فمن ينجيه من أنياب الرشوة؟

01 الرشوة

افتح موضوع الرشوة الى أحدهم وأنظر ما تكون ردة فعله، يكاد يجزم أن لا شيء أصبح يسير دون رشوة، وفي مختلف القطاعات، قطاع الأعمال خاصة كقطاع المقاولات بمختلف تخصصاتها، قطاع الخدمات، الرياضة، الفن، الوظيف العمومي، قطاع التربية والتعليم العالي، وحتى قطاع الشؤون الدينية الذي من المفروض أن يكون نقيا ومنزها عن هذه الآفة لم يعد كذلك، فكثيرا ما نسمع عن أئمة يدفعون رشوة من أجل الحصول على منصب عمل، قطاع آخر حساس لم يسلم من هذه الآفة وهو قطاع القضاء والعدالة الذي تعلن من أروقته أحكام حسب عمولة الواقف أمام تهديد السجن، في الطرقات لا تسير مع أحدهم مسافة معينة حتى يحدثك عما يعانيه مع أعوان المرور عند تحرير المخالفات وكيف يطبق عليك القانون إن لم تدفع. مما جعل هذه الآفة توظف المئات من الوسطاء بين الراشي والمرتشي, ومن يستطيع أن يقضي حوائجه في الجزائر اثنان الأول لديه معارف في المصلحة التي يرتادها, والثاني يملك مالا ليدفعه ويقضي به حاجته بوسيط أو من دون وسيط. كلها نقاط ساهمت في احتلال الجزائر المركز 96 من بين 176 دولة مصنفة تتعاطى الرشوة. ليس غريبا أن ترى أشخاصا يمارسون هذه الآفة تحت مسميات عدة كـ “الهدية”، و”القهوة”، و”الحمام” ، وإنما الغريب هو سكوت السلطات العليا في البلاد وتغاضيها عن محاربة الرشوة، وهو ما جعل الكثيرين يعتبرونها أمرا عاديا، لدرجة أصبح ينظر للإنسان النظيف الذي يرفض التعامل بالرشوة بالشخص الغريب. الشباب المستفيد من برامج التشغيل المختلفة قد تخلص أخيرا من الفوائد الربوية وهي التي أرقت باله وجعلت الكثيرين يترددون في الإقبال على هذه البرامج, ولكن الشباب نجا من مقصلة الربا، فمن ذا الذي سينجيه من مقصلة الرشوة، وان نجا من انجاز ملفه والحصول على وثائقه من مصالح التشغيل فلن يحصل على قرض بنكي دون المرور أسفل الطاولة، فلم ألتق أحدا لم يقل لي بأنه استفاد دون أن يدفع، الرشوة هي معركة ثانية وجب علينا جميعا أن نطالب بمحاربتها وأن نطالب أصحاب الحل والعقد بوضع النصوص والآليات الفعالة لحماية المواطن من عصابات الرشوة.

مراجع

صورة الموضوع مأخوذة من الصفحة التالية

روابط ذات صلة

الجزائر تحتل المرتبة 94 من بين 177 دولة من حيث استفحال ظاهرة الرشوة

تنامي الرشوة في الجزائر سرطان تفشا في المجتمع والدولة

الرشوة في الجزائر.. سرطان المجتمع والدولة