الكولسة والسمعة أخلاق وعلاقات أيضا

للكواليس تاريخ حافل بالانجازات فمنذ أن تمدن الإنسان, وعرف كرسي الحكم, ونظام الجيوش, كبرت أطماعه في توسيع أملاكه وأراضيه وعملت الكواليس عملها الفتاك قبل تنصيب أي ملك أو أمير أو قائد, كانت تزيح العقبات بالسم المدسوس في العصائر والأقوات, أو بنشر الفضائح, قبل أن تتطور العملية الى الهمس واللمس, وتبادل الحقائب المليئة بالمال والهدايا, انه سحر الكواليس في كل الأزمان والأمكنة وهي الآن حاضرة في مجتمعنا بقوة في المؤسسات الحكومية والغير حكومية وحيثما كان هناك صندوق للانتخابات أو كرسي شاغر أو حتى منصب وظيفة بسيط كانت الكواليس حاضرة من قبل ومن بعد. الكواليس ليست أيضا لمن هب ودب, تتحكم فيها المناصب العليا درجة بدرجة, وتتحكم فيها الأوراق المالية حسب حجم الحقيبة وقيمتها, وتتحكم فيها العلاقات فكلما كانت شبكة العلاقات عنكبوتية كانت أقرب الى تحقيق الهدف, وتتحكم أحكام أخرى عندما يكون هناك للأخلاق والمبادئ مكان في بهو المكولسين, حيث للسمعة الطيبة والعلم, والمهنية, والسلوك وللسيرة الذاتية دور كبير في تحقيق الإجماع, ولا مكان للشخصية مع مجموعة من المرتزقة وأصحاب المصالح فهنا تغلب المصلحة وتدوس على المبادئ الشرعية والوضعية, وما أكثر نشاط الكولسة في العالم الحزبي والجمعوي والسياسي بصفة عامة,ت شبكة العلاقات عنكبوتية كانت أقرب الى تحقيق الهدف, وتتحكم أحكام أخرى عندما يكون هناك للأخلاق والمبادئ مكان في بهو المكولسين, حيث للسمعة الطيبة والعلم, والمهنية, والسلوك وللسيرة الذاتية دور كبير في تحقيق الإجماع, ولا مكان للشخصية مع مجموعة من المرتزقة وأصحاب المصالح فهنا تغلب المصلحة وتدوس على المبادئ الشرعية والوضعية, وما أكثر نشاط الكولسة في العالم الحزبي والجمعوي والسياسي بصفة عامة, وكم هو مستفحل في الوسط الرياضي الجزائري, ولا خلاف أن أنديتنا تنتخب لصاحب الحقيبة وكثيرا ما نشهد صراعا مريرا بين أصحاب الحقائب يشترك فيه الرؤساء والأعضاء واللاعبون والجمهور, وفي غياب شخصية قوية لا جدال فيمن سيكون صاحب الإجماع.
انتخاب السيد محمد روراوة على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بعد تنافس مع شخصيات أخرى لم يأت من العدم فشخصيته مدعمة بتجربته الإدارية, وعلاقاته المميزة مع العائلة الكروية في الجزائر وخارجها, جعلت الكثيرين يعزفون على الرمل والحجارة في حضور الماء, الماء الذي أعاد الاخضرار الى الكرة الجزائرية بعد سنوات عجاف, وأعاد اللون الأخضر الى لباس المنتخب الوطني الذي تأهل بجدارة واستحقاق الى نهائيات كأس العالم, الماء الذي جرى في تجاعيد الكثيرين من محبي الكرة في الجزائر راسما فيها ابتسامة وضحكة كانت قد غابت عنها مدة من الزمن, الماء الذي جرى في عروق الجزائريين فأصبحوا كلهم كلمة واحدة في أم درمان يشجعون الفتى العنتر الذي أحيا أمجاد الخضر من جديد فكان بحق يحيى عنتر اسما على مسمى,
المسيرة اكتملت ولم تنته في الانتخابات الأخيرة للاتحاد العربي, حيث سبقته سيرته الذاتية قبل أن تصل حنكته في العلاقات وفن تسجيل الهدف كما سطر له على طريقة الكبار, فحصد تسعين بالمائة من الأصوات ولكل الذين صوتوا خالص الشكر والتقدير, فانتخابهم له تقدير لكل الجزائريين الذين سيمثلون عالمنا العربي في أكبر تظاهرة رياضية عالمية, ونحن بذلك قد ربحنا مجددا ثقة ممثلي الكرة العربية وربحنا علاقاتنا الطيبة معهم, ولم نكن لنحظى بهذه المشاعر لولا النية الطيبة التي يتعامل معها الطرف الجزائري, ومجهوداته في تحسين صورة الرياضة العربية عالميا.
ود جديد اكتسبناه من خلال انتخاب السيد محمد روراوة في اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم, وهذا المكسب ثمرة أينعت من نفس الفنن التي أثمرت بمنصب نائب رئيس الاتحاد العربي, ولا زالت ستثمر على مختلف المستويات إنشاء الله, وهذا هو سر النجاح, العمل بإخلاص, وبإتقان ومهنية, وبتعاون تمنحك علاقات طيبة أثناء العمل وتمنحك علاقات جديدة أيضا قد تكون نتائجها سحرية مع الاستمرارية فيه.
النموذج الفاشل في كل هذا جسده رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر الذي دخل بيت الاتحاد العربي وهو منهك بإهانة ماضي وحاضر ومستقبل شعب بأكمله, ومنهك بإهانة ضيوفه الجزائريين في بيته, ومنهك بما حصد لسانه من الأكاذيب والافتراءات, ومنهك برفضه الاعتذار عن كل ما بدر منه, وخرج منهكا بدرس لم يستوعبه بعد عندما قرر مقاطعة المنافسات العربية, بعد أن قرر مقاطعة كل ما هو جزائري, وربما قد يأتي اليوم الذي سيقاطع فيه العالم كلما سجل فيه انهزاما جديدا.
نحمد الله على العودة القوية محليا إقليميا, قاريا ودوليا للكرة الجزائرية, ونقول أخيرا أن كرة القدم معاملة وأخلاق قبل أن تكون جلدا منفوخا
.