ضحية منظومة تربوية وحقوقية

تابع الشعب الجزائري برمته وبذهول خبر مقتل الطفلة شيماء البالغة من العمر ثماني سنوات, والتي تم اختطافها قرب منزلها ببلدية معلمة التابعة لدائرة زرالدة, الاختطاف تم مساء الخميس 20/12/2012 م, وتم العثور عليها مقتولة في اليوم الموالي بمقبرة سيدي عبد الله بالجزائر العاصمة, وان كانت الفضائيات الجزائرية قد تطرقت الى الموضوع بتفاصيله وأعطته مشكورة كل حقه, الا أن شيماء ليست الوحيدة ضحية الاختطاف والاغتصاب والقتل, بل هناك عشرات الأطفال ضحايا هذا النوع من الجرائم, وحين حدوث الكارثة وجب التطرق الى العقاب الذي لا يجب أن يكون أقل من عقوبة الإعدام, فالمجرمون حاليا في الجزائر نستطيع القول أنهم يلقون كل الرعاية, بداية من حسن المعاملة عند القبض عليهم, وحسن المعاملة عن المقاضاة, وحسن المعاملة بعد سنوات السجن يقضونها مع أجهزة التلفزيون والأكل الشهي وممارسة الرياضة, ولا زلت من الجزائريين الذين ينادون بتنفيذ حكم الإعدام في حق كل من يرتكب جريمة اختطاف أو اغتصاب أو قتل, فليس من العدل أن نحسن معاملة من نكل بطفلة حتى الموت, وعاث فسادا في شرفها وبراءتها أين هي العدالة هنا, وأين هي حقوق الإنسان التي أوصلتنا الى كوارث كن لا نراها الا في الأفلام, فان أحسنا حسب حقوق الإنسان الى المجرم فأين هو حق الضحية, والضحية إنسان أيضا, فالعدالة تقول أن نسلب روح كل من زهق روحا. حادثة شيماء تجرنا للحديث أيضا الى الحديث عن منظومتنا التربوية, التي أصبحت تعلم الأجيال الحروف والأرقام فقط, وتنازلت عن كل ما يتعلق بالتربية الأخلاقية للطفل, طفل مع مرور السنوات يجد نفسه تلميذا في مدارس الهوائيات المقعرة, والفايس بوك والمواقع الجنسية الخليعة, التي ترفض سلطاتنا حجبها بحجة حقوق الإنسان دائما, وهذه هي النتيجة في الأخير شباب مهلوس ومزطول يقتل بكل برودة ويرمي بالجثث في المقابر.

 مراجع

صورة الموضوع مأخوذة من الصفحة التالية