مشدوها أمام مدونين كتبوا عشرات و مئات التدوينات لم يحركوا ساكنا أمام ممحاة ياهو وتركوا مدوناتهم تهيم في سلات المهملات, وفضلوا بذلك المواصلة على الفايس بوك وتويتر, والنتيجة تراجع رهيب للتدوين, والمطلع يجد أن المواضيع الجديدة للمدونين العرب خاصة تكاد تعد على الأصابع, وجولة فيما تبقى من مدونات تجعلك تحس بالخيبة لقلة الاستمرارية وقلة المحتوى الجديد. نطرح المشكل ونشخص السبب في هيمنة منصات المواقع الاجتماعية من جهة, وتخلي المدونين عن التدوين التقليدي من جهة أخرى, أما الحل, فلا حل غير العودة الى عالم التدوين الذي عرفناه, ولكن بنفس جديد, فمواقع التفاعل الاجتماعي قوتها في التفاعل والتواصل وإيصال فكرة الكاتب الى كل أصدقائه ومعجبيه في وقت قياسي, وأعتقد أن المدونات بحاجة الى هذه التقنية, فما يمنع أن تكون بلوحة تحكم المدونة صفحة اجتماعية مثل الفايس بوك أو تويتر, وما يمنع أن يتواصل المدون مع جميع أصدقائه انطلاقا من مدونته؟ ما يمنع أن نجمع المعجبين وننجز الصفحات الترويجية انطلاقا من مدوناتنا؟, هذا الحل بحاجة الى مبادرة, والمبادرة في يد المطورين العرب, وحان الوقت لنخرج من نفق الترجمة الى العربية, الى عالم أرحب نحاول من خلاله أن نعطي نكهة جديدة للمدونات والتدوين, ولا أريد أن أحصر التحدي في عالم التدوين العربي بل كل المدونين في العالم مطالبون بالتحرر من تبعية الفايس بوك وتويتر.

منذ مدة وأنا أفكر في التوقف عن الكتابة على تويتر, رغم قلة التغريدات التي أدرجتها في هذا الموقع العالمي, وفكرت بجدية أن تكون لي مدونتي الخاصة بالتغريد أو التدوين المصغر, فكانت مدونة تغريد الدفاتر, والتي قمت فيها ببعض التعديلات حتى تبدو متلائمة مع الهدف, وقناعتي أن ما أبذله من جهد يجب أن يكون في فضائي الخاص, صحيح لن تكون الآن لتغريداتي الشهرة مثلما ستكون على تويتر, ولكن لو وفرنا إضافة أو أداة الاشتراك في المدونات الخاصة بالتغريد أو التدوين المصغر, فيمكن أن يكون لها نفس الصدى, وتكون للتغريدة قيمة أكبر على المدونة, عندما تحظى بالتصنيف والوسم والتقييم والتعليق والأرشفة. ما نحن بحاجة إليه الآن قوالب متخصصة في مجال التغريد أو التدوين المصغر, إضافات قوية تمنح للمدونين إمكانية التواصل وتقاسم المواضيع والصفحات والمتابعين, ومدونون متحمسون لتطوير التدوين العربي. هناك من سيسخر من الفكرة, وهناك من سيرحب, وهناك من سيفكر, وهناك من سينجز.

نص المقال على مدونتي دفاتر التدوين

 

Tweet
174
ما تقييمك لهذه التغريدة؟
شكرا لك!
An error occurred!