مايو 26

من مرتفعات كرانس مونتانا

انتهى كل الإسهال الكلامي الذي تلا دورة أنغولا لكرة القدم, وانتهى كل الكلام والشد الذي تلا تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم الى كأس العالــم, فكل شيء فات أصبح من الماضي, ومن الأرشيف, ومن التاريخ وحانت ساعة الجد بالنسبة للناخب الوطني رابح سعدان, ساعة الحاضر التي سترسم له معالم المستقبل, سعدان الذي خاض جولات مراطونية من أجل جلب لاعبين محترفين من شأنهم أن يضيفوا الشيء الناقص للمنتخب الوطني, فمقارعة الكبار في دورة جنوب إفريقيا ليست بالأمر الهين ومسألة تشريف الألوان الوطنية وتمثيل الكرة العربية في هذا المحفل العالمي, تزيح عن عينيك النوم وعن خواطرك معاني الراحة, وكيف تستريح وفي مخيلتك آلاف الصور الملونة عن طموحات الجماهير الجزائرية من كل أركان العالم, ليست الجماهير فحسب بل وكل من وضع الثقة في شيخ المدربين من أجل قيادة الخضر الى مجد جديد, المسؤولية ضخمة والوقت قصير من أجل تحضير المنتخب, وعيادة الفريق تشهد الطابور من وقت لآخر, وليس أمام الشيخ إلا الحل الذي اختاره في البحث عن لاعبين محترفين جاهزين من الناحية البدنية والفنية, من أجل الدخول مباشرة في تجريب الخطط, وتحقيق الانسجام بين اللاعبين الجدد والقدامى, قائمة الجدد ضمت كل من رايس وهاب مبولحي من سلافيا براغ البلغاري لتدعيم حراسة المرمى, وأعتقد أن صفوف الخضر تتدعم لأول مرة بحارس مرمى محترف, القائمة ضمت أيضا كارل مجاني من أجاكسيو الفرنسي, حبيب بلعيد بولون سورمير الفرنسي, جمال مصباح ليتشي الايطالي الصاعد الجديد الى الدرجة الأولى واللاعبون الثلاث لتدعيم خط الدفاع, عدلان قديورة ويلفر هاميتون الانجليزي, رياض بودبوز سوشو الفرنسي, وفؤاد قادير فالونسيان الفرنسي لتدعيم خط الوسط الهجومي, أما بالنسبة للهجوم فاقتصر اختيار الناخب الوطني على لاعب ايك أثينا اليوناني رفيق جبور, ولاعب سيينا الايطالي عبد القادر غزال, ورفيق صايفي لاعب ايستر الفرنسي الذي ضمن البقاء في القسم الثاني, ولو أني كمناصر للخضر غير متحمس لوجود صايفي في القائمة مع احتراماتي الشديدة له وتقديري لكل ما منحه للفريق الوطني على مدار سنوات, فمستوى اللاعب تراجع كثيرا ولم يقدم مستوى جيد في البطولة الأخيرة لكأس أمم إفريقيا, وقبلها مع فريقه الخور القطري, وأتوقع أنه لن يقدم الشيء الإضافي لخط الهجوم, ولو أني أتمنى أن لا يصدق حدسي وأن يكون في مستوى ثقة المدرب وأن يركز خاصة أمام المرمى, ولا زلت أتساءل عن سر إبعاد بوعزة الذي سجل هدف التأهل الى نصف نهائي كأس إفريقيا أمام كوت ديفوار ومعلوم أن إصابته خفيفة وكان بالإمكان أن يكون ضمن مريدي العيادة الطبية, كما أنه حقق الصعود مع فريقه بلاكبول الى الدرجة الأولى, أنا جد متأسف لهذا اللاعب الذي أقدره كثيرا والذي يملك إمكانيات بدنية وفنية جميلة. زياية أيضا من المهاجمين المميزين ولكنه رفض الذهاب الى التربص ربما لتيقنه من استحالة ذهابه الى المونديال في ظل تشبث سعدان بصايفي, وأعتقد أن زياية أخطأ القرار فالإنسان لا يعلم بما تخبأه له الأقدار, قد تكون زلة الشباب ولا يسعنا إلا أن ندعو للاعب بمستقبل أبهى من الحاضر, أعتقد أن سعدان في اختياراته جانب المهنية نوعا ما ووظف العاطفة في بعض الجزئيات لما اختار كل من صايفي مغني وقواوي في القائمة, وحتى لا نسبق الأحداث فلا زال هناك اسم سيسقط قبل المونديال وكنت قد توقعت خروج مغني قبل نشر هذا المقال لأن إصابته معقدة ولم يلعب بسببها مدة طويلة, وأتوقع أيضا خروج قواوي لأن مستواه قد تراجع كثيرا بعد العملية الجراحية ولم يقدم الكثير بعدها مع فريقه أولمبي الشلف وكذلك في مباراة صربيا, في وقت يوجد فيه ثلاث حراس في أحسن الأحوال الفنية والبدنية,. ولكن نأمل أن يغطي التربص الذي يجريه الخضر في كرانس مونتانا كل هذه النقائص, فالإمكانيات التي وفرتها الدولة للخضر أكثر من احترافية بشهادة المحترفين والإعلام, وهي التي زرعت في نفوسنا الثقة والأمل في تسجيل نتائج ايجابية وتشريف الألوان الوطنية في جنوب إفريقيا. الخضر يطلون على جنوب إفريقيا من أعالي كرانس مونتانا, وكلهم استعداد لخوض مبارياتهم بمعنويات مرتفعة, وقبلها ينتظرهم امتحان صعب أمام ايرلندا ومباراة ودية أخرى مع الإمارات ومهما يكن نحن نتعلم والمشوار لا زال في بدايته وكلنا تفاؤل في المستقبل خاصة.

أضف تعليق.