مدارس الجزائر لا تعترف بالطفل المتوحد

قسم

كثيرا ما كنت أسمع قصصا عن معاناة الأولياء مع أقسام التحضيري, ولمن لا يملك المعيرفة لن يتمكن من تسجيل ابنه, هذه المرة عشت بنفسي هذه المعاناة, حيث حاولت تسجيل ابني وهو طفل متوحد في السابعة من عمره, واعتقدت أني محظوظ لأني أعرف مدير المدرسة الذي استقبلني استقبالا جيدا في البداية, وشرحت وضعية ابني وقلت له بأنه بحاجة ماسة الى أن يكون تلميذا في أقسام التحضيري لأنها جزء من علاجه ضد مرض التوحد حيث سيفيده كثيرا الاحتكاك مع أقران عاديين في المدرسة, لكنه أخبرني بأن القسمين الموجودين عنده مكتظين ولا يمكن قبوله في الوقت الراهن, رد يحفظه عن قلب أغلب مدراء المدارس الذين اتصلت بهم بينما أكد لي بعض الزملاء بأنهم تمكنوا من تسجيل أبنائهم بفضل المعيرفة. لحسن الحظ التقيت أحد الأصحاب وقال لي بأنه سيقوم بتحويل ابنه من مدرسة الى مدرسة أخرى وبأن مكان ابنه سيكون شاغرا وما علي الا الاتصال بالمدير لتسجيل ابني ولحسن الحظ المقعد شاغر بمدير المدرسة الذي اتصلت به أول مرة, عندما تقدمت إليه لثاني مرة وأخبرته بأن هناك مقعد شاغر حبذا لو يكون من نصيب ابني تحجج بأن ابني ليس في سن الدراسة ولذا وجب أن أحضر له ملفا كاملا وشهادة طبية تثبت بأنه لا يعاني من أي مرض عقلي, ما فهمته أنا أنه مجرد شرط تعجيزي لأتنازل, ولكني لم أستسلم وأحضرت له الشهادة الطبية من عند طبيب مختص والذي أكد لي بدوره أن تسجيله في أقسام التحضيري سيفيده كثيرا, أحضرت للسيد المدير الشهادة, وفاجأني بتسليمي لملفي وقال لي بأن المدرسة الفلانية بها قسم لأمثال ابني وعلي تسجيله هناك, ذهبت الى هذا المدرسة وأخبروني بأن لا وجود لهذا القسم وأن المدير الذي أرسلني إما أنه خارج مجال التغطية أو أنه يتحجج بمبررات واهية حتى لا يقبل بتسجيل ابني, كان هذا هو الاحتمال الصح, فلم ينفع احتجاجي لتصرفاته الصبيانية والبيروقراطية, وعلمت أن المقعد تدخلت شخصيات نافذة على المستوى المحلي لتسجيل ابن أحد الشخصيات, مدير بلحية مهذبة مواظب على ارتياد المسجد يكذب ويتصرف بطريقة لا يفعلها حتى اليهود.

مضى وقت واتصل بي أخي وقال لي بأنه يمكن تسجيل ابني في المدرسة التي يرتادها ابنه رغم بعدها عن الحي الذي أسكنه, وفعلا اتصلت بالمدرسة وشرحت لمديرها وضعية ابني وأنه يتطلب بعض الصبر عليه حتى يتأقلم مع وضعه الجديد, طلب مني الملف وأخبرني بيوم دخوله الى قسمه التحضيري, فرحت بالطبع لذلك كثيرا واشتريت له محفظة بلوازمها ومئزرا جديدا, لكن عندما عدت قبل أن أدخل المدرسة سمعته يبكي وفهمت مباشرة أنهم لم ينجحوا في مساعدته على التأقلم, ولا صبر لهم على مثل هذه الحالات, واستقبلني المدير وأخبرني بأنه لن يستطيع قبول ابنه, لم أناقش لأني حتى لو شرحت له حتى الصباح فلن يفهمني ولن يفهم, أولا لأنه ليس ابنه, ثانيا لأنه لا يعتبره ابنا, ثالثا لأنه لا يفقه شيئا في مرض التوحد, ثالثا لأنه لم يتوعد لا هو ولا معلموا مدرسته على بذل المزيد من الجهد من أجل فهم ما يعانيه الطفل معنويا وصحيا, قلت له الا يمكن المحاولة من جديد, قال لي لو أعطيتني مال الدنيا فلن أقبله.

مراجع

صورة الموضوع مأخوذة من الصفحة التالية