أخيرا تتخلص فرنسا من يهوديتها

لم يكن بين ساركوزي وبين العهدة الثانية الا ذراع, لكن يهوديته غلبته فانقلبت عليه مشاعر الكراهية, فلم يعد ذلك الشخص المرغوب فيه, كان عليه أن لا يتدخل في ليبيا وأن لا يساهم في دمار بلد بأكمله, كان عليه أن لا يقتل صديقه القذافي وأن لا يعض اليد التي أمدته بـخمسين مليون أورو من أجل تمويل حملته الانتخابية, لقد ساهم في قتله ببرودة دم, واحتفل مع قاتليه في ليبيا دون أن تحمر وجنتاه من الخجل, وهل في قاموس اليهود خلق اسمه الحياء أو الخجل؟؟, كان عليه أن لا يقتل محمد مراح من أجل كسب ود المجتمع الفرنسي الذي ضاق ذرعا بالمهاجرين الغير شرعيين بطريقة خسيسة ودنيئة, وكان عليه أن لا يتاجر بدماء الأبرياء من أجل حصد بعض الأصوات الانتخابية, ولكن يهوديته غلبته فهو يأكل الخبز الممزوج بالدم محتفلا, فلا شيئ يحلو دون مذاق الدماء. كان عليه أن لا يعامل المسلمين بعنصرية ويتدخل في حرياتهم الشخصية, لقد ضاق المسلمون ذرعا في فرنسا من عنصرية وهمجيته حتى أصبح العالم يتصور أن لا مشاكل لساركوزي في فرنسا من غير المواطنين المسلمين, لقد كان حريا بهم أن يشاركوا في الانتخابات بقوة ويساهموا في رمي هذه الحثالة الى مزبلة التاريخ. هولاند رئيسا لفرنسا, وأخيرا وجدت فرنسا ضالتها وعادت الى فطرتها, فاختارت من دمائها النقية الشكل الذي يليق بمنصب رئيس للجمهورية الفرنسية, حصد هولاند 52% من الأصوات مقابل 48% لساركوزي, ويصبح بذلك الرئيس اليساري الثاني لفرنسا بعد فرونسوا ميتران الذي حكم فرنسا في الفترة ما بين 1981- 1995 م, وتعد نسبة المشاركة في هذه الانتخابات مرتفعة مقارنة بالانتخابات الرئاسية الماضية, انه فعلا الربيع الفرنسي, الذي يقابله في الضفة الأخرى الربيع العربي, ولكن الفرق بين الربيعين مختلف, فالربيع العربي تلون بألوان الدماء والدخان, والجثث, والسلاح والدموع والقتل والألم, أما الربيع الفرنسي فتلون بألوان الجمال والسلام, وتمكن الفرنسيون من الإطاحة بساركوزي بالصندوق وبعثوا به الى المقبرة السياسية, ولكن فرنسا قبل هذا الحدث الذي وصف في ميزان المتعطشين للديمقراطية بالفريد من نوعه, قد سبقه في تاريخها ثورات وحروب, وعلى العرب أن لا يتعجلوا النضج وأن يرضوا بأقدارهم فستأتي الأجيال التي ستستفيد من هفواتهم وتصنع لوحات أجمل من لوحة ساحة برج إيفل أين وقف ساركوزي مخاطبا الفرنسيين بنفاق محاولا أن يجمل صورته الكريهة قبل لحظته صمته ومغادرته التي ستنسي الجميع في عهدته.

 روابط

كفة الإنتخابات الرئاسية الفرنسية ترجح لصالح فرنسوا هولاند

فوز هولاند بالإنتخابات الرئاسية في فرنسا بـ 51.9%

ساركوزي: خسارة للطغاة!