وينتزعون تأشيرة التأهل من الدار البيضاء

انتهت المباراة بفوز الخضر في النفس الأخير من الشوط الثاني, وشخصيا كنت متخوفا من نتيجتها لأن الليبيين أخذوا الثقة في النفس في الشوط الثاني وقاموا بمحاولات عديدة كادت أن تثمر هدفا في عدة مناسبات, لكن مبولحي وبلكلام رغم نقص المنافسة الا أنهم أبانوا عن مستوى رفيع في هذه المباراة, مبولحي ذكرني بمستواه في كأس العالم السابقة, وبلكلام أرجع الهيبة للمحور من خلال تدخلاته الموفقة, وأعتقد أن مناصري الخضر تابعوا مستواه مع الفريق الأولمبي الذي كان يشرف عليه آيت جودي, والجميع تابع كيف تراجع مستوى الأولمبي عندما أصيب بلكلام وغاب عن المنتخب لمدة ستة أشهر كاملة, شخصيا لم أكن أتوقع أن يلعب حليلو بنفس الطريقة التي لعب بها في مالي, فالخضر لعبوا بحذر في المغرب, ودليل ذلك لعبه بثلاث مسترجعين, ومهاجم واحد, ويبدو أن درس مالي كان قاسيا, والتخوف من مباراة خارج الديار وفي ملعب محايد كان باديا على تكتيك الناخب الوطني, وأعتقد أن منتخبنا لو خسر هذه المباراة لجرفت سيول الانتقادات خيارات حليلو, الذي لم يستقر على تشكيلة لحد الآن, ولانتقده الجميع على وضع سوداني في مقعد البدلاء, لكن الرياح هبت بما يشتهيه البوسني, وعاد بالزاد كاملا من المغرب, ولكن نقاط كثيرة حسب رأيي في صالح حليلو, فالظرف صعب خاصة شهر سبتمبر الذي كثيرا ما كان يخسر فيه المنتخب الوطني مبارياته, فمحليونا لم يلعبوا أي مباراة رسمية, والبطولة الوطنية لم تستأنف بعد, فيما دخل محترفونا حديثا الى جو المنافسة في مختلف البطولات, ولم يتدربوا الا أسبوعا قبل المباراة في مركب سيدي موسى, فيما خاض المنتخب الليبي عددا من المباريات الودية في تونس, وأخرى في المغرب تحسبا لمباراة الدار البيضاء, لكن التجربة لعبت لعبتها في هذه المباراة, ولعب الليبيون بتسرع وبقلق وبخشونة لم تحقق لهم الفوز المنشود. المحاربون حققوا تأشيرة التأهل في المغرب, وان كانت كرة القدم لا تعترف بمنطق الجمع والطرح, الا أن المنطق له قانونه وكل المعطيات توحي بتفوق الخضر, وأعتقد أن شباك نشنوش في مباراة العودة ستكون ثقيلة بالأهداف. الشوط الأول وان كان اللعب الحذر باديا على المحاربين الا أنهم بسطوا سيطرتهم على الشوط, وضيعوا عدة فرص سانحة للتهديف, فرصة في العشر دقائق الأولى من اللقاء, عن طريق اللاعب قديورة وكرته خارج الإطار بقليل وهي اللقطة التي ظهر فيها حليلو وهو يشير الى قديورة بباطن القدم على أنها الطريقة المثلى للتسديد, فرصة أخرى للاعب مصباح في الدقيقة 14 بعد تسديدة قوية لكن كرة المخافة تصطدم بالجدار الليبي, كما أضاع بلكلام فرصة في الدقيقة 18 بعد تمريرة جميلة من فيغولي, أما الليبيون فضيعوا فرصتين حقيقيتين للتهديف خلال هذا الشوط, في الدقيقة 40 والدقيقة 42 لكن الحارس مبولحي ينقذ الموقف. الشوط الثاني انتعش اللعب الليبي, وضيع الليبيون ما لا يضيع, حتى أني أصبحت اشك, ومتخوف من تلقي الخضر لهدف في توقيت صعب من المباراة, وربما يأتي هذا الهدف من خطأ تافه, لكن دخول سوداني في الدقيقة 80 لحسن الحظ أنعش القاطرة الأمامية وتمكن من تسجيل هدف الفوز في وقت مجنون من اللقاء في الدقيقة 89 حيث توغل سليماني من الجهة اليسرى, مرر كرة لفيغولي الذي تعمد عدم لمس الكرة من أجل أن تصل الى سوداني في أفضل الظروف, سوداني الابن البار لمنطقة الجزاء و بهدوء وببرودة أعصاب يسجل الهدف الأول الذي أطلق العنان لفرحة عارمة داخل المدرجات وفي كل ربوع الجزائر, هدف خامس إذن لسوداني في خمس لقاءات, والعدد مرشح للارتفاع خلال المباراة القادمة. ما يلاحظ خلال اللقاء هو تسامح الحكم السنغالي مع الليبيين الذين كانوا يستحقون الحمراء على مرتين بعد الاعتداء على فيغولي, وسوداني بعد تسجيله للهدف. المباراة لم تنته كما بدأت, وأخرج اللاعبون الليبيون حقيقة مشاعرهم تجاه المنتخب, وراحوا يعتدون على لاعبينا داخل الميدان, وانتقل العنف الى المدرجات حيث تراشقت الجماهير الليبية والجزائرية باللعب النارية, وتفتح بهذا صفحة لا تليق بكرة القدم العربية, بعد أن أغلقت صفحة سوداء سابقة مع الجماهير والإعلام المصري.

مراجع

صورة الموضوع مأخوذة من الصفحة التالية

الجزائر تفوز على ليبيا (1-0)بالدار البيضاء

بطاقة اللقاء

الملعب: ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء.

التحكيم: بدارا دياتا, جبريل كامارا ( السنغال) ، فيليسيان كاباندا (رواندا)، الحكم الرابع : مبانغ ياتما ( السنغال)، محافظ اللقاء : محمد قزاز ( المغرب).

تاريخ اللقاء: 09/09/2012 م التوقيت 18:00

الإنذارات : مدحي لحسن ( الجزائر) ، صالح فائز البدري، محمد المغربي ، عبد العزيز بريش ( ليبيا)

تشكيلة الفريقين :

ليبيا : محمد نشنوش ، ساعد أحمد (القائد) ، محمد المغربي ، حامد أحنيش ، علي سلامة (غيهاب أبو سيفي 46′) ، محمد جمال ، صالح فائز البدري ، محمد الصناني ( عبد الله محمد 72) ، محمد بريش ، محمد زواوي ( مروان أحمد مروان 81) ، بلال وليد.المدرب : عبد الحفيظ أربش.

الجزائر : رايس وهاب مبولحي، ياسين بن طيبة كدامورو ( سعد تجار 46′) ، جمال الدين مصباح ، يسعد بلكلام ، كارل مجاني ، مدحي لحسن ( القائد) ، مهدي مصطفى ، عدلان قديورة ، فؤاد قادير ( العربي هلال سوداني 80) ، سفيان فغولي ، إسلام سليماني (رفيق جبور ،90+2)

المدرب : وحيد حليلوزيتش .

 

Tweet