المجتمع الدولي في مواجهة البلونيوم الإسرائيلي

الراحل ياسر عرفات

تابعت باهتمام ومن خلال قناة الجزيرة تحقيقا إعلاميا حول فرضية اغتيال ياسر عرفات عن طريق مادة سامة تعرف بالبلونيوم وهي المادة التي قتل بها الجاسوس الروسي الكسندر ليفتنكو عام 2006, وفرضية الاغتيال طفت على السطح بعد التحاليل الطبية التي دامت تسعة أشهر كاملة على عينات بيولوجية أخذت من ملابس الراحل التي سلمها المستشفى العسكري في بيرسي جنوب باريس، حيث توفي، الى أرملته سهى الطويل, كما أثارت وفاته عدة تساؤلات حيث لم يتمكن 50 طبيا من تشخيص المرض الذي كان يعاني منه الرئيس الفلسطيني. التحقيق الذي طالبت به أرملة الرئيس المقيمة في فرنسا حركت وبعثت الحياة في الملف حيث تم فتح قبر الراحل في ظروف سرية بالتعاون مع السلطات الفلسطينية, وتم أخذ 60 عينة سيتم فحصها في كل من مخابر روسيا فرنسا وسويسرا, والتي ستأخذ حوالي تسعة أشهر من الوقت حتى يتم الكشف النهائي عن أسباب الوفاة, علما أن خبراء أكدوا صعوبة المهمة لأن مادة البلونيوم المشع تختفي من في ظرف خمسة أشهر, الا أن المحققون أكدوا أن التحاليل دقيقة جدا ويمكن الكشف عن المادة من العينات المأخوذة من جثة ياسر عرفات, ونتساءل أخيرا هل سيدين المجتمع الدولي حقا إسرائيل في حال ثبوت اغتيال الرئيس الفلسطيني؟ شخصيا لا أعتقد ذلك وهذا المجتمع قد مر من قبل على فترات صمت رهيبة وإسرائيل تقنبل أحياء غزة وآلاف جثث الأبرياء التي ترامت على الطرقات وتحت الأنقاض مركزة ببقايا الأسلحة المحظورة دوليا لم تلق اهتمام المخابر الدولية, ولم تحرك ساكنا في أروقة المحاكم وهيئة الأمم. اغتيال ياسر عرفات سيكون حدثا عاديا ولن تترتب عليه أي إجراءات قانونية أو جنائية, وحتى لو حدث فالملف سيدخل مصلحة حفظ الملفات, لكنه سيكتب في التاريخ فالتاريخ لا يرحم, وقضى عرفا مثلما قضى الآلاف من الفلسطينيين في سبيل القصية, لكنه لو عاد الى الحياة سيندم على مد يده لليهود, وسيندم على نضاله من أجل قضية اسمها السلام.

مراجع

صورة الموضوع مأخوذة من الصفحة التالية 

تحقيق إعلامى يكشف تسمم عرفات بمادة مشعة

مؤسسة عرفات: تسمم الرئيس الراحل مؤكد

استخراج رفات عرفات لأخذ عينة ومعرفة سبب وفاته

أخذ 60 عينة من رفات ياسر عرفات لإخضاعها للتحليل