في قائمة سوداء بحجة محاربة القاعدة


لم أتردد في إطلاق ضحكة هستيرية وأنا اقرأ بأن الفراعنة أقدموا على تصنيف الجزائر في قائمة سوداء “الله يسودلهم الأيام والشهور والأعوام” بحجة محاربة القاعدة, حيث أدرجت السلطات الفرعونية دون حياء أربعة دول أخرى مع الجزائر ضمن القائمة وهي اليمن, الصومال,العراق, وموريتانيا بحجة وجود القاعدة على أراضيها, وهو إجراء سيسمح لزبانية مبارك بإخضاع مواطني هذه الدول الى مرمدة تفتيشية حقيقية على مستوى المطارات والموانئ والحدود, وكذا ترصد تحركاتهم أثناء الإقامة والترحال, وربما لن يسلموا من الكاميرات داخل المراحيض وفي زوايا تغيير الملابس, وربما خضعوا للأشعة السينية فقد يكون بأحشائهم أسلحة نووية, وبدوري أنصحهم بفحص البول والبراز أيضا فربما يكون به مخلفات تضر بصحة السكان, طبعا القرار الفرعوني لم يأت من العدم أو عبثا أو لعبا فكل من يتمعن فيه يحس أن الجزائر هي المستهدفة, من أجل اهانة كل جزائري يدخل مصر, وربما تكون المسألة ليست مسألة قاعدة, فالقرار يحمل الكثير من التساؤلات لما اقتصرت القائمة على خمس دول فقط, فالقاعدة موجودة في المغرب وفي السعودية وفي ليبيا وأفغانستان ولبنان والكويت وفي دول أوروبية وفي الولايات المتحدة الأمريكية وهي إن صح التعبير تهدد أمنها القومي ودائمة الاستنفار خوفا من حدوث عمليات انتحارية, الطريف وما يدعو فعلا الى الضحك أن تقوم دولة من دول العالم الثالث المتخلف والتي سبق وأن عانت ويلات الإرهاب وصدرته الى الخارج بإصدار قائمة سوداء, تضم دولا من نفس العالم,  وأفحم دليل ما أقدم عليه بن لادن مؤخرا حسب جريدة “الدايلي تليغراف” البريطانية زعيم بما يسمى القاعدة الذي سلّم المصري المسمى سيف العدل حقيبة عمليات القاعدة الدولية لتنفيذ الاعتداءات والتفجيرات الإرهابية عبر العالم ويعتقد أنه وراء سلسلة من الهجمات باستغلال الشحن الجوي حيث وصل عدد من الطرود المفخخة, انفجر بعضها وتم الكشف عن البقية, خبر يسقط هذه القائمة في الوحل, ويخبر بأن القاعدة لها اذرع أيضا في مصر, كان من الذكاء أن تكون مصر شريكا للجزائر التي ضاقت مرارة الجريمة الإرهابية لسنوات ولها من التجربة ما يدعو أي دولة تعاني من هذه الآفة أن تستفيد من التجربة الجزائرية, وهي القناعة التي توصلت اليها الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تنازلت عن تصنيف الجزائر كدولة راعية للإرهاب, وأكدت أن الجزائر تبقى حليفا قويا, وهي نفس الخطوة التي أقدمت عليها فرنسا أيضا بعد وضعت الجزائر في قائمة سوداء ثم تراجعت بعد ذلك, ولا زالت الجزائر حتى اللحظة تندد بمنح الفدية للإرهابيين من أجل تحرير الرهائن, في حين تصر دول أخرى تتشدق بقوائمها السوداء على منح الفدية للإرهابيين من أجل إنقاذ مواطنيها من الموت.
كان بإمكان الجزائر التي عانت من الإرهاب أيضا أن تصنف دولا في قائمة سوداء جزائرية, خاصة وأن الجيش وقوات الأمن اكتشفوا في الجبال وفي جيوب الجماعات الإرهابية مواطنين من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية, من بينها مصريون دعموا هذه الجماعات, والجميع ربما يعرف قصة المصري ياسر سالم المسمى “أبو جهاد” الذي اتهم بمداواة عناصر إرهابية بعد الاشتباكات مع عناصر الجيش الوطني, وكان يلتقي زعماء تنظيم القاعدة على اعتبار أنهم مصريون, مثل أبو عبيدة البنشري, وأبو حفص المصري, أليس من السهل على الجزائر أن تصنف مصر في قائمة سوداء, لكن هناك فرق بين تصرف فردي لأي مواطن من أي جنسية كانت وبين التوجه العام للدولة, وهذا ما يجب أن تراعيه أي دولة تريد أن تنشر قائمة سوداء.
التصنيف المصري نشرته صحيفة روز اليوسف المصرية, وتداولته وسائل الاعلام داخل مصر وخارجها , وان كان لم يصدر رسميا من هيأة رسمية مصرية, الى أن الخبر لم يأت من العدم ولم تكذبه أي جهة, وربما يؤكده خبر منع السفارة المصرية بالجزائر منح وفدين جزائريين التأشيرة لدخول التراب المصري لحضور أشغال الجمعية العامة لاتحاد الطيران العربي، وكذا المعرض الدولي للطيران.
ولا أعلم لما أقدمت مصر على قرار مماثل يزيد من حدة التوتر بين البلدين, وهو قرار في الأخير مآله الشطب لا محالة لأن الجزائر فريدة من نوعها عندما تقرر استعمال المعاملة بالمثل.

مراجع
•    موقع جريدة القدس العربي
•    موقع جريدة اليوم السابع
•    جريدة الشروق الجزائرية.