دفاتر الرأي

قل ولا تقل

قضايا عربية

القردة يعيثون فسادا في غزة

جريمة إسرائيلية ببصمات عربية


لم نستغرب ما قامت به إسرائيل في غزة فالجريمة وسفك الدماء شيمة من شيم الدولة اليهودية فما فتئ اليهود يقتلون وينهبون منذ وطئت أقدامهم النجسة أرض فلسطين الطاهرة, ولكن الذي نستغربه هو أن تتوعد إسرائيل ضرب غزة من دولة عربية مصرية على لسان وزيرة خارجيتها ليفني, نعم ومن القاهرة تعهدت سليطة اللسان بإنهاء حكم حماس في غزة, ليفني التي استقبلت على مستوى عال من قبل الرئيس المصري حسين مبارك الذي قتل الشعب الفلسطيني أكثر من مرة بقرار غلق المعابر وحرمانه من أبسط ضروريات الحياة. وجاء تنديد مصر بالمجزرة متأخرا جدا وفي غير محله بعد أن عاثت الآلة الإسرائيلية فسادا في غزة. وان دل هذا على شيء فإنما يدل على سذاجة الطرف المصري في التعامل مع القضية الفلسطينية وفشلها في محاولة التقريب بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي, بل أن ما نلحظه هو نجاح إسرائيلي باهر في كسب دعم مصري لما تقوم به من جرائم وإرهاب في حق المدنيين الفلسطينيين العزل. ولا يسعنا إلا أن نشبه التنديد المصري كالذي يشارك في القتل ثم يسير في جنازة المقتول, وهل من مفسر حكيم يفسر لنا موافقة مصر على ضرب غزة, ثم السماح بعدها للجثث والجرحى بتجاوز المعابر المصرية, في وقت منع فيه المرور على الأحياء بحثا على لقمة عيش. سياسة لا تكاد تتعرف فيها من خيط الصداقة والجوار الأبيض من خيط المكر والشر الأسود.
ولم يستح أبناء القردة من فعلتهم بل راحوا يواصلون تهديداتهم على ضرب قطاع غزة بل وتعميق ضرباتهم إن اقتضت الضرورة ذلك على مسمع ومرأى من الأمم المتحدة وكل دول العالم التي انتفضت وتحالفت ضد الغزو العراقي للكويت فما بالها لا تتحرك لمنع العدوان الإسرائيلي المتواصل على أبناء فلسطين. أوليس الذي يحدث في غزة بالمجزرة؟
القصة واضحة فهي المآمرة الكبرى على الشعب الفلسطيني وما على إسرائيل والعالم أن يبحثوا لهم عن حجة أخرى غير حماس, فهل كانت إسرائيل ستتوقف عن القتل والنهب إن افترضنا عدم وجود حماس في القطاع وكل فلسطين؟
التاريخ سيكتب بأحرف من ذهب زيف الحضارة الغربية التي دارت عجلتها مرغمة في بوصلتها, وسيكتب التاريخ دموية الحضارة الأمريكية والأوربية, والعجلة ستدور في حنين وشوق يوما ما إلى كل ما هو عربي وإسلامي وأصيل وسيحين وقتنا الذي سنرد فيه بالجواب الصحيح على كل هذه المجازر دفاعا عن هويتنا وأراضينا وديننا وشرفنا, وسيحين وقتنا الذي سيرى فيه العالم حضارة إسلامية راقية سمتها الأساسية العلم والتسامح والسلام.
لم يبق بيد كل فلسطيني قادر على حمل السلاح إلا أن ينتفض لدعم المقاومة ولم يبق لكل عربي مسلم إلا أن يتبرع بدمه وماله من أجل نصرة أخواننا في غزة, ولم يبق من ضعف الإيمان إلا أن نسخر القلم والصورة لفضح دموية الحضارة الغربية, ودموية الآلة الإسرائيلية.
فلم يعد هناك أمل في أن تتحرك الأمم المتحدة ومن فيها لوقف المجازر كيف وهي كلها مباركة ومحمية من قبل أعلى هيئة إنسانية في العالم. ولم يعد هناك أمل من مناداة الأنظمة العربية, وأنى للقلب الميت أن يجيب النداء.
حماس إلى الأمام فالتاريخ كله يشهد بانتصار جميع المقاومات على جميع أشكال الإجرام والاستعمار والنصر آت من عند الله, لقد وعدنا ووعده الحق.

شارك
المقالة السابقة
حذاء عراقي من ذهب
المقالة التالية
متى تولد الثورة الفلسطينية؟
  1. مواطن ( عادي )

    الله يلعن الشمايت

اترك تعليقاً

%d مدونون معجبون بهذه: