وسعدان يختار الانسحاب في أول خطوة


لم يوفق المنتخب الوطني في أول مباراة من اقصائيات كأس أمم إفريقيا أمام منتخب تنزانيا الذي بدا للمحللين والمتتبعين متواضعا فوق الورق, وان كان كذلك من نواحي كثيرة خاصة الدفاع والوسط الى أن هذا الفريق حضر جيدا للمباراة ولعبها بحرارة وإرادة عكس النخبة الوطنية التي لعبت من دون تركيز ودون طموح, وكأن بطارية الفريق نفذت مباشرة بعد المونديال الإفريقي,  باعتبار أن اللاعبين والطاقم الفني أعطوا كل ما عندهم في هذا الموعد العالمي, ونال منهم التعب البدني والمعنوي, ولم يستوفوا القسط الكافي من الراحة, ليجدوا أنفسهم أمام تصفيات كأس إفريقيا للأمم, فكم كان صعبا على الطاقم الفني تحضير النخبة من جديد من الناحية البدنية والنفسية, وتجميع كل الأوراق الرابحة للفريق لمباريات التصفيات, فمعظم اللاعبين كانوا في رحلة بحث عن فريق جديد كحسان يبدة و رايس مبولحي, وجمال عبدون, ونذير بلحاج, وآخرون يعانون من الإصابة كمهدي لحسن وفؤاد قدير, ورفيق حليش, اضافة الى ضيق مدة التحضير التي أصبحت تشكل هاجسا بالنسبة الى سعدان فقد لاحظت أن مدة التحضير عندما تكون قصيرة جدا يسجل فيها الفريق الوطني نتائج سلبية, وعندما يحضر لمدة أطول خاصة في الخارج يتم تسجيل نتائج ايجابية, فيمكن القول أن نتيجة التعادل التي اعتبرها الجمهور الرياضي وجموع المحللين سلبية تعود بالدرجة الأولى الى سببين رئيسيين: عدم جاهزية اللاعبين المدعوين, وقصر مدة التحضير, وكان بإمكان الشيخ سعدان أن يتفادى هذا الحرج بإقحام اللاعبين الأكثر جاهزية,  وكمناصر رأيت أنه من الخطأ إقحام رفيق حليش وهو مصاب في حين لدينا مجاني في أحسن أحواله وكما قال الشارع الرياضي أننا خسرنا تغيير بدخول حليش مصابا, وإلا فلما قام سعدان باستدعاء عناصر جديدة في مختلف المناصب إن لم يستفد منها في حالة إذا ما أصيب لاعب ما, بالنسبة لرايس وهاب مبولحي لم يلعب بعد المونديال وبدا مستواه متواضعا في مقابلة الغابون, ولم يشارك زملاؤه كثيرا في التربص حيث غادره من أجل الامضاء لناديه الجديد, هذا يعني أننا لم نستفد من المقابلة الودية أمام الغابون, والهدف المسجل في شباكه يتحمل فيه قسط كبير من المسؤولية لأنه لم يوجه زملاءه في بناء جدار الصد, ولم يتمكن من الكرة مع أنه معروف بقوته في صد الكرات البعيدة, وكان على سعدان إقحام الأكثر جاهزية, ولو أني ملت الى مليك عسلة حارس مرمى شبيبة القبائل الذي كان بحوزة قفازه مباريات دولية مع الشبيبة في رابطة أبطال إفريقيا, بالنسبة لحسان يبدة أيضا لم يلعب أي مباراة وبدا عليه التعب, وكان بإمكان سعدان إقحام عبدون الذي طالبت به الجماهير في ملعب البليدة, من خلال هتافات الله أكبر جمال عبدون, فهذا اللاعب يلعب بحرارة وإرادة في مباريات الخضر ويؤدي ما عليه في الدقائق التي يلعبها, ولكن الشيخ إذا قرر أن يقعد لاعبا في البنك فلن تقوم له قائمة الى يوم البعث, وسيضل يلعب احتياطيا حتى يشيخ. لاحظت في المباراة أيضا تراجع مستوى نذير بلحاج الذي كانت كل ضرباته خاطئة وغير موفقة وربما كان إمضاؤه لنادي السد القطري الأثر الأوفر في تدني مستواه, وهذا كله يتحمل مسؤوليته الطاقم الفني الذي كان عليه تدارك النقائص قبل المباراة,  ليس نذير بلحاج فقط فالإخفاق لازم الخضر في كل الضربات الثابتة وربما يعكس هذا مستوى التحضير قبل المقابلة, وأوافق ما ذهب إليه المدرب مصطفى بسكري في الاستديو التحليلي بعد المباراة عندما شكك في تدرب اللاعبين على الكرات الثابتة, غزالنا أيضا لعب لأول مرة في منصب رقم 2, في حين لعب كل مباريات الخضر بما فيها مباراة الغابون كمهاجم, وهو اقتباس من مدرب نادي باري, الذي أقحمه في هذا المنصب في مباريات البطولة الايطالية, فهل يعقل أن ننتظر من يخبرنا عن المناصب التي يجب أن يلعب فيها لاعبونا؟ وبعد هذا كله أقول بأن الطاقم الفني لم يكن على دراية كافية بإمكانيات كل اللاعبين, وما يمكن أن يقدموه داخل المستطيل الأخضر, ما يمكن أن أقوله في الأخير أن المنتخب لا زال يبحث عن هويته فدائما يشكل غياب لاعب في منصب ما اختلالا في توازن المنتخب, الأمر الذي يجعلنا نتأكد من غياب تقاليد عمل في الفريق الوطني, ويجعلنا نرى بأم أعيننا حجم العمل الذي ينتظر النخبة الوطنية, وحجم العمل الذي ينتظر المنظومة الكروية ككل في الجزائر. الخضر بتعادلهم اختاروا أصعب الطرق التي توصلهم الى الدورتين القادمتين من كاس أمم إفريقيا وأي تعثر سيردينا الى نقطة الصفر لا قدر الله, وإذا كان سعدان قد حلقت رأسه في البليدة فروراوة في حالة الإقصاء مدعو الى بل رأسه أيضا, فالكل مدعو إدارة ولاعبين ومدربين وجمهور الى الالتفاف حول المنتخب وتوفير الأجواء من تجاوز هذه العقبة.
الجماهير في البليدة شتمت سعدان بعد أن فدته في وقت سابق بالروح والدم, ودفعته الى تقديم استقالته في بداية المشوار, فان كنا نتحدث عن غياب الانضباط لدى بعض لاعبي المنتخب, فهو غائب لدى الإدارة, ولدى الجمهور وسب وشتم الشيخ على مسمع من العالم عيب ولا أخلاقي, ولا يسعني إلا أن أقول للشيخ سعدان شكرا على ما قدمته للفريق الوطني, فان كان هناك من شتمك, فهناك من المناصرين من لا يزال يذكرك بخير, وما نكتبه من انتقادات هي مجرد آراء فقط.