فبراير 28

ومحاربو الصحراء يرفضون المرتبة الثالثة

الشان كان تماما على مقاس الكان الأخيرة, فرفقة المدرب الوطني سعدان تأهل الخضر الى النصف النهائي في آخر دورة لكأس افريقيا لأمم بأنغولا وخسر مباراته أمام مصر, وخسر بعدها المقابلة الترتيبية أمام نيجيريا, حيث أقحم الشيخ البدلاء في المقابلة وخسر بهدف مقابل صفر, مسيرة الجنرال مشابهة لمسيرة شيخ المدربين بخسارته في النصف النهائي أمام تونس وخسارته أمام منتخب البلد المنظم السودان بهدف مقابل صفر, وكلما خسر المحاربون مقابلات النصف النهائي لم تهمهم المقابلات الترتيبية وكثيرا ما يلعبونها بمعنويات منحطة, غير أن اللاعبين المحليين لعبوا الند للند أمام الفريق التونسي الأول, وخسروا المباراة بضربات الجزاء, عكس نصف نهائي أنغولا الذي عاث فيه الحكم الحلوف كوفي كوجيا فسادا في الفريق وأخرج ثلاث بطاقات حمراء كاملة وخسرنا برباعية تاريخية أمام مصر. في هذه المباراة الترتيبية أؤكد على ملاحظتي السابقة في آخر مقال حيث شاهدت بن شيخة دون حماسته المعتادة في مباراة تونس, أما في مباراة السودان فشاهدته جالسا ويكاد يكون غير مهتم بالمباراة, وأعتقد حسب رأيي أن مثل هذه التصرفات لا احترافية, فالمدرب يجب أن يكون حماسيا ومتحفزا في كل المباريات, ونفس الشيء ينطبق على اللاعبين, يجب لعب كل المباريات بلغة الفوز والتحدي حتى ولو كانت ترتيبية, ولو أني أرجع سبب ملل الجنرال الى الصعوبة التي وجدها في تسيير المجموعة, وأكاد أجزم وأحس إحساسا عميقا أنه لن يبق في العارضة الفنية للفريق المحلي وسيتفرغ لا محالة للفريق الأول.

لا يمكن قول الكثير عن المقابلة الترتيبية, مقابلة مملة وضعيفة, وكان اللاعبين أجبروا على اللعب ولو خيروا لرفضوا لعب المباراة, أطوار الشوط الأول تبادل فيها الفريقان محاولتهما الضعيفة, الى غاية الدقيقة 38 حيث سجل مدثر الطيب هدف المباراة الوحيد بعد تمريرات سودانية تفنن الدفاع الجزائري في مشاهدتها دون أن يفعل شيئا لإيقاف الهجمة, في الشوط الثاني حاول الخضر الخروج من جو القيلولة, وكانت لهم فرصة في الدقيقة 47 بعد تمريرة من فاهم بوعزة لكن كالعادة سوداني يرتمي متأخرا, في الدقيقة 52 غزالي يحاول بقذفة من حوالي عشرين متر لكن كرته تصطدم بأحد اللاعبين السودانيين وتجانب المرمى بقليل, في الدقيقة 58 قاسمي يجرب حظه يراوغ داخل منطقة العمليات يسدد وكرته بين أحضان بهاء محمد, سبعينات المقابلة كانت لصالح المنتخب السوداني بعد تراجع مستوى المنتخب الوطني ففي الدقيقة 71 بشير البيشا يتوغل داخل منطقة العمليات يراوغ ربيع مفتاح ويجد نفسه وجها لوجه مع سيديريك الذي كان محظوظا بتعثر المهاجم, وفي الدقيقة 78 محمد ظهير وجها لوجه مع الحارس كرته الى الست أمتار, الأربع دقائق التي أضافها الحكم لم تحمل جديدا للخضر وصفر الحكم معلنا السودان في المرتبة الثالثة, والخضر في المرتبة الرابعة.

تنظيم الدورة كان كارثيا وفي غير صالح الخضر حيث برمجت كل مبارياتنا في أوقات بلغت فيها درجة الحرارة حدا لا يطاق, ماعدا مباراة الجزائر والسودان في الدور الأول والتي لعب ليلا, ضف الى ذلك الأرضية التارتونية التي لعبت عليها مباريات كاس افريقية وهي الأرضية التي لم تسمح بلعب كرة نظيفة, وعرض نسوج فنية تمتع الجمهور والمشاهدين, على العموم الدورة ككل كانت تحضير جيد لبعض المحليين المشاركين في الفريق الأول لمباراة المغرب مارس القادم, واقصد كل من زماموش, لموشية, العيفاوي, جابو, ومترف حسين كما تعتبر تجربة لكل لاعبينا الذين ينشطون في البطولة الوطنية, وأعتقد أن وفاق سطيف أكبر الأندية المستفيدة من الدورة حيث أعتبرها تجربة إضافية رائعة قبل مواعيده القارية, الخضر أضاعوا أيضا من هذه الدورة فرصة البروز فالتتويج بالكأس كان سيحمل معه عروضا للاحتراف ربما.

المنتخب التونسي اغترف وشرب وارتوى من منبع أم درمان الذي شرب منه الخضر وتأهلوا الى المونديال, حيث وجد التونسيون الطريق مفتوحا أمام المنتخب الأنغولي, وسجلوا ثلاثة أهداف كاملة, وكانت مباراتهم أمام الخضر الأصعب في هذه الدورة, وحتما ستكون الكأس أحلى هدية لشباب ثورة الياسمين فألف مبروك للأشقاء وبكل روح رياضية, وعلى المحليين أن يدرسوا جيدا أسباب الإخفاق ويعملوا بجد للتدارك في النسخة المقبلة إن شاء الله.

أضف تعليق.