إذا قالت صدقت وإذا وعدت وفت.


كمناصر جزائري عشت لحظات صعبة مليئة بالإحباط والأسف بعد نهاية مباراة الجزائر سلوفينيا كباقي المناصرين الجزائريين لأن الفريق الوطني  لعب بطريقة جيدة وكانت المباراة في متناوله, لولا سخافة ما فعله غزال, والهفوة التي مرغت وجه شاوشي في العشب النصف اصطناعي, لقد كانت فرصة فعلية للانفراد بالمجموعة وفرصة تفتح على محاربي الصحراء فرص الحياة أكثر في المونديال, لا أريد هنا في هذا المقال أن أخوض في تفاصيل المباراة أو أحكم بالنهاية على مشوار قد بدأ للتو بالنسبة للنخبة الوطنية, لكنها الحسرة على ما فات من فرص.
ليلة المباراة تابعت حصة أصداء الملاعب وشد انتباهي ضيف الحصة اللاعب السابق للفريق الوطني محمود قندوز وكانت على محياه ابتسامة عريضة, وأحسست من خلالها أنه وجد الفرصة لكي يؤسس لكل انتقاداته السابقة للمدرب الوطني رابح سعدان وللفريق ككل, وما شد انتباهي أيضا في حديثه قوله أن سعدان يخضع لرأي الجمهور في مسألة اختيار اللاعبين وفي خيار إبعادهم أيضا, وقال أن المدرب يجب عليه أن تكون له نظرته التقنية الخاصة فهو أدرى بما في مجموعته, أقول من الناحية النظرية هذا صحيح وهو قابل للتطبيق في أعلى مستويات الاحتراف حيث يكون في تشكيلة المدرب أرمدة من اللاعبين المحترفين الموهوبين والمتمكنين في كل الخطوط, والأمر يختلف بالنسبة لمدرب مثل مدربنا وهو يعاني الأمرين في إيجاد لاعبين بدلاء لمختلف المناصب, وله حلول مكشوفة يعرفها القاصي والداني وأوراق يعرف الجميع إمكانياتها البدنية والفنية,  الجمهور الجزائري وان كانت له آراؤه فيما يخص التشكيلة الوطنية فانه لم يستطع بعد في فرض رأيه على المدرب والدليل أن اللاعبين الذين نالوا قسطا جميلا من سخط المناصرين الجزائريين لا زالوا في قائمة المنتخب الوطني ولا زال سعدان للأسف يستعمل تلك الأسماء رغم أنف الجميع في كل مقابلة ليزيد بها كل أنواع الضغط الدموي والسكري وشتى أنواع الإحباط للمناصرين أثناء وبعد كل مقابلة.
الجمهور الجزائري الذي وقف مع الفريق الوطني في كل مبارياته التصفوية خاصة في ملعب البليدة, والجمهور الذي تنقل الى القاهرة وذاق كل أنواه الإهانة والضرب والتعذيب من أجل مناصرة الخضر, الجمهور الذي أبهر العالم في أم درمان والذي ضحى بما يملك من أجل أن يقف الى جانب محاربي الصحراء ويساندهم في تخطي عقبة الفراعنة, الجمهور الذي صنع أروع اللوحات في كرانس مونتانا وفي ملعب ايرلندا وفي المقابلة التحضيرية الأخيرة للفريق مع منتخب الإمارات حيث اكتظ الملعب عن آخره وتزين بالأعلام الوطنية,  الجمهور الذي تنقل بأعداد تفوق السبعة ألاف الى بلاد نيلسون مانديلا, في رحلة كلفت كل مناصر أكثر من ثلاثين مليون سنتيم,  وكل الجمهور الذي سيلتحق إن هي الجزائر ضمنت مكانة في أحد الأدوار المتقدمة, هل يحق بعد هذا أن نقول له لا يحق لك الكلام في موضوع المنتخب الوطني؟؟ اللعبة أصلا مبنية على أساس الفرجة وكل دورة لا يحضرها الجمهور هي دورة فاشلة, وكل فريق يلعب من أجل تمثيل وتشريف الجماهير, فرأي الجمهور لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار وحبذا لو كانت هناك آليات لاستقصاء رأي المناصرين حول مختلف المواضيع لا نقول أن تكون هي المرجع ولكن نريد ينظر اليها الفنيون بعين الجدية, وهل يمكن تجريب الجزائريين في هذا الموضوع؟ نعرض عليهم اختيار التشكيلة المثالية لمقابلة ما ونعرض عليهم اختيار التكتيك وكذلك التغييرات أثناء المقابلة ثم نرى, وأقول بكل ثقة أن ما سيختاره الجمهور الجزائري سيكون به الكثير من الصحة, جميل أن يتحدى المدرب كل منتقديه بمختلف أنواعهم ولكن يتوجب عليه أن يثبت صحة أفكاره بالنتائج وسيحظى بكل التقدير والاحترام أما إن فشل فما عليه إلا أن يرتب حقائبه ويرحل.
الفريق الوطني هو فريق الجماهير الجزائرية وكل الشعب الجزائري ولا يحق لشخص واحد أن يسير الخصر بالعاطفة أن يحرق أمل وطموح الملايين وينغص عليهم فرحتهم, ولكن الجمهور الجزائري لا يعترف بالعاطفة ولا يجامل عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني, فعندما صفر الجمهور على منصوري ليس تقليلا من الاحترام بل كانت الوسيلة الوحيدة في غياب وسائل أخرى للتعبير عن عدم رضاه بمستوى اللاعب, وكل الجمهور أوصل رسالته للناخب الوطني بمحدودية مستوى كل من غزال, وصايفي الذي لا زلنا لم نفك بعد لغز تشبث سعدان بهما, سعدان لم يقتنع حتى تكلمت فوق رأسه خسارة سلوفينيا وصبغت وجنتيه بطاقة غزال الحمراء ولن يستيقظ كليا على ما قالته الجماهير حتى تحدث له كارثة أخرى فوق الميدان, وعندها سيقول ” لوكان غير درت على الجمهــور”.