حين يرتكب القاضي نفس جرم المتهم

حاميها حراميها

اهتزت, مصطلح لطالما كنت أمقته في المقالات الصحفية اليومية, لكنني أرى هذه المرة أنه مناسب لهذا المقال, فقد اهتزت فعلا الجزائر بأسرها على وقع فضيحة من العيار الثقيل, حيث تم القبض على ثلاث قضاة وإطارات أخرى لها وظائف سامية في مختلف الإدارات من بينهم مدير الصندوق الوطني للتأمين على البطالة لولاية تلمسان, في بنغالو سياحي ببني صاف ولاية تموشنت وحمل الترقيم 33, رفقة سبع فتيات من بينهم قاصر, في سهرة ليلية حضر فيها كل أنواع المحرمات, وفي دورية للدرك الوطني الذي اقترب من البنغالو بعد سماعه لأصوات الصخب والضحك, عندها كر الساهرون وفروا في أي صوب لكن مجموعة الدرك الوطني تمكنت من إلقاء القبض عليهم, وكانت فعلا الدهشة والمفاجأة بعد معرفة تركيبة المجموعة الساهرة. ثلاث قضاة يسهرون مع مومسات من بينهم قاصر, ماذا لو وقف أمام هؤلاء القضاة شباب ارتكبوا نفس الجرم الذي ارتكبوه, كيف سيحكمون؟ والشخص الماثل أمامه هو نسخة منه؟ هل سيكون من العدل أن يغرمه أو أن يدخله السجن في حين هو يستحق نفس العقاب أيضا أو ربما أكثر؟ ليس هذا فقط فالشعب الجزائري وخاصة من أطلوا بعمق على قدر العدالة على دراية كبيرة بمختلف جرائم الفساد بما في ذلك الرشوة, وهل يحق لنا في هذه البيئة القذرة أن نتحدث عن استقلالية القضاء؟ وهل حقا تكون للاستقلالية معنى والقاضي الذي يفصل في قضايا أخلاقية, يحمل في سيرته سوابق أخلاقية أيضا؟. الغريب في الحادث أيضا أن مجموعة الدرك الوطني التي أوقفت القضاة وعشيقاتهم تم متابعتهم قضائيا بسبب إخلالهم بالإجراءات القضائية, وهو الخبر الذي استقبله الشعب الجزائري بكثير من الغرابة والتعجب, ولو كان الساهرون مجرد شباب أو مواطنون عاديون لتم الزج بهم في السجن دون أن تتابع فرقة الدرك الوطني, ولأن السافل في أمور العدالة عاليها تم متابعة الفرقة التي قامت بواجبها قضائيا, وتم الصاق تهمة تصفية الحساب بالعملية, ومهما يكن من إخلال في الإجراءات, ما كان يجب متابعة فرقة الدرك الوطني قضائيا حفاظا على الميزان الأخلاق في المجتمع, لأن الرأي العام الآن أصبح ينظر الى العدالة بعين النقص, وأصبحت صورة أهم جهاز في الدولة متسخ أخلاقيا.

مراجع

صورة الموضوع مأخوذة من الصفحة التالية

3 قضاة ضبطوا في ليلة ماجنة بتموشنت

قضية فضيحة »البنغالو »33 في بني صاف توقيف تحفّظي لثلاثة قضاة

ثلاث دركيين أمام غرفة الإتهام بمجلس قضاء سيدي بلعباس

قائد مجموعة الدرك بعين تموشنت يصرّح حول فضيحة المركب السياحي

تداعيات قضية الـ”بنغالو رقم 33” ببني صاف