تعادل يؤهل الخضر إلى الربع النهائي

تعادل الفريق الوطني للمحليين مع نظيره السوداني بنتيجة سلبية سمحت له بالتأهل الى الربع النهائي في المرتبة الثانية من المجموعة الأولى, الى أن أداء الفريق الوطني لم يكن في المستوى, وربما يكون ذلك راجعا الى نقص اللياقة البدنية بعد المباراة الأولى أمام أوغندا والثانية أمام الغابون, وهنا يطرح السؤال نفسه عن مدى قدرة الطاقم الفني على استرجاع اللاعبين بعد المباريات, في غياب مختصين وفي غياب الإمكانيات, كما قد يكون للجانب النفسي دوره بعد تضييع فوز محقق أمام الغابون ودخول دائرة الحسابات والتخوف من الخسارة أمام السودان, خاصة بعد علم اللاعبين بفوز الفريق الغابوني بهدفين نظيفين أمام أوغندا, وهنا أيضا يبدو واضحا نقص التحضير النفسي للفريق وقد يكون الأمر عائدا الى ذهنية اللاعب المحلي في الأصل الذي يتراجع بعد الفوز, ويسير المباريات حتى لا ينهزم, والمواصلة بهذه الذهنية وبهذا الأداء يجعل حظوظ المحليين في المرور الى أدوار متقدمة قليلة, وقد نراهن على الإرادة القوية للمدرب واللاعبين من اجل التغلب على كل السلبيات وأداء مباراة في القمة أمام جنوب افريقيا التي فازت في مباريتين وتنتظرها مباراة أمام زمبابوي.

الشوط الأول انتهى بالتعادل السلبي وشهد لعبا حذرا من كلا الطرفين, ومستوى فني متواضع, وكانت للخضر فرصة ذهبية في بداية المقابلة لتسجيل أول هدف بعد عرقلة جابو قريبا من منطقة الجزاء, نفذ المخالفة مترف في الدقيقة الثالثة لكن الحارس السوداني يبعدها الى الركنية, التي تولى تنفيذها مسعود يستقبلها معيزة الذي يسدد بقوة لكن الكرة الى الست أمتار, أخطر رد للسودانيين كان في الدقيقة 6 عن طريق اللاعب كاريكا لكن قذفته القوية يخرجها زماموش بصعوبة الى الركنية, الدقيقة 14 حملت أيضا الخطورة السودانية بعد تنفيذ ركنية من طرف اللاعب نصر الدين عمر لكن العارضة تنقذ زماموش من المفاجأة التي كادت تتحقق برأسية سيف الدين عمر, أربع دقائق من بعد جابو يرد على السودانيين, ينطلق بقوة يتخلص من عدة مدافعين وجها لوجه مع الحارس لكن كرته في أحضان الحارس السوداني, أخطر الفرص للسودانيين كان في الدقيقة 28 بعد عمل جماعي لكن راية التسلل تنقذ الموقف, كما فشل الخضر من استثمار مخالفة في الدقيقة 24, كما فشل سوداني من تسديد رأسيته نحو الشباك في الدقيقة 30, في الدقيقة 44 يخلف يرتكب مخالفة قرب منطقة العمليات وينال البطاقة الصفراء لكن لحسن الحظ الكرة السودانية خارج أخشاب زماموش.

الشوط الثاني سار كسابقه من حيث الفرصة المهدورة من الطرفين, ومن خلال المستوى الفني, وكنت انتظر أن تكون تغييرات بن شيخة نفسا جديدا للهجوم لكن دخول جاليت في الدقيقة 73, ويحيى شريف في الدقيقة 80, لم يزد المطلوب للتشكيلة, وضيع سوداني فرصا بالجملة في هذا الشوط, الأولى كانت في الدقيقة 46 بعد ركنية من مسعود, وفي الدقيقة 69 بعد تمريرة من جابو, وفي الدقيقة 70 بعد تمريرة من حاج عيسى, أخطر فرص الفريق السوداني كانت في الدقيقة 57 لكن تسديدة أحمد خلفية خارج إطار الحارس زماموش الذي أخطأ تقدير كرة محمد بالا في الدقيقة 78 وكادت الجابولاني أن تصنع المفاجأة لو مالت بقليل في شباكه لكن التوفيق كان معه وجانبت الكرة القائم بقليل, وأكمل الفريقان اللعب على أمل سماع صفارة الحكم إيدي ماييه, والسودان في المرتبة الأولى, والجزائر الى الربع النهائي في المرتبة الثانية.

الكثير حلل المباراة على أن نتيجتها مدبرة بليل, وان الفريقين اتفقا على التعادل ليتأهلا معا, لكن لا أعتقد ذلك فهذه ليست من أخلاق الفريقين, ولولا التسرع والضغط الذي كان على لاعبينا والتخوف من الإقصاء المبكر, لكانت نتيجة المباراة مغايرة, وكادت أن تكون النتيجة لصالح السودان في كثير من اللقطات لو تجسدت الى أهداف, لكن على لاعبينا تجاوز أغاني الظروف والضغط والتخوف والتي لا تمت الى الاحتراف بأي صلة ولعب جميع المباريات بذهنية الفوز.

في الدور الربع النهائي سيلعبه الخضر مع منتخب جنوب افريقيا ويبدو أن الأولاد سيستفيدون من عامل الملعب الذي من المفروض أنهم تعودوا عليه رغم رداءة أرضيته, أيضا خمسة أيام راحة كافية للاسترجاع ودراسة طريقة لعب الخصم, وقد شاهدت مباراة جنوب افريقيا وزمبابوي ويبدو فريق البافانا بافانا في متناول الخضر, لكن يجب احترام المنافس واستغلال كل الفرص لأن المقابلة لا تقبل القسمة على اثنين.