هو حظ من يطلب سكنا في الجزائر

السكن الاجتماعي

كان للإنسان عبر العصور الحرية في بناء المسكن الذي يراه لائقا به, ولظروفه المعيشية وظروف عمله, الإنسان في عصرنا الحالي ملك جزءا من هذه الحرية لكن فقط عندما يكون بين يديه ملكية يستطيع من أن يبني فوقها السكن الذي يناسبه, ولكن كثير من البشر يعانون العبودية, عندما يكون مصير مأواهم بين يدي غيرهم, وهو ما يحصل لطالبي السكن الاجتماعي عندنا في الجزائر وحتى طالبي السكن الترقوي, فرغم شساعة الجزائر تعمل دولتنا على بناء علب كبريت للمواطنين, ناهيك عن نوعية البناء ومساحة الغرف, أحياء لعمارات مبنية في أحيان كثيرة في أماكن بعيدة على المدينة دون أن ترافقها هياكل خدماتية يحتاجها المواطنون, كالطرقات, والمدارس والمساجد, والمساحات الخضراء ومساحات لممارسة الرياضة ومصحات, عمارات مزروعة في أي مكان توزع على المواطنين بمجرد انتهاء الأشغال. لفت انتباهي في أحد النشرات الإخبارية وجود خبراء أجانب في الجزائر في يوم دراسي حول السكن, وتحدث أحدهم وكان من اسبانيا وقال كلمة أعجبتني كثيرا ويبدو أنه قالها تعليقا على ما شاهده في الجزائر, قال أنه ” يتوجب علينا أن نبني سكنا أين يعيش الإنسان, لا سكنا أين ينام “, وهو الوصف الملائم لما يعيشه الجزائري الطالب للسكن. الطبقة الكادحة في الجزائر المستفيدة من السكن الاجتماعي خاصة تملك سكنا لا يصلح الا للنوم. رغم أن الحلول لا تنقص بإطلاق مشاريع مدن جديدة ومنح قطع أرضية للمواطنين, وبناء عمارات تتناسب وطبيعة الإنسان الجزائري وتتوفر على شروط المعيشة إضافة شرط النوم والأكل, فوضى كبيرة نعيشها عمرانيا وآفات اجتماعية كثيرة نتجت عن هذه الأحياء الفوضوية, والجزائر الآن غارقة في سباق توفير الكم تلبية لآلاف طلبات السكن والكل على حساب جمالية المدينة, ونوعية السكن.

مراجع

صورة الموضوع مأخوذة من الصفحة التالية