لقاء الغابون تجريبي ليس إلا

15 أغسطس 2010
بواسطة في مقالات مع (0) من التعليقات و330 مشاهدة

وما هو قادم أجمل وأحلى.


أجرى الفريق الوطني مقابلته التجريبية الودية الأولى بعد المونديال الإفريقي أمام الغابون في سهرة رمضانية من أول أيام أزكى الشهور وأعطرها, يوم الحادي عشر من شهر أوت 2010, على الساعة العاشرة ليلا, وسار اللقاء كما تمنيت ليس من حيث النتيجة والتي لم أنتظرها أن تكون فوزا أو تعادلا أو خسارة بقدر ما كنت أنتظر أن يوظف الشيخ رابح سعدان اللاعبين الجدد, الذين لم يلعبوا مع بعض إلا في مقابلة ايرلندا, وكانت هذه هي مقابلتهم الثانية مع بعض أمام الغابون, حتى يألف اللاعبون جو المنافسة ويتحقق بينهم الانسجام ويصبح لنا لاعبون جاهزون في مختلف المناصب سواء في القائمة الأساسية أو الاحتياطية, وحتى يأخذ سعدان نظرة شاملة عن فريقه حتى لا يتفاجأ أثناء التصفيات, وليحسب ما يلزم حسابه اليوم قبل الغد. أعتقد أن سعدان لم يخطأ عندما أشرك الجدد في المقابلة ولولا عوامل خارجية لكنا سنحقق كل الأهداف من المقابلة, وأعني بالعوامل الخارجية قصر مدة التحضير والتي أصبحت لا تكفي قبل المقابلات الودية خاصة داخل الوطن, وأيضا تزامن المباراة مع الموسم الرياضي الجديد حيث لم يكن في أرجل بعض اللاعبين إلا مقابلة أو مقابلتين فيما لم يلعب لاعبون آخرون ولو مقابلة واحدة فالعامل البدني كان له تأثيره السلبي على أداء رفقاء قديورة, أيضا إذا وضعنا كفتي الفريقين في الميزان فلم تكن متوازنة فالفريق الغابوني جاء الى الجزائر مكتمل التشكيلة وجاء بنية الفوز في المباراة فيما كانت نية الشيخ سعدان أن تكون هذه المباراة تجريبية لا أقل ولا أكثر, وأتعجب بالمناسبة مما قالته الصحافة الرياضية في صفحاتها بعد المباراة حيث كتبت كل الأعمدة بالخناجر وبحبر دموي أحمر, ورسمت بلون السواد صورة قاتمة عن المنتخب والشيخ سعدان بدل أن تكون وسيلة لبعث الأمل في نفوس الجماهير, وأن تكون سطورها مهنية وموضوعية, فالمقابلة لم تكن لا رسمية ولا مصيرية ولا تستحق كل هذا العنف الإعلامي, يبدو أن إعلامنا الرياضي ينصب حواجزه المزيفة للفريق الوطني في كل مكان, ويتعامل بنفاق مع المنتخب فعندما تكون النتائج طيبة تمتلئ الصفحات بالتزمير والتطبيل والمدح وعندما يتعثر الفريق تخرج علينا صحافتنا في ثوب الذباح, وأعتقد أن إعلامنا الرياضي مدعو الى تصحيح تناقضاته في كثير من أعمدته والى تحسين أدائه المهني والتيقن من الأخبار قبل نشرها ولكن ما عسانا نقول على عتبات المثل القائل مصائب قوم عند قوم فوائد, فريقنا شاب وهو قادم وسيقول كلمته بإذن الله في المباريات القادمة, ما حدث أمام الغابون ليس تهاونا من اللاعبين ولا من الطاقم الفني ولكنها الخطوة التي تستدعي التصحيح في كل مرة ولا يمكننا أن نتعلم إن لم نخطأ, وتعثر الغابون سيكون حافزا حقيقيا للخضر للفوز بمباراة تنزانيا وبعدها إفريقيا الوسطى, أما مباراة المغرب التي ستكون في مارس من العام المقبل سيكون توقيتها مناسبا جدا, حيث سيدخل كل لاعبينا المنافسة مع أنديتهم وستكون هناك فرصة للفريق الوطني من أجل إجراء مقابلات ودية تحسبا للقاء الأشقاء المغاربة, أي أن فريقنا سيكون جاهزا إنشاء الله من كل النواحي لإجراء أهم مبارياته في التصفيات الإفريقية المؤهلة الى كاس إفريقيا 2012 و2013, طبعا لا أريد أن أتخيل أننا خارج الموعدين الإفريقيين القادمين, وأريد من الطاقم الفني ومن اللاعبين التفكير في هذه النقطة مليا, لأنها ستعصف بكل بساطة بكل الانجازات التي حققت في الماضي القريب بتأهلنا لكان أنغولا ولكاس العالم 2010, ولا أريد أن أقول للاعبي المنتخب الوطني العبوا لأنكم قبضتم ما يكفي من الأموال, ولأن المنتخب الوطني هو من صنع لكم أسماء في عالم كرة القدم الجزائرية والعالمية, ولأن المنتخب هو من صنعكم نجوما في عيون أبهى الجماهير في العالم, أقول لكم ألعبوا من أجل الألوان الوطنية من أجل الدم الجزائري الخالص الذي يسري في عروقكم, العبوا من أجل الاستمرارية ومن أجل كل ما أنجزتموه في التصفيات السابقة وفي كأس العالم, العبوا من أجل أن تعيشوا في جنان الجزائر أكثر, وفي الأخير أوجه رسالة الى كل الجماهير: لا تصفروا على الفريق الوطني فهو بحاجة الى دعمكم والى ثقتكم, ولا تهينوا من أعز المنتخب وقت النكبات, ومن أعاده الى الحياة بعدما كان المنتخب الوطني يلعب بمدرجات فارغة, ليس العيب في العثرة بل العيب إن لم نقف بعدها, المنتخب بحاجة الى ثقة الجميع وتكاتف الكل من أجل أن يقف على رجليه كما وقف سابقا في أم درمان, وهي كلمة أيضا لسعدان ومساعديه: أعيدوا للفريق روحه القتالية, وما هي إلا جزئيات نتجاوزها ونطل على أفق يحلم به كل الجزائريين.

Tweet
1617373
تفضل بتقييم الموضوع
Thanks!
An error occurred!
الاوسمة:

كتب بواسطة :

Retweet

انشر الموضوع

RSS Digg Twitter StumbleUpon Delicious Technorati facebook reddit linkedin Google

مواضيع مشابهة

مواضيع في نفس التصنيف

  • لاتوجد مواضيع مشابهة

أضف تعليق

Social Widgets powered by AB-WebLog.com.