تسلل لأول موسم احترافي

30 يوليو 2011
بواسطة في مقالات مع (0) من التعليقات و366 مشاهدة

أول تجربة احترافية لم تحمل من معاني الاحتراف إلا الاسم

أسدل الستار على أول تجربة احترافية في الجزائر, والجميع يجمع على بعدها الكامل والتام عن معاني الاحتراف التي تعرفها الجماهير من خلال البطولات الأوروبية وحتى بعض البطولات العربية التي سبقتنا إلى عالم الاحتراف, وربما تكون هذه النتيجة منطقية باعتبار أنها أول تجربة ومن أبجديات المنطق أن تكون بها الكثير من النقائص والسلبيات, فريق أولمبي الشلف سيطر على مجريات البطولة, وفاز باللقب بفضل عامل الاستقرار الذي عملت إدارة الفريق بقيادة رئيسها عبدالكريم مدوار على تحقيقه منذ سنوات, وبانتداب المدرب مزيان ايغيل الذي يملك تجربة جيدة في الميادين الجزائرية تكون الشلف قد أكملت اللمسة التي كانت بحاجة إليها من أجل الظفر بأول لقب في أول بطولة احترافية, والأرقام تدل على استحقاق الشلف لدرع البطولة حيث كان أحسن فريق داخل الديار بـ 19 انتصار, وأحسن فريق خارج الديار بـ 5 انتصارات, كما سجل الفريق أحسن هجوم بـ51 هدف, وأحسن دفاع حيث تلقى دفاعه 20هدفا فقط, فيما دفعت فرق أخرى ثمن اللا استقرار وفوضى التسيير ومرورها بمرحلة فراغ كفريق مولودية الجزائر بطل الموسم السابق الذي تخلى بشكل غريب عن برنوس البطولة وكاد أن يسقط هذا الموسم في وحل السقوط,, أيضا وفاق سطيف الذي أبان عن مستوى راق في المواسم السابقة وللأسف لم يوفق لأي لقب هذا الموسم, وكذلك الأمر بالنسبة لفريق شبيبة القبائل الذي بدا في أسوأ أحواله هذا الموسم فمنذ تحصله على أول كاس للجمهورية في عهد الاحتراف والذي نستطيع القول بأنه أنقذ موسمه بهذا التتويج, هبط مستواه فيما تبقى من مباريات البطولة الوطنية والإفريقية وكانت أسوأ نتيجة بالنسبة له خسارته بسباعية نظيفة أمام فريق شباب بلوزداد وها هو لحد كتابة هذه الأسطر لا زال يسجل نتائجه السلبية في كأس الاتحاد الإفريقي, أما بالنسبة للفرق التي سقطت فلا تعليق لي في هذا لأن هذه هي سنة أي بطولة ولا بد من أن تسقط ثلاث فرق إلى القسم الثاني حتى ولو كان فارق النقاط بينها وبين البطل نقطة واحدة, الفرق النازلة سجلت أضعف النتائج في البطولة, حيث كان البرج أضعف فريق داخل الديار بـ 17 انهزام, وكان اتحاد عنابة أضعف فريق خارج الديار بـ 14 انهزام كما سجل اتحاد البليدة أضعف هجوم بـ16 هدف, وكان لقب أضعف دفاع من نصيب أهلي البرج بـ 42 هدف, ونتمنى لكل من اتحاد عنابة وأهلي برج بوعريريج واتحاد البليدة, أن يكونوا تنافسيين ويضفوا الحماسة اللازمة لبطولة القسم الثاني المحترف الموسم المقبل, أما بالنسبة للبطولة ككل أجريت خلالها 240 مباراة سجل فيها 512 هدف أي بمعدل 2.13 في كل مباراة, سجل فيها 140 فوز داخل الديار, و32 فوز خارج الديار وهو رقم يوضح ضعف أداء الفرق خارج قواعدهم, وسجل التعادل في 68 مباراة, وهو عدد هام قد يفسر لنا تقارب مستوى أغلب الفرق, كما قد يفسر لنا اللعب السلبي الذي تعتمده كثير من الفرق خاصة عندما يكون أمر اللقب والبقاء محسوم خلال البطولة. أما بالنسبة لاحتراف اللاعبين فبطولتنا صدرت ثلاث لاعبين فقط إلى أوروبا, فسيد علي يحيى شريف لاعب شبيبة القبائل احترف في نادي ايستر الفرنسي من الدرجة الثانية, اللاعب بدبودة لاعب مولودية الجزائر احترف في فريق لومان الفرنسي من الدرجة الأولى, وأحسن احتراف كان لهداف البطولة الجزائرية العربي هلال سوداني بـ 18 هدف في نادي فيتوريا غيمراش البرتغالي بقيمة ,00800.000 أورو.

لا نستطيع أن نقول الكثير في أول تجربة أجبرنا فيها لدخول عالم الاحتراف, فحسب رأيي هذا الموسم أسميه موسم السجلات التجارية, حيث انهمكت الفرق في تسوية وضعيتها الإدارية خاصة والبحث عن مصادر لتمويل ميزانيتها, فالفرق بين المواسم الماضية و أول موسم احترافي هو امتلاك الفرق لسجلات تجارية فقط, فكل الفرق لعبت بنفس إمكانيتها تقريبا سواء تعلق الأمر بالملاعب والتكوين أو الإمكانيات البيداغوجية, والطبية والتقنية, والفنية, ولا يمكن أن تدخل هذه الفرق عالم الاحتراف إن لم تأخذ كل هذه النقاط بعين الاعتبار, وليست الفرق وحدها معنية بموضوع الاحتراف فالإدارة والتحكيم والصحافة الرياضية والجماهير مدعوة أيضا إلى تحسين أدائها من أجل إنجاح الاحتراف في الجزائر.

والسؤال الذي أطرحه على الجميع بعد نهاية أول موسم احترافي, لما لم تقم أسرة كرة القدم في الجزائر بتنظيم لقاءات تقييميه حول هذه التجربة من أجل تشخيص دقيق لأسباب الإخفاق والتحضير بشكل جيد للمواسم المقبلة؟, للأسف أصبحت نهاية الموسم بالنسبة لرؤساء الفرق مواسم تجارية لبيع وشراء اللاعبين وعقد الصفقات والظفر بالعصافير النادرة, وهي النتيجة التي نتجرع مرارتها من خلال نتائج مولودية الجزائر وشبيبة القبائل اللتان تمثلان الجزائر في رابطة الأبطال الإفريقية وكأس الكاف هذا الموسم, حيث عمد الفريقان إلى بيع ركائز الفريق وتجديد نسبة كبيرة من التشكيلة مما يؤدي إلى طبعا إلى تدني المستوى الفني للفريق, حسب رأيي جمعية الشلف الفريق الوحيد الذي حفظ الدرس حيث قام رئيس الفريق مشكورا بالحفاظ على أعمدة الفريق وعلى المدرب مما سيجعل الفريق يحافظ على مستواه ويدخل بطولة الموسم الحالي باستقرار كبير. باختصار شديد وكتقييم عام أقول أن أول بطولة احترافية حملت كل معاني المواسم الهاوية الماضية, ولم تحمل من الاحتراف إلا الاسم, والكلام والمال لا يصنعان وحدهما النجاح في عالم كرة القدم.

Tweet
1618060
تفضل بتقييم الموضوع
Thanks!
An error occurred!
الاوسمة:

كتب بواسطة :

Retweet

انشر الموضوع

RSS Digg Twitter StumbleUpon Delicious Technorati facebook reddit linkedin Google

مواضيع مشابهة

مواضيع في نفس التصنيف

  • لاتوجد مواضيع مشابهة

أضف تعليق

Social Widgets powered by AB-WebLog.com.