رد على قوس من أقواس أستاذنا الكريم أمين الزاوي

كان قوسا بارزا في صفحة أقلام الخميس 09/06/2011 على صفحات الشروق اليومي, بعنوان يشد كل من تذوق بمرارة طعم هزيمة مراكش, كتب أستاذنا أمين الزاوي مقالا بعنوان شكرا لك عبد الحق بن شيخة ..نعم شكرا لك “.

لا نستغرب أبدا أن يتحدث أيا كان عن كرة القدم مهما كان تخصصه, فهذه اللعبة منذ سحابة أم درمان وهي على لسان كل جزائري, بل ويسعدنا أن يتحدث أدباؤنا ومفكرونا وفلاسفتنا عن هذه اللعبة العجيبة التي تدفع بالجزائري للموت تحت ضغط الدم والقلب وعجلات السيارات, بل وتدفع بالجزائري لدرجة أن يشهر سيفا في وجه صديقه المناصر ليفتك منه تذكرة الدخول إلى الملعب ولن يتردد في أن يطعن ويجرح ويقتل, وحري بمفكرينا أن يخمموا ويتدبروا كيف تصل الحالة أيضا بالشباب لبيع دراجته النارية وجهازه الخلوي واستعمال أي وسيلة للحصول على المال من أجل أن يحمل الراية الوطنية ويناصر المنتخب الوطني أينما ارتحل ويبكي بحرقة مثل الصبيان عندما يخسر المحاربون, وكيف يفرح مثل الصبيان أيضا ويلعب ويرقص حتى الصباح عندما يفوز الخضر.

نعم هناك هزائم في الصحة والتعليم والصناعة والسياحة, والدبلوماسية, وغيرها من مجالات التنمية بكل تفرعاتها, وما يرصد لها من أموال أضعاف مضاعفة مما يرصد لها في البلدان المجاورة, وهناك هزائم بنفس التوابل في المجال الرياضي وفي مجال كرة القدم, ما سر هذه الهزائم؟ وهل هناك علاقة بين هزائم قطاعات التنمية التي يعيشها الشعب وهزائم كرة القدم؟ هل هناك منطق في الفلسفة يقول أن شعبا منهزما على جميع الأصعدة يمكنه أن يتألق في مجال واحد ككرة القدم مثلا؟, كم نحن بحاجة إلى من يحلل لنا ويفك شفرة هذه الهزائم ويبين لنا مكمن الداء فالتفنن في وصف الحالة يتقنه الجميع.

وهل الحل في ملاحقة كل مسئول فاشل؟, ومطاردته حتى الموت, لا اعتقد أن هذا هو الحل ما دامت تسيرنا أنظمة وبرامج أكل عليها والدهر وشرب, كل إطار ناجح يتحول في بيئة إدارتنا العفنة إلى مسئول فاشل, أعتقد أن لك تجارب ربما تجعلك تحس ما معنى أن يفشل إطار في مهمة ما, أو بالأحرى ما معنى أن ينعت إطار بالفشل في حين كان يعمل ليل نهار من أجل أن ينجح. أعتقد أنك ظلمت بن شيخة عندما اتهمته بالهرب إلى فرنسا فبن شيخة قدم استقالته وعاد إلى الجزائر ولو طالبنا كل الفاشلين في الجزائر بالرحيل إلى فرنسا كما تفضلتم لما بقي منها إلا نسمات عصور الطاسيلي والعهد الحجري.

” كم سيكون الشعب سعيدا لو أن قوانين الانتصار والهزيمة التي تخضع لها لعبة كرة القدم يخضع لها اللعب في جميع الميادين الأخرى “.

للأسف سيدي قواعد الانتصار والهزيمة في كرة القدم في بلادنا تخضع لقوانين غير نزيهة تحتكم تارة إلى الحقيبة, وتارة إلى المحسوبية, وتارة إلى المصلحة الشخصية أكثر منها للمصلحة العامة, والفضائح في عالم كرة القدم تظهر بالعدد الضخم للأهداف التي تدخل الشباك, وفي القطاعات الأخرى تحتكم لهذه القواعد الخبيثة وتظهر النتائج بالعدد الهائل من الفضائح التي تهز صفحات الجرائد وقاعات المحاكم يوميا, ومنطق البطاقة الصفراء والحمراء حتما سيكون لكل شخص لا يسير في رواق بارونات الكواليس.

عذرا أستاذي الكريم .. لا تستحق الشكر على مقال لم يجد فيه هذه المرة قارئ وفي لأقواسك غير السطحية في التحليل والاستنتاج.

ولا تستحق الشكر لأنك حكمت بالإعدام على بن شيخة عندما وصفته بالفاشل بألف ولام التعريف, لأن أي إنسان معرض لأن يفشل في مهمة ما أو في مرحلة ما من مراحل حياته لكنها قد تكون محطة إقلاع جديدة نحو النجاح, فرق كثيرة خسرت بنتائج أثقل ثم عادت إلى أنغام الفوز والألقاب, وكم نحن بحاجة لأن نعمل وان فشلنا كم نحن بحاجة أيضا للوقوف بعد الفشل والمواصلة في العمل, والقائمون على المال الكثير, والقائمون على التعيينات العشوائية, والقائمون على محاسبة هؤلاء جميعا, يتحملون مسؤولية المال الكثير المهروق في كل القطاعات, ولا يسعني في الأخير إلا أن أقول أن هذا البلد يسير بالبركة وحفظ من الله, والحمد لله وحده على آبار حاسي مسعود وحاسي الرمل.