يونيو 07

وأسود الأطلس تنهش قلوب المحاربين الباردة وتعبث بجثة الجنرال

بعد أن انتهينا من مشاهدة مباراة مراكش, وبعد أن هدأت قليلا النفوس و بعد أن اعترفنا أخيرا بقوة الفريق المغربي وضعف الفريق الجزائري, لا يمكن أن نختار كمقدمة للنتيجة المسجلة بل ولا تصلح كمقدمة إلا مستوى تلك المقابلة التي أجريت بعناية, حيث سيطر الأسود على كثير من فترات اللقاء حينها واستحوذوا على الكرة فيما اكتفت العناصر الوطنية بمحاولة الحفاظ على النتيجة, حسب رأيي الحلقة التي تربط انتصار عنابة المتواضع بهزيمة مراكش المخزية هي خيارات بن شيخه العشوائية التي لم يستسغها لا التقنيون ولم تقتنع بها حتى الجماهير الجزائرية, أسئلة كثيرة تطرح نفسها بقوة, لما لم يحافظ بن شيخه على تشكيلة عنابة؟ مع تدعيمها من خلال التغييرات بالعناصر الثلاث التي يمكنها أن تضيف الشيء الناقص للتشكيلة, وأكرر هنا محدودية المدرب الوطني في تقييم المستوى الحقيقي لكل اللاعب, الأمر الذي أثر على اختيار المجموعة المناسبة للمقابلة, أضرب كمثال جبور الذي لم يسجل منذ تصفيات كأس العالم وكأس إفريقيا, يختاره سي بن شيخة كمهاجم وحيد في أصعب مباراة من مباريات هذه التصفيات, بوقرة, زياني, ومطمور وقادير لم يلعبوا مباراة الذهاب, تخيلوا معي حجم التغييرات التي أحدثها الجنرال في مباراة المغرب, والتي أثرت كثيرا على طريقة المنتخب, ولو كان قديورة في أحسن أحواله للعب ربما مكان لموشية, النتيجة كانت منطقية ومتوقعة من فريق لا انسجام بين خطوطه, ضف إلى ذلك أحجية اللاعب بوزيد الذي أدى مباراة في القمة خلال لقاء الذهاب وحتما كان مشحونا نفسيا ومعنويا بذلك الأداء وكان بإمكانه القيام بنفس الدور في مراكش لو دخل أساسيا لكن علوم الغبار التي وظفها الجنرال في هذا اللقاء حالت دون ذلك, لا أحمل اللاعبين أية مسؤولية وهذه النتيجة المهينة يتحملها بن شيخة لوحده, ونحمد الله على التوفيق الذي صاحب مبولحي ومصباح في كثير من فترات اللقاء وإلا لكانت نتيجة مدوية ونكسة يصعب محوها من سجل المنتخب الوطني, أيضا لا يجب أن ننسى لمسات غيرتس الذي لعب بخطة طبقت كما أفصح عنها قبل المباراة, حيث قال بأنه سيمنع عن أرجل اللاعبين الجزائريين الكرة, ويمنعهم من صناعة اللعب داخل المستطيل الأخضر, والخطة كانت أكثر من ناجحة بعد أن هيأ لها الجنرال طرقا سريعة داخل تركيبة كتيبته, وفي الوقت الذي كان فيه المنتخب المغربي منهمكا في ترتيب خطة لعبه, كنا منهمكين نحن بأخبار اللاعبين الذي لم يصلوا بعد إلى تربص اسبانيا, والذين لم يكتمل نصابهم إلا ساعات قبل المباراة, بمعنى أن المدرب الوطني تعامل بعقلية التحضير فقط للجانب التكتيكي مادام اللاعب جاهزا مع ناديه وهي عقلية أظهرت أنها منتهية الصلاحية, وشخصيا أحسست أن طيف سعدان وخياراته غلبت على تفكير بن شيخة الذي لم يستطع أن يأتي بجديد في التركيبة البشرية للخضر لم نحس من خلالها بلمسته الخاصة على الفريق, والنتيجة أن الجنرال تكتك الفريق وتكتك شباك مبولحي وتكتكنا جميعا, وأظهر محدودية تفكيره في عالم الكرة المحترفة وحتما سيعود أدراجه إلى عالم الهواة وتكتيكات الأندية, للأسف كنت من المشجعين لمجيء بن شيخة في البداية حتى نسمح للإطار المحلي من التألق على المستوى العالي, لكن يبدو حقا أن المكان المناسب لا يصلح إلا للشخص المناسب, وفي سياق هذا الحديث لن يفلت روراوة ومكتب الفاف من مسؤوليته بعد هذه المهزلة, بعد أن دفعت الجماهير من خلال وابل من السب والشتم في ليلة غراء من ليالي رمضان سعدان إلى الاستقالة, وحق لها أن تحزن وتحزن بسبب هذه الخطيئة, كثيرون يقولون يا ليت سعدان أكمل المشوار وأنهى عملا كان قد بدأه منذ زمن, بعد أن عجز بن شيخة في تغيير الأمور, بل وكسر تكسيرا كل ما تم بناؤه من قبل وبالتالي تتضح لنا الرؤية القاصرة لإدارتنا في إيجاد الحلول المناسبة, فليست الحكمة مجرد تعويض مدرب بمدرب, وإنما أي مدرب يجب جلبه؟ .

بالنسبة للمباراة سأكتفي بسرد أهدافها في غياب أي شيء يستحق السرد, أهداف المباراة سجلت في الدقيقة 26 عن طريق اللاعب بن عطية بعد تنفيذ ركنية من طرف اللاعب هرماش, الهدف الثاني جاء في الدقيقة 38 بعد أن انفرد الشماخ بحارس المرمى مبولحي, الهدف الثالث سجله حاجي في الدقيقة 61 بعد انفراده بالحارس مبولحي الذي وجد نفسه وجها لوجه مع اللاعبين المغاربة أكثر من مرة, الهدف الرابع كان رائعا بعد أن مرمد السعيدي مدافعنا مهدي مصطفى, وسجل الهدف الرابع في الدقيقة 68 بين أرجل مبولحي الذي أهانه دفاعه في هذه المباراة وجرحوا كبرياءه بعد أن كان ملكا في عرين الخضر طيلة أطوار كأس العالم الماضية, وعلى الجماهير أن تحتفظ بجميل مبولحي ومصباح في هذه المباراة وإلا لكانت النتيجة خيالية. وعلى المغاربة أن لا يغتروا بهذه النتيجة فقد لعبوا مع فريق ضعيف جدا وكأنه تنشق البخور المغربي المهلوس لدرجة أن لاعبينا من شدة ضعف المستوى كانوا يمررون الكرة للاعبين المغاربة, لذا أعتقد أن الفريق المغربي لم يستفد الكثير من هذه المقابلة من النواحي التقنية خاصة.

في النهاية نتمنى التوفيق للمدرب بن شيخة فيما تبقى من مشواره التدريبي وحتما قد اكتسب تجربة وان كانت قصيرة مع الخضر, لكنه أطل على قدر هناك كثيرون من يحلم برؤية ما فيه, وأتمنى أن يوفق روراوة هذه المرة في إيجاد المدرب المناسب لما تبقى من عمر التصفيات ونأمل أن يتركوه يواصل من أجل إعداد الكتيبة الخضراء إلى تصفيات المونديال المقبل, ولا يفوتني أن أتأسف على تصرف الجماهير المراكشية عندما صفرت عند عزف النشيد الوطني حتى نهايته في لقطة لا أخلاقية, وهو التصرف الذي لم تقم به جماهيرنا في عنابة, أعتقد أن تصرف مثل هذا سيؤجل الكثير من الأشياء في علاقات البلدين الشقيقين.

أجريت المقابلة بتاريخ: 4/06/2011 على الساعة 21:00

المكان: ملعب مراكش الجديد المغرب

التحكيم:

للثلاثي الإيفواري الحكم الرئيسي: دو نورمان دياز ديزيري. بمساعدة: يو سونغي فولو وغويون تاهي إليكسندر. الحكم الرابع: ديمبيل دونيس. محافظ اللقاء: المامي كابيلي كامارا من غينيا.

الأهداف: بن عطية (د 26) والشماخ (د 38) وحاجي (د 61) وسعيدي (د 68) لصالح المغرب.

الإنذارات: العليوي (د 57) المغرب

مصباح (د 82) ولموشية (د 90 +2) من الجزائر

مثل الجزائر:

مبولحي، مهدي مصطفى، جمال مصباح، عنتر يحيى، بوفرة، لموشية، مهدي لحسن، يبدة (بودبوز) قادير (مطمور) زياني، جبور (سوداني).

المدرب: عبد الحق بن شيخة

مثل المغرب:

نادر المياغري، جمال العليوي، بدر القادوري، مهدي بن عطية، عبد الحميد الكوثري، عادل الهرماش (الحيشاني) يونس بلهندة، حسين خرجة، أسامة السعيدي (بوصوفة)، مروان الشماخ، يوسف حاجي (العرابي).

المدرب: إيريك غيرتس

كرونولوجيا اللقاء

أضف تعليق.