دفاتر الرياضة

هل ترصع  بألقاب هذا الموسم؟

اتحاد العاصمة هذا الموسم وتحت مظلة الملياردير حداد, يصنع الحدث ويفوز بأحسن الصفقات على الإطلاق, حيث لم يجد أي صعوبة أو منافسة في التعاقد مع اللاعبين, نظرا للعلاوات المقترحة التي بلغت مستويات قياسية منذ الاستقلال, فبعد أن كان المليار يدوخ الفرق في كل الأقسام, وكان ميزانية فريق بكامله, ها هو المليار الآن مبلغ عادي هذا الموسم, وهو المنطق الجديد الذي جعل من اللاعب خالد لموشية أغلى لاعب جزائري في تاريخ كرة القدم الجزائرية بأجر 430 مليون سنتيم شهريا بمعنى انه سيتقاضى 5.160 مليار سنتيم وهو عرض أفضل من عرض الزمالك, و مبلغ تحلم به فرق كثيرة لتسيير ميزانيتها السنوية, يليه ميلود جديات لاعب جمعية الشلف بمبلغ 280 مليون سنتيم شهريا, ثم ياسين بزاز الذي نستطيع أن نقول أنه أدى مشوارا احترافيا فاشلا في فرنسا بمبلغ 250 مليون سنتيم شهريا, محمد الأمين زماموش بمبلغ 230 مليون سنتيم شهريا, عبد القادر العيفاوي بمبلغ 165 سنتيم شهريا, فارس حميتي 150 مليون سنتيم شهريا, محمد مفتاح 150 مليون سنتيم شهريا, نسيم بوشامة وفاهم بوعزة بمبلغ 125 مليون سنتيم شهريا, و85 مليون سنتيم شهريا لكل من محمد يخلف وفريد بلعباس. أما المدرب السابق لفريق زامبيا منافس الخضر في تصفيات كأس العالم السابقة, سيكلف خزينة الاتحاد هذا الموسم حوالي 268 مليون سنتيم شهريا, وهي أجرة أفضل بكثير من أجرته كمدرب وطني في زامبيا والتي لم تتجاوز 148 مليون سنتيم, كل هذا يجب أن يحسب مع الامتيازات التي استفاد منها المدرب ومعاونوه, وكل اللاعبين, وبعملية حسابية المصاريف الإجمالية للاتحاد هذا الموسم فاقت الـ 30 مليار سنتيم.

طبعا نتفهم سي حداد الذي يريد أن يصنع اسما في عالم رؤساء الأندية العالميين, من خلال الاستقدامات النوعية للاعبين, حيث أبدى للجميع نيته في حصد الألقاب, ولكن ما من لقب هذا الموسم غير لقب البطولة وكأس الجمهورية, وعليه على الأقل أن ينجح في كسب تتويج واحد و يضمن مشاركة قارية هذا الموسم ليكون ذلك ثمرة تلك المصاريف الضخمة, ولكن الأمور لا تبدو سهلة على الاطلاق, أقول ذلك للانطلاقة الصعبة والفوزين الصعبين اللذين حققهما الاتحاد في ملعبه أمام شباب باتنة بهدف مقابل صفر, وأمام اتحاد الحراش بملعب 5 جويلية بنفس النتيجة, وبدت الصعوبة كون المدرب رونار لم يجد ضالته بعد في تحديد معالم التشكيلة المثالية في ضل وجود كم كبير من النجوم ستكون المنافسة شرسة بينهم من أجل الظفر بمكانة في المستطيل الأخضر, كما أن اللاعبين بحاجة الى وقت حتى يكون هناك انسجام في الفريق, أيضا الاتحاد سيكون في مرمى كل الفرق والتي ستعمل جاهدة من اجل اهانة نجومه بهزيمة, إذن التحديات كبيرة ويبدو أن حداد يريد أن يستثمر في المستقبل القريب, لأن مبلغ 30 مليار لا يمكن لمدرجات حمادي ولا التتويج بأي لقب أن يعوضه, ولا مناص من الظفر بتتويج خاصة لقب البطولة من أجل اللعب في أغلى بطولة افريقية, رابطة الأبطال الإفريقية, ولا مناص أيضا في التفكير في أمور أخرى من شأنها أن ترتقي بالاتحاد الى مصاف الفرق العالمية, كالتفكير في بناء ملعب كبير يليق بسمعة الاتحاد, وأيضا التفكير في الفئات الشبانية التي تعتبر خزان مواهب الفريق, لا نريد لتجربة منادي مع اتحاد عنابة الذي كان فريق الملايير والأحلام والذي سقط الى الدرجة الثانية, أن تتكرر مع الاتحاد, الأموال وحدها لا تصنع الألقاب, ولو أني لا أميل كثيرا وغير مقتنع بثقافة الأجور الخيالية على الطريقة الأوروبية, لأنها أثبتت فشلها مع كثير من الأندية, وان كان هناك نجاح فهو ظرفي, وهي ثقافة لا تتناسب مع ثقافتنا الجزائرية العربية الإسلامية, الاستثمار الحقيقي هو استثمار في الوسائل وفي الإنسان, ويمكن بأجور مقبولة وبعمل احترافي وممنهج أن نحقق نتائج تضاهي فرق الملايير.