يونيو 11

آآآوعليكـــــــــــــــــــــــم
هذه الصرخة يعرفها جميع الجزائريين, وهي مرتبطة بتاريخ الجزائر النضالي, حيث كان المجاهدون إبان الثورة التحريرية في الجبال و المداشر يكلفون مجاهدا بالحراسة, وعندما يكتشف اقتراب الجيش الفرنسي أو وجود طائرة تحلق في سمائه, يقوم بإرسال صرخة رمزية “آآآوعليكم القالمة” أو “آآآوعليكم البلاندي” أو يكتفي بقول “آآآوعليكم” لإعلام المجاهدين بوجود العدو, ولكننا سنوظفها رياضيا في أسطر هذا المقال وسنرسلها مدوية من خلال أكبر حدث هذه السنة وهو كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا, سنصرخ بحروفها أولا في أرجاء جنوب إفريقيا لأنها الدولة الإفريقية الأولى التي تنظم كأس العالم لكرة القدم, ولأن وفود اثنين وثلاثين دولة ستقيم على ترابها من أجل خوض مباريات المونديال اضافة الى الضيوف والجماهير ورجال الأعمال, كما ستكون أنظار الملايين مصوبة نحوها لتتابع أدق الأحداث والنتائج, وهذا تحد كبير للقارة السمراء ولنا كلنا كأفارقة, باختصار جنوب إفريقيا تحتضن العالم كله من خلال هذا الحدث, من شتى الأعراق والأجناس والأديان, والألوان فعلى المنظمين هناك أن يبذلوا كل الجهد من أجل إنجاح المونديال, من المستحيل أن لا تكون هناك نقائص أو مناوشات ما بين الجماهير أو أحداث معزولة للاعتداء بالسلاح أو السرقة, ولكن نريدها وقفة ونريدها تضحية لمحاربة كل ما من شأنه تعكير أجواء العرس من أجل تقليص قائمة السلبيات الى أقل رقم ممكن, وعلى كل الأفارقة المساهمة في ذلك, انه تحد كبير للبلد المنظم فقد بذلت السلطات في جوهانسبورغ كل الإمكانيات المادية من أجل استضافة الحدث العالمي ولا نريد أن يضيع ذلك كله بهفوات تنظيمية تافهة, نريده مونديالا ناجحا واستثنائيا باعتباره سيطبخ بنكهات افريقية. ننتظر من الجماهير أن تصنع الحدث من خلال رسمها للوحات لا متناهية مستوحاة من الثقافة الإفريقية حتى يتعرف عليها العالم عن قرب, وننتظر منهم أن يرسموا لنا بريشة الروح الرياضية أروع الأشكال واللوحات, فلا يوجد شيء يعكر صفو أي مقابلة مثل شغب الملاعب.
نقول آآآوعليكم للفرق الإفريقية فالإنزال الجوي الذي حدث في مطارات جنوب إفريقيا اجتياح حقيقي لمختلف الفرق وكلها تدس في كواليسها أسلحة فتاكة في مختلف الخطوط, الدفاع الوسط والهجوم, والابتسامة العريضة التي تظهر على الشاشات إنما هي تكشير على الأنياب من أجل افتكاك التاج العالمي أو الظفر بأحسن مرتبة في سلم الفرق العالمية, فهذه فرصتها التي لا تعوض فهي تلعب أمام جماهيرها وميادينها وتتنفس هواءها وتشرب من مائها وتأكل من خيراتها, وان كنا لا نعلم الغيب لكننا نقول أنه على الفرق الإفريقية الانتظار المزيد من العقود للظفر بالكأس العالمية إن هي أفلتتها في هذا المونديال.
وبعد مسيرة مشرقة وجميلة للمنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم, وبعد كل المباريات التحضيرية مع صربيا وايرلندا والإمارات, نقول آآآوعليكم للفريق الوطني حتى يأخذ المكان المناسب, ويجهز نفسه جيدا لزحف السلوفينيين والانجليز والأمريكان, فالجميع حضر كما حضرنا ويحلم كما نحلم, ويدرس الخطط ويحضرها تماما كما نفعل, وان كنا نفتخر بتركيبة الفريق الوطني التي تعج بعناصر لها خبرة واحترافية, وعناصر تملك أشياء قد تكون غائبة عند الفرق المنافسة الإرادة الحديدة وحب الوطن حتى النخاع, فالذي يملك شخصية قوية وحالة نفسية جيدة سيحقق الفارق ما دامت الأجساد بها الكثير من الشبه في البنية والتحضير,
نقول آآآوعليكم للجمهور الجزائري لأن جماهير الفرق الأخرى تتدفق بقوة من أجل مناصرة فرقها, لا بد للجمهور الجزائري أن يفعلها كما فعلها في ملعب البليدة وملعب أم درمان لا بد من مناصرة الفريق الوطني الى آخر دقيقة وبطريقة رياضية وحضارية, ولنكن جميعا مع الفريق الوطني مهما كانت النتائج, ربحا أو خسارة, لأننا مقتنعين أن الخضر لن يبخلوا بقطرة واحدة من العرق من أجل تشريف الألوان الوطنية.
نقول آآآوعليكم من الآن للسلطات المحلية في الجزائر من أجل الاستثمار في الإنسان والشباب, ولابد من مواصلة المسيرة من أجل تحقيق الأحسن ورفع الراية الوطنية في كل المحافل, هي صرخة أيضا للعائلة الكروية الكبيرة من أجل إنجاح الاحتراف الذي يحمل في معانيه أجمل الصور عن مستقبل الرياضة الجزائرية.

أضف تعليق.