الشيباني سعيد سعدي وعجزته يحاولون إحراق الجزائر

الثورة التونسية بعد أن أطاحت ببن علي وزبانيته, فاح ريح الياسمين على أهرامات الجيزة وانتشى شبان مصر ومثقفوها بالنصر التونسي فلم يترددوا في تونسة القاهرة والاعتصام ثمانية عشر يوم كاملة في ساحة التحرير حتى سقط آخر حجر من رأس مبارك الصم, وهاهو الياسمين يتجول في نسيم وهواء اليمن والبحرين والعراق والمغرب وليبيا, ولكنه أبى المرور في الجزائر لما فاحت رائحة الزيڤو من مقر الأرسيدي الجزائري, ومن حناجر عجزة سعدي, وتنسيقيته من أجل التغيير, وأي تغيير؟ أي تغيير يريده سعيد سعدي وأغبيائه للجزائر؟ ففي الوقت الذي نالت فيه تونس ومصر العلامة الكاملة ومرت الى القسم الأعلى لتدرس الحرية وتطبيقاتها, يريدنا سعيد سعدي بمشروع مجتمعه أن نكرر السنة ويعيدنا الى الصفر من خلال تجسيد دولة لادينية على شاكلة دولة بن علي ومبارك, ويغرقنا في سنين من الصراعات وربما يعيدنا الى عشرية سوداء ثانية لا بياض لها, وهاهو يريد أن يستثمر الأوضاع التي يمر بها عالمنا العربي من أجل استفزاز المشاعر وتحريك مشاعر الشباب بطريقة خبيثة من أجل كسب بعض الأرقام في كشف نقاطه المليء بالأصفار والنسب المئوية الضعيفة التي حصدها في مختلف المناسبات الانتخابية منذ أن رأت الساحة السياسية في الجزائر نور التعددية, إن الحرية التي ينعم بها سي سعدي لم تكن موجودة لا في تونس ولا في مصر ولا هي موجودة في أي ركن عربي, حزبه معارض معتمد رسميا, يتكلم كيف يشاء, ينتقد كيف يشاء بل يسب ويشتم دون أن يعترض طريقه أحد, ويعتدي على الأبرياء كما اعتدى على الصحفيين وعلى الشرطيين كيف يشاء دون أن يُسأل أو يُحقق معه, بل ويهدم المساجد, مسجد أغريب الذي شارك في هدمه هو و نوابه دون متابعة أو عقاب, كل هذا ويوفر له النظام الذي يريد أن يسقطه الحماية ويخصص له حراسا شخصيين يحرصون على حياته وربما يعرضون حياتهم للخطر إن تعرض الى مكروه, يصادق اليهود ويتقرب إليهم, ويشي بدولته ويهمس في آذان السفارات الأجنبية بكلام قبيح عن وطنه, وعن مسؤوليه, ثم يأتي بمفكرة مصادق عليها بأختام مختلفة قد تكون إسرائيلية, أو فرنسية أو أمريكية من أجل إدخال البلاد في دوامة جديدة من العنف, أين تنتهي هذه الحرية التي يطالب بها؟ إنها حقا من عجائب الحرية في الجزائر, حتى العمالة للأجانب يمارسها دون أن يكلمه أحد.

الجزائر إن كانت بها حڤرة أو ظلم فلست أنت يا سعدي ومشتقاتك من يتكلم لرفعها, والشباب الجزائري لا ينتظر أن يتحرك أمثالك حتى يطالب بحقوقه, ولا يسعني إلا أن أبارك لك الأصفار الجديدة التي أثريت بها غباءك السياسي, فالجبهة الكبيرة التي فتحتها بتهورك ستكلفك غاليا وربما تكلفك تلك الحرية التي أعطيت لك من اجل أن تتجرأ على أمن ووحدة الوطن. وآن الأوان أن تسأل نفسك ومن سار معك عن ما قدمته لهذا الوطن حتى تطالب غيرك بالواجبات, ماذا قدم نوابك الذي اتخموا بأجر الثلاثين مليون سنتيم للشعب الذي صوت من أجلهم, أم أنكم تنتقمون للحصاد الهزيل الذي نلتموه في مختلف المناسبات الانتخابية؟ ماذا قدم شريكك بن بيتور يوم كان رئيسا للحكومة؟, وماذا قدم علي يحيى عبد النور يوم كان وزيرا, وأي شيء قدمه لحقوق الإنسان وهو رئيس لمنظمة حقوقية؟

إن دخول بلحاج الوجه الإنقاذي في المسيرة يدل على النوايا الحقيقية للتنسيقية من أجل التغيير, في إشعال فتنة جديدة وإدخال البلاد في دوامة جديدة من الصراع والدم, وتدل حق الدلالة على محاولة إشراك الشباب والشارع في تصفية حسابات شخصية ضيقة بين منظمي المسيرة وما يسمونه بالنظام. وطبعا لن نقول بأن كل شيء على ما يرام في بلادنا, ونقول بأنه على السيد رئيس الجمهورية والحكومة اتخاذ تدابير مستعجلة من أجل تطوير المكتسبات, والسعي من اجل حل أهم المشاكل التي يعاني منها المجتمع الجزائري كالبطالة والسكن, والتعامل بحزم وصرامة مع الفساد الذي طال الخزينة والإدارة, وفتح مجال الاعلام السمعي البصري في حدود ما يخدم البلد, من أجل تفويت الفرصة على أشباه الأحزاب والشخصيات من الاستثمار في معاناة الشبيبة والمجتمع, ولا بد أن تتغير العقلية الانتقائية في التوظيف والارتقاء فالجزائر لكل الجزائريين, والمنصب لمن يستحقه مهما كان لسانه وحزبيته, فالجزائر حررها كل الجزائريين ولا بد أن يساهموا جميعا في بنائها.

روابط

صورة الموضوع مأخوذة من الصفحة التالية