صور مهربة تكشف خطورة مسعى النهار في حق لاعبي الفريق الجزائري

في العدد 919 الـ 19 من أكتوبر 2010, الصفحة الرياضية رقم 13, اكتشفت أن القضية سارت في أروقة العدالة وبأن اللاعبين ورئيس الاتحادية طالبوا بتعويضات مالية, مليار سنتيم للاعبين ومليوني دينار للاتحادية, الكاتب صب جام غضبه على اللاعبين ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم, ووصف روراوة بالإمبراطور الذي تتحكم فيه إمبراطورية اللاعبين, وأن الخطوة التي قاموا بها من أجل طلب التعويضات هي محاولة من أجل تكميم الأفواه, ووصف كذلك الجميع بقليلي الحياء والمتسولين, بالنسبة لي أعتقد أن رد فعل اللاعبين ورئيس الاتحادية منطقي جدا فلا احد يحب أن تنشر صوره بتلك الطريقة في الصحافة الوطنية, وإن حكمت المحكمة لصالحهم ستكون بمثابة رد الاعتبار, كما أني أعتقد جازما أن اللاعبين قد حفظوا الدرس من خلال هذا المشكل الذي تعرضوا له, وكذلك رئيس الاتحادية الذي يترتب عليه مستقبلا أن يرتب جيدا تربصات الخضر المغلقة, واعني بهذا الكلام أن تكون تربصات الخضر في مراكز تحضير متخصصة, وأكثر انضباطا وبعيدة كل البعد عن عدسات الحاقدين. الكاتب علق مطولا على موضوع التعويضات وبقى على عادته خارج النص من خلال مهاجمة اللاعبين بما جادت قريحته من ألفاظ وكلام لا تصدق أنه يصدر من صحفي يكتب باستمرار في صحيفة يومية, “….ولا بأس أن نخص ‘صديقنا’ غزال بمساحة لوحده لأن الأمر سيتعلق بلاعب سيبقى محفورا في ذاكرة كل الجزائريين فيكفيه فخرا عدم تسجيله لأي هدف مع المنتخب, وحسب آخر الأخبار التي استقيناها والتي لم يكن يعلمها أي أحد من قبل فإن سبب جلب غزال الى المنتخب هو التباهي به وبجماله مع مختلف المنتخبات التي نواجهها, لاخضرار عينيه لا أكثر ولا أقل, وهو نفس الأمر بالنسبة لغيلاس الذي كان الحاضر الغائب في المنتخب, دون أن ننسى الحارس مبولحي الذي نسي أصوله الكونغولية وحن لأصول والدته الجزائرية لا لشيء سوى لأن الكونغو لم تتأهل الى المونديال, فكفانا من الضحك على ذقون هذا الشعب يا من تحسبون أنفسكم نجوما.” ولكم أن تتخيلوا هذا الانفراد بالخبر الفريد من نوعه فغزال اختير في الفريق الوطني من أجل خضرة عينيه وجماله هل هناك من أحد يتابع أخبار الفريق الوطني يستطيع أن يصدق هذا الكلام؟؟ فجميعنا شاهد على ما تكلمت به الصحافة الوطنية بخصوص هذا اللاعب قبل أن يستدعى الى المنتخب والجميع كان على اطلاع بإمكاناته الفنية والبدنية, والكل شاهد على ما قدمه اللاعب خلال التصفيات, للأسف هذا هو عالم كرة القدم في الجزائر الجميع يخرج من الباب الضيق, وخطأ بسيط قد يكلفك غاليا حتى وإن فزت بكأس العالم. كذلك أسقط الكاتب منطق غزال على غيلاس الغائب منذ فترة طويلة عن المنتخب الوطني, وان كان قد اختير لجمال عيونه لما لم يوظف خلال كاس إفريقيا وكاس العالم الأخيرتين حتى تزين عيناه صور الفريق الوطني, وفي نفس الفقرة لم يسلم مبولحي من خنجر الكاتب فحسب رأيه مبولحي اختار الجزائر لأنها تأهلت الى كاس العالم, ولو تأهلت الكونغو لكان قد أختار أصول والده, منطق لا يستحق إلا أن يوصف بالطفولي فمبولحي وجهت له الدعوة من طرف الناخب الوطني وكان تقمصه للألوان الوطنية أمنية والدته رحمها الله, ومادام جزائري الجنسية فله كامل الحق في اختيار المنتخب الوطني الذي رفضه الكثير ممن يملكون الدم الجزائري من الأب والأم.

العدالة حسب الجريدة ستنظر في القضية يوم العاشر من شهر نوفمبر المقبل, واعتقد أن القبضة الحديدة ستتواصل بين روراوة والنهار ففي إعلان أسفل نفس الصفحة كتبت النهار بأنها ستنشر حصريا على صفحاتها القصة الكاملة لعلاقة روراوة مع “المقاولون العرب” المصرية من طأطأ لسلام عليكم, انتقاما من روراوة الذي طالبها بمائتي مليون سنتيم, أو استعمالها كوسيلة ضغط وتفاوض حتى يتراجع ولاعبوه عن مطالبهم المادية.

في العدد 934 الصادر بتاريخ 06 نوفمبر 2010 في الصفحة 15 أصر الكاتب على استعمال اللون الأسود كلما حاول رسم صورة عن المنتخب الوطني وواصل في تشكيل كل ما هو تشاؤمي وكارثي فكتب في عنوان عريض ” أيام قبل ذكرى فرحة المونديال.. المنتخب بعد عام .. من الانتصار الى الانكسار—الخضر في دائرة الاندثار والنسيان آه على أيام القاهرة وأم درمان “, كل المنتخبات تمر بفترة فراغ وليس من السهل على الفريق الوطني أن يحافظ على نفس نسق اللعب والنتائج الايجابية في ظل وجود ظروف لا تسمح بذلك ولا يتسع المقام هنا لمناقشتها, وإذا حاولنا أن نكتب عن عالم المقارنات في مسيرة المنتخب الوطني أو فرق أخرى فلن ننتهي من الكتابة, الفريق لن ينتهي أبدا الى الانكسار, أو الى النسيان فللجزائر أبناء قادرون على الرفع التحدي ولهم كامل الطاقة والحيوية للنهوض والوقوف بعد كل عثرة. كما أن الكاتب لم يمل وأعتقد أنه لن يمل من زرع بذور الحقد من خلال عنوان فرعي كريه ” فضائح بالجملة, انشقاقات وتكتلات.. نتائج حتمية لسياسة المحاباة وغياب العقاب ” وفيها دعوة صريحة الى العزوف عن تشجيع المنتخب الوطني تأليب المشاعر ضد لاعبيه, ووصل الكاتب في الأخير الى استنتاج غريب حين قال “…. فزالت الوطنية أو لنقل نقصت الوطنية وغلبت عليها الحسابات الضيقة…. ” فكل تعثر هو نقص أو زوال للوطنية؟؟؟؟ كما أكد في نفس الخاتمة على انفراد النهار بنشر الصور وهو ما يؤكد فرضية أن الصور هي ملك للجريدة وهي من قامت حصريا وانفردت بمحاولة التشهير باللاعبين وزعزعة استقرار الفريق والإيقاع بينه وبينه جماهيره, “…. كفضيحة الصور التي سبق وأن انفردنا بنشرها ….”.

ناسف كثيرا لما نرى صفحات جرائدنا منابر للفتنة وزرع الأحقاد والكراهية بين الجمهور والفريق الوطني, وناسف أكثر لما نقرأ كلام الشارع والمقاهي في أعمدة الصحافة الوطنية, تأسفك ثقافة اليأس والفشل التي يكتب بها الكثير اليوم في محاولة لنشر نمط جديد من الرداءة والأنانية, وان كنت أتفق مع صاحب المقال في مسألة الانضباط وإعطاء الصورة التي تليق بلاعب المنتخب الوطني إلا أني لا أتفق معه في طريقة الطرح ومعالجة الموضوع, واستغلال شهر رمضان شهر العبادة والإيمان من أجل تأليب عواطف الناس ضد لاعبي المنتخب, وكذا توظيف عبارات الحقد والكراهية والتشفي والسب والشتم, وما دام كاتب المقال قد حاول أن يذكر بالقيم والأخلاق في موضوعه كان حريا به هو أن يتخلق ببعض أخلاق الكتابة وأخلاق المسلم, ألا يقول رسولنا الكريم: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه, هل يقبل سي ياسين لو زلت قدمه يوما أن تنشر صوره الساخنة في صفحات الجرائد, وهل يقبلها أي صحفي من جريدة النهار؟؟ وليعلم الكاتب أن القارئ والمناصر الجزائري ليس بالإمعة ولم يعد ذلك القارئ الذي يصدق كل ما يُكتب.