خيرا تفعل شرا تلقى.

ثلاث مباريات في كرة القدم بين الجزائر ومصر, أبانت عن خصلة الكرم الأصيلة في الشعب الجزائري, وفضحت خصالا خبيثة من اللؤم والكراهية في النظام المصري البوليسي, وأؤكد هنا على النظام البوليسي المصري حتى لا أتهم الشعب المصري الذي تفوح موائده بالكرم والجود وحسن الضيافة, فالنظام المصري وزبانيته لا يمثلون إلا أنفسهم, ولا يعكسون أخلاق العائلة المصرية الشريفة والكريمة.
ففي المباراة الأولى التي جمعت الجزائر ومصر في ملعب البليدة بالجزائر, أستقبل الوفد المصري بحفاوة ووفرت له كامل الإمكانيات من أجل إقامة طيبةومريحة تليق بوفد مصري عربي, حتى الطريق الرابط بين العاصمة والبليدة وعلى طول خمسين كيلومترا تم إخلاؤه نهائيا من السيارات, وتم توفير المراقبة الأمنية على كامل المسافة ذهابا وإيابا, وكذلك وفرت الظروف المريحة للمنتخب المصري داخل الملعب والكل شاهد على نظافة النتيجة وتفوق المنتخب الجزائري على نظيره المصري, لكن رؤؤس الفتنة أينعت بعد المباراة وخرجت من أوكارها الإعلامية تمهد لأزمة بين شعبين شقيقين, حيث كتبت الصحف ونطقت الفضائيات بتعرض الوفد المصري الى تسمم, بينما كان الوفد نفسه شاهد على كرم الضيافة, فلا مكان لإنسان يتعرض لتسمم غذائي إلا المستشفى, ولا يمكن لأي كان مدربا أو لا عبا أن يحضر كامل المباراة وهو مصاب بتسمم, وان كان السيد شحاتة أو آخر قد أحس بالمغص فلا يعدوا أن يكون السبب ضغط المباراة وليس شيئا آخر. وفي هذا المشهد قوبل الكرم الجزائري بلؤم خبيث من أوكار الفتنة الإعلامية المصرية.وانتظر الجميع مباراة العودة على أحر من الجمر باعتبارها مباراة فاصلة, فالفوز أو التعادل أو الخسارة بهدف واحد يعني التأهل للجزائر, وكان على المصريين الفوز بثلاثة أهداف كاملة من أجل التأهل, ولأجل ذلك حضّّر البوليس المصري تحت إشراف أطفال مبارك استقبالا خاصا للخضر, وكنت أتابع باهتمام الاستقبال البارد الذي حضي به الوفد الجزائري في مطار القاهرة وكان الهدوء الذي خيم على المطار حينها مريبا حيث تعرضت بعدها حافلة الفريق الوطني التي كانت تقل رئيس الاتحادية, ووزير الشباب والرياضة, ولاعبي الفريق الوطني والطاقم الفني والإداري وصحفيين لقنوات أجنبية, الى الرشق بالحجارة, وقد طبق سائق الحافلة التعليمات باحترافية عندما خفض سرعتها, حتى يتم إلحاق أكبر ضرر ممكن براكبيها وبالتالي ترهيبهم والحصول على نقاط المباراة على طريقة أمراء اللؤم, لكن الله ستر وأصيب حليش في الجبهة, وأصيب لموشية على مستوى الرأس وأصيب صايفي في ذراعه وكلها إصابات لم تمنعهم من أداء مباراة في القمة. وصاحب ترهيب اللاعبين ترهيب آخر للجماهير التي رافقت الفريق الوطني
والجميع حمد الله على الخسارة, والا لكانت الكارثة, وكانت هذه هي مائدة البوليس المصري التي أكرم بها ضيوفه من الجزائريين.
وشاءت الأقدار أن يلتقي الفريقان في مباراة فاصلة في أم درمان في بلد الكرم والشهامة والشجعان, بلدنا الثاني السودان, حيث ضرب الجزائريون المثل في الروح الرياضية والرغبة في الانتصار, وشحنت هتافات الأنصار وحماستهم لاعبينا الى انتصار تاريخي وتأهل مستحق الى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا, انتصار كان كافيا ليعري كل من حضي بالتكريم, والترحاب في الجزائر بدءا بالمنافق شوبير الذي لم يتردد لحظة في إبداء ندمه على التكريم الذي خص به في الجزائر, ولم يتردد أيضا في الانخراط في الحملة الكريهة التي شنتها أوكار الدعارة الإعلامية المصرية على كل ما هو جزائري, وكذلك سار على نهجه جمع كبير من الفنانين المصريين والذين أبدوا استعدادهم لإرجاع الجوائز التي حصلوا عليها في الجزائر, وان كنت استغرب الأسباب التي تدفع بمسئولينا هنا في الجزائر الى استقبال فنانات مصريات مشهورات بأدوار العري والخلاعة, بالخيالة والورود ومنحهم الأوسمة والأموال, مثل المسماة يسرى التي استقبلت بوهران استقبالا لم أصدقه, والتي أبانت بعد مباراة أم درمان على مشاعر لا تصلح إلا أطباقا للكراهية على مائدة البوليس المصري.
قالها قديما المتنبي بيتا ذهبيا من الشعر بقي عالقا بين الأسطر والنصوص, الدروس والمحاضرات, الكتب والرسائل, تستحضره العقول والقلوب, عندما تتحدث الألسن عن الكرم واللؤم:
إن أنت أكرمت الكريم ملكته وان أنت أكرمت اللئيم تمردا
بيت من ذهب لأنه اختصر أميالا من السطور والكلمات, وخفف عن الألسن الثرثرة في موضوع الكرم واللؤم.

Tweet