بحبل الاغتيال الإهانة والعمالة


أحقا أعدم صدام لأنه كان وراء حرب الثماني سنوات مع إيران؟ أحقا أعدم لأنه أعدم محاولي اغتياله من الشيعة في الدجيل؟ أحقا أعدم لأنه أسكت ألسنة الفتنة والتفرقة من الأكراد؟ طبعا لن يستسيغ أحد أيا من الأسباب فالكل غير مقتنع بالمحكمة المهزلة والمسرحية المنسوجة كلمات وأداء وألحانا بالجوق الأمريكي والمجموعة الصوتية الصفوية.
رأيي في الموضوع أن أمريكا وجواريها لم يسمح لهم الجو من إعلان تهم المحاكمة الحقيقة, والتي تتمثل في اعتداء صدام وتجرئه على إسرائيل بالصواريخ وإعلانه وبصوت عال عن تأييده للقضية الفلسطينية ومساعدته لها بالمال والعناية.
لم يسمح لهم الجو بالقول أن صدام عليه دفع ثمن إزعاجه لأمريكا وإسرائيل بالنهضة العلمية التي أنجزها ومجهوداته في محو الأمية, وسعيه في تحقيق الأمن الغذائي والاقتصادي ومحاولة بروزه كزعيم عربي بكل مقاييس.
ولم تكن لهم الشجاعة أيضا بالقول أن الإعدام سيشفي غليل العائلات التي فقدت ألاف الجنود في العراق, والتي تتألم مع آلاف المعوقين والمشوهين والجرحى.
كما كشفت بشرى الخليل عضو سابق في هيئة الدفاع أن صدام حسين رفض مساومات من أجل إعادته رئيسا للعراق, وفي حديث عبر شاشة تتيح للقوات الأميركية أن تسجل حديثه بالصوت والصورة “يظنون أنني أقاتلهم من أجل وظيفة (في إشارة إلى رئاسة الجمهورية). قلت لهم أنا لا أقاتل من أجل وظيفة.. أنا أقاتل دفاعا عن بلدي”. ومن بين ما قاله لأحد الأمريكيين “إن القواعد العسكرية الأميركية لا يمكن أن يكون لها مقر في العراق. إذا شاءوا فليدرسوا تجربة الإنجليز مع العراقيين في الخمسينيات.. لا صدام ولا غير صدام يملك أن يقرر في هذا الأمر. الشعب العراقي لا يمكن أن يقبل”.
ومن المساومات زيادة على الوظيفة, محاولة فاشلة من أجل إسكات المقاومة وفي هذا الموضوع تحدث صدام حسين لبشرى الخليل قائلا “المقاومة تنبثق عن الشعوب حين تحتل أرضهم. العراق الذي احتلت أرضه انبثقت عنه مقاومة ككل شعوب العالم في مثل هذه الحالات، والشعب العراقي هو من يملك المقاومة.. لا صدام ولا غيره يستطيع وقف المقاومة”.
وتضيف بشرى الخليل أن صدام قال لها منذ خمسة أشهر أنه يعلم أن حكم المحكمة جاهز. مما جعله يصر على مواقفه وثوابته حتى اللحظة الأخيرة، وتشير إلى أنه في جلسة قررت المحكمة أن تكون سرية تحدث صدام طويلا، وختم كلامه قائلا “عاشت فلسطين”. أراد بها أن تكون رسالة للأمريكان تؤكد تمسكه بثوابه.
كما ذكرت مصادر مطلعة أن صدام أعدم سريعا لإحباط محاولة تهريبه الى إيران والانتقام منه, الأمر الذي سيجعل حكومة الهالكي في ورطة حقيقية, وأكدت نفس المصادر أن التهريب كان سيمسه وهو ميت مما جعل السلطات تسلمه الى عشيرته في عجل وتدفنه في عجل أيضا.