متأثرون من الإعدام ومحتفلون بالمناسبة.


حدث الإعدام صنع يوميات الإنسان في كل أنحاء العالم خاصة العالمين العربي والإسلامي, وصنع عدة زوايا من الرأي العام بين غير مكترث للحدث وبين مهتم متأثر من الإعدام ومهتم محتفل بالمناسبة. المتأثرون من الإعدام غالبية عربية مسلمة تحسب على الأغلبية المتأثرة في كل بقاع الأرض, جاء هذا التأثر من طريقة المحاكمة وطريقة تنفيذ حكم الإعدام وتصويرها وعرضها على كل العالم مما يعتبر انتهاك وإهانة للإنسان على يد الولايات المتحدة الأمريكية المتشدقة بشعارات حقوق الإنسان مستعملة اليد اليهودية الشيعية في تنفيذ الإهانة تجاه شخص الشهيد وكل العالم العربي والإسلامي, وان لم أكن مخطئا فصدام الرئيس الوحيد في العالم الذي يقاد بالصوت والصورة الى حبل المشنقة. ولاقى بذلك تعاطفا شعبيا وجماهيريا كبيرا ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أضافت نقاط أخرى من الكراهية الى سجلها الأسود الحافل بالقتل والسرقة, والاهانة.
المحتفلون بالمناسبة طبعا أمريكان فبالنسبة لهم احتلال العراق ونهب خيراته وتفريق شعبه وقتل رئيسه انتصار سياسي وعسكري,  ونحمد الله على توفيق المقاومة العراقية من أجل إفساد هذه النكهة بطوابير التوابيت التي تصل واشنطن يوميا.
لقد حققت الولايات المتحدة الهدية لإسرائيل التي لن تنس لصدام التسعة والثلاثين صاروخا التي أجلت أمن إسرائيل لمدة طويلة.
المحتفلون بالورود والتهاني وكل أشكال الاحتفال هم الشيعة الذين كانوا لا يستطيعون التفوه بالكلمة أثناء حكمه, والقول أنهم لم ينطقوا إلا بعد سقوطه وبان للجميع ما كانت تخفيه صدورهم وكم كان عظيما.


واحتفل بالمناسبة كويتيون إيرانيون وكرديون وهذا نقص في الرجولة أن يكون هذا التشفي من أبناء الأمة الواحدة, وبين يدي المحتل الكافر.
ولكن شهامة الشهيد واستهزاؤه بجلاديه, وثباته ونطقه للشهادتين أفسدت الحفلة وبلغت الرسالة لكل العرب والمسلمين والمقاومة العراقية, فشهادة صدام حسين هي حفلته وحفلة كل الأحرار فليس الموت عيبا ولا هزيمة مادام في سبيل الله.
داخل العراق شهدت المناطق الغربية السنية  تظاهرات شارك فيها المئات من بينهم نساء وشيوخ وأطفال وحمل معظمهم الأسلحة الرشاشة وعبروا عن سخطهم بإطلاق العيارات النارية في الهواء, وحملوا صورا لصدام حسين وأعلام عراقية ورددوا شعارات مناهضة للاحتلال والأحزاب السياسية الشيعية, كما قاموا بإزاحة الستار عن جدارية  تحمل صورة الشهيد وفي العوجة مسقط الشهيد نصبت عشرات خيم العزاء وبثت على الهواء آيات من القرآن الكريم.
ومن بين ردود الأفعال العربية, ذكرت وكالة الأنباء الليبية أن حركة اللجان الثورية قررت إقامة تمثال لصدام حسين وهو على منصة المشنقة الى جانب تمثال لعمر المختار الذي أعدمته القوات الإيطالية في 1931 وأضافت أن تمثال صدام حسين الذي اعدم فجر السبت في بغداد، سيقام الى جانب “شيخ الشهداء” عمر المختار الذي اعدم على يد القوات الإيطالية في 1931 في مدينة سلوق على بعد 1300 كلم شرق طرابلس وفي اعتقادي أن موقف الجماهيرية الليبية كان الموقف العربي الوحيد الواضح والنقي حيث أعلنت الجماهيرية عن الحداد لمدة ثلاثة أيام
وهو موقف يستحق فعلا التقدير فيما أحجمت الحكومات الأخرى التعبير بنفس الوضوح تفاديا من أن تسجل يوما على قوائم الاهتمام الأمريكية.
أخبار أخرى تداولتها الصحافة حول انتحار امرأة جزائرية بعد سماعها للخبر ويبدو أن المنتحرة  لم تتصور عالمها من دون صدام حسين, كنت أتمنى لو عبرت عن غضبها بطريقة أخرى غير المعصية بالعمل وتربية الأجيال على الفضيلة والحيرة والاهتمام بأمور المسلمين.
ومن أغرب ما وقع بعد الإعدام قصة الطفل الباكستاني البالغ من العمر 10 سنوات الساكن في إقليم بار خان بوسط باكستان  الذي أراد تقليد صور الإعدام التي بثتها القنوات الباكستانية بحبل علقه في مروحية السقف, الحقد أعمى قلوب الصفويين ولم ينتبهوا أثناء التصوير الى أحاسيس الأطفال و مشاعر الذين لا يتحملون مشاهد القتل والحقرة.

مراجع

الصورة مركبة من طرفنا

ردود فعل اعدام صدام حسين

تضاربت وتعددت ردودد الفعل بعد اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين

ردود الفعل العربية والدولية على اعدام صدام