أو الخيانة الشرعية.


بمجرد أن تضع يدك على ذقنك, وتغمض عينيك, وتسترسل مفكرا  في الشأن العراقي, وعندما تبدأ بتحميل شتى الصور, صور الاحتلال الأمريكي وصور تواطؤ دول حليفة كانت بالقبل صديقة, وصور القتل الممارس من طرف المحتلين, وصور التعذيب والغدر والخيانة الممارسة من طرف المليشيات الصفوية, وصور الدعم المادي الممنوح من طرف الحكومة الإيرانية لفيالقها من أجل تصفية السنة والعلماء والأئمة.وأنت على هذا الحال من التفكير والتأمل في مختلف الصور والمعطيات والأحاسيس والآلام والآمال, تسقط علامة تعجب ضخمة لتستقر في قلب الأحداث, مفجرة أكثر من تساؤل وحيرة, سيذهب بك التعجب إلى قاموس القيم الجديد الذي يتعامل معه العالم, قاموس مقلوب المعاني فالظالم مظلوم, والسارق صاحب حق, والخيانة شرعية دولية وقومية و طريق إلى الجاه والمسؤولية.
وعلى مرأى من العالم احتلت الولايات المتحدة الأمريكية العراق بتفويض من الشرعية الدولية, بموافقة من الأمم المتحدة التي تحمل في شعاراتها الكاذبة والوهمية أحقية الشعوب في الحرية وتقرير المصير ومحاربة شتى أنواع الاستعمار, بمبرر وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق التي تبين لكل العالم أنها كذبة القرن.


وهذا أول ما يتعجب له الإنسان أن تتسبب الأمم المتحدة في احتلال بلد مستقل,  وأن تكون وراء كل ما يقع في العراق من قتل ودمار, القتل الذي يمس الأبرياء من العراقيين والذي يمس الجنود الأمريكيين الذين يموتون في العراق دون أي قضية أو مبدأ, وكل ما يقع في العراق سببها هذه الهيأة التي إن لم يتخلص العالم الإسلامي من التبعية لها كانت وراء كل دمار سيلحق بأي بلد مسلم في أية لحظة.
ستتعجب لشيء آخر وأنت دائم التفكير والتركيز في أحوال أشقائنا العراقيين, وهي ما تفعله الخيانة في هذا البلد الجريح.
لننظر إلى هذه الصورة, أمريكا تحتل العراق  وتحت خيمة الاحتلال والقبضة الحديدة للمستعمر, يتم إجراء انتخابات وتعيين برلمان وحكومة عميلة, باسم الصندوق والانتخاب تعطى الشرعية للعمالة والخيانة, ليس هذا فحسب بل لها الآن سفارات في مختلف البلدان, وميزانية ونشاطات سياسية واجتماعية, وإياك أن تنعتها بأي نعت أو أن تتجاوز حدود المعاملة معها و إلا كنت على أعلى مستوى مطالب بتوضيح أقوالك و تقديم الاعتذار.

الخيانة الآن في العراق رسمية وشرعية, والمقاومة العراقية أضحت بذلك وفي ميزان القاموس الجديد إرهابا وجب محاربته, وكأن بتكنولوجيا الاحتلال قد تطورت إلى استعمال الشرعية الدولية لاحتلال البلدان, واستعمال الصناديق لترسيم العملاء والخونة, واستعمال كل ما هو مباح للقضاء على المقاومة الحرة.

الصور المرفقة للموضوع إحدى نتائج ترسيم الخيانة, وهي لحفل أقيم توديعا لجنود وضباط الفرقة 101 الأمريكية المقولة جوا, وفي مقر الفرقة الرابعة للجيش الحكومي في تكريت حيث مقر الفرقة وفي احد قصور الرئيس العراقي السابق وبحضور قادة بارزين في الجيش العراقي النظامي.
وبإذن من الحكومة العراقية العميلة بدء الحفل الترفيهي للجنود المغادرين من العراق و بالسلام الوطني الكردي  وتحت راية علم الله اكبر قدم قادة الفرقة حفلا ساهرا وممتعا لجنود الاحتلال الذي يعمل ليل نهار في قتل العراقيين, وينعمون ليلا على دبكة ومؤخرات الخونة.