بسم الله الرحمن الرحيم

النادي الجزائري للتدوين

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين, ألا بذكر الله تطمئن القلوب, وبذكره ندعوه أن يمنحنا الصبر في الرد ويوفقنا لأن لا نجرح أحدا ممن أحببنا وقدرنا واحترمنا طيلة مشوارنا التدويني, ولا نرغب أبدا في أن نضيع هذه الصداقة, وان كان عالم الكتابة, تكسوه أدغال الاختلاف, ولكنها لا تثنينا في أن نمد أيدينا لمن نختلف معه وما يمنعنا في أن نجلس عبر هاته السطور جلسة ودية نتبادل فيها الحديث بكل صراحة ونناقش مع بعض الرسالة المفتوحة الموجهة الى فخامة رئيس الجمهورية بشأن أحداث غزة, وان كانت لي رغبة في الرد على ما ذهب إليه بعض الزملاء من نقد قبل أن نشرح وجهة نظر النادي في الموضوع.

وقد أبدأ بالعنوان البارز لصديقنا يوسف الحساس ” نادي تدوين حكومي” وهو وصف لا يمكنني إلا أن أصفه بالهامشي حيث جانب الحقيقة مسافة ما تبعد الأرض عن السماء.

قلت يا سي يوسف أنه بين لليلة وضحاها أصبح للجزائريين ناديا للتدوين واتحادا للتدوين, وهنا أصحح لك, هناك نادي فقط ولا وجود لاتحاد المدونين الجزائريين الذي ولد ميتا وسي يونس الشيخ عضو المكتب التأسيسي للنادي كان عضوا فيه ويمكنك الاتصال به إن أردت معرفة حقيقة ما حصل, وتصحيحا لمعلومات من قرأ مقالك فان بالساحة التدوينية الجزائرية ناديا واحدا وهو النادي الجزائري للتدوين. وهذا الخطأ الأول.

كما أنك تفضلت بالقول بين ليلة وضحاها أصبح للجزائريين ناد…الى آخر جملتك, فاسمح لي بأن أضيف الى معلومتك أن النادي تأسس في الفاتح من نوفمبر من سنة ألفين وسبعة وهو في سنته الثانية الآن ومن خلالها بذل المدونون المؤسسون والعاملون وقتهم الثمين ومجهوداتهم الجبارة وهناك من سهر الليل مثل زميلنا بن الطاهر والذي بعد انخراطه مباشرة أبى إلا أن تكون للنادي واجهات محترمة وعمل مع زميلنا يونس الشيخ ليل نهار من أجل تصميم موقع النادي الرسمي ومنتديات النادي ودليل المدونات الجزائرية, وسبقه عمل آخر في انجاز وتصميم مدونة النادي في مكتوب ومنبر النادي التابع لها, ونحن نعمل الآن على إثراء المواقع والترحيب بكل من يريد العمل واقتسام العبء معنا في إنجاح مشروع النادي الذي نريده بيتا للمدونين الجزائريين جميعا باختلاف آرائهم وإيديولوجياتهم, ولا زلنا نعمل رغم الظروف الصعبة, ويبدو أنك لم تقدر العمل المبذول ولم تنوه حتى بالإشارة للانجاز المحقق, الذي لم ينجز بين ليلة وضحاها. وهذا الخطأ الثاني.

وتفضلت بالقول بأن الآفلان كان مهنئنا الأول, أود أن أخبرك أني كنت المشرف على بريد النادي والمطلع على كل التعليقات لم نستقبل كنادي أي تهنئة من الحزب المذكور, ولا من أي حزب آخر, وان كان هناك من الأحزاب من يريد تهنئتنا فنحن لا نرفضها بل نثمنها وهي تبعث على التفاؤل ما دام هناك حزب يلتفت الى التدوين ولو بالتنويه ولكن للأسف يبدوا أن للأحزاب مشاغل أخرى. وهذا الخطأ الثالث.

النادي يا صديقي لم يؤسس في يوم مظلم كما قلت بل أسس في عز النهار وكنت في بداية التأسيس قد اتصلت بمجموعة من المدونين لا أعرفهم إلا من خلال مدوناتهم, التدوين هو القاسم المشترك بيننا وهو الكفيل بأن يجمعنا حتى نؤسس لمشروع النادي, نعم أسس في عز النهار وفي عز ربيع المدونات الجزائرية الكثيرة التي تميزت بين الكم الهائل من المدونات العربية, ولم يغلق في يوم مظلم ولن يستطيع أحد أن يغلقه بقلبه وقلمه المظلم, ما دام في النادي قلوب وأقلام تشع بنور الإرادة من أجل إنجاح المشروع. النادي لم يؤسس في يوم مظلم ولم يغلق بعد في يومك المظلم وهذا الخطأ الرابع.

قلت أنك لم تفهم كيف أعمل على ضم مدونين جدد, وأنا من أصدرت بيانا عن غزة في ثلاثة اسطر, فيما كتبت رسالة مطولة الى رئيس الجمهورية. فأرد عليك بإنارة معلومات القارئ الكريم بالروابط التالية لبيانات النادي الثلاث التي أصدرها بخصوص الأحداث في غزة وما عليه إلا أن يقرأ مضمونها ويحسب الأسطر إن شاء فهل هي حقا ثلاثة أسطر؟؟؟؟؟

وبعدها ما على القارئ الكريم إلا أن يتساءل لما قال سي يوسف أنها ثلاثة أسطر؟؟

أنا أبرر كلامه فهو قام بالاطلاع على نص واحد من مواقف النادي بخصوص قضية غزة, وقرأ النداء المستعجل الذي وجهناه للمدونين الجزائريين من أجل فضح جرائم الصهاينة كما دعوناهم الى المساهمة في مساندة إخواننا في غزة وهو أقصر ما كتبناه عن غزة وعدد أسطره يتعدى الثلاث الأسطر ولو بحثتهم في مدونتنا لن تجدوا نصا يحوي على ثلاث أسطر. وقد قدم احتجاجه كتابيا من خلال تعليق في إدراج النداء المستعجل وكنت قد وضحت له الأمر وأخبرته أيضا أن العبرة ليست بعدد الكلمات والأسطر بقدر ماهي بصدق الكاتب ومعنى الكلمة في حد ذاتها فهل أنا مخطأ. فقصة الثلاث اسطر خطأ خامس.

نأتي الآن الى نص البيان والذي أدعوا الجميع الى الاطلاع عليه من خلال هذا الرابط.

تحدثت عن تعديل الدستور عن طريق البرلمان دون اللجوء الى الشعب فنحن لم نتطرق الى هذه النقطة في البيان ولم نؤيد لا بالمباشر ولا بالتلميح لذلك كما أن مطالبنا كانت واضحة من خلال الرسالة وهي تجميد عضوية الجزائر في الاتحاد المتوسطي وتجميد كل نشاطات الجمعيات ذات الصلة بالماسونية العالمية, وتجريم أي تعامل مع الكيان الصهيوني

أليس هذا مطلب كل الجزائريين وكل المدونين الجزائريين الأحرار. ولم تذكر في مقالك هاته المطالب وهي مشروعة وهذا خطئك السادس.

لقد قرأت فقط الجملة الأخيرة من البيان قراءة سطحية ووظفتها وكأنها بيان مساندة, بل ومن يقرأ مقالك يعتقد أن النادي قام بحملة مساندة للعهدة الثالثة, فقراءتك كانت قاصرة جدا وغير عميقة فلو أنك قرأت البيان جيدا لفهمت أننا ربطنا العزة والكرامة بغزة, ربطا متينا وقويا, ولفهمت من كلامنا أيضا أن لا عهدة من دون الانتصار لغزة ومن دون التطبيع عن قرب أو عن بعد مع الكيان الصهيوني, فليس لنا مشاكل مع الأسماء ومع القوانين أو الغرف بل نعتز بمن يشرفنا ويرفع رأسنا بين الصامتين والشامتين فان فعلها السيد الرئيس وحقق لنا ما طلبناه فنحن معه. الفرق أننا تكلمنا بكلام محترم يليق بمقام رئيس الجمهورية ولا نستطيع أن نوظف أسلوبك الساخر في كل مقام ومقال فهو بالكاد يجلب الكثير من التعليق والمشاهدات وحسب.

هناك أناس محترمون معنا في النادي وأصحاب مستوى تعليمي وتربوي

ونريد كمكتب تأسيسي أن نشرفهم من خلال الكلمة الطيبة والحرف الهادف, والنط على أسلاك السخرية والتهريج في وصف الأحداث يمكن أن تكون كتابة فردية لا تعبر إلا عن رأي صاحبها ولا يمكنها البتة أن تكون رأي النادي الذي يمثل المجموعة ولا يمثل شخصا واحدا. وأقول لك أن هناك من كتب في منتديات النادي ومنبر النادي كلاما ضد العهدة الثالثة وهو لا يزال منشور في واجهاتنا وسنقبل بأي كلام يساند العهدة الثالثة في المقابل حتى نكون صدرا رحبا لكل المدونين. فقراءتك السطحية للبيان وتسليطك الضوء على جملة واحدة خطأ سابع

صديقي أنت تكتب بأسلوب ساخر لكن يبدو أنك لا تتحكم في نفسك فأنت تكتب مقالتك بأسلوب ساخر كما تكتب تعليقاتك بنفس الأسلوب, وتكتب ردودك بنفس الأسلوب, وأعتقد أنك تشعر بأنك تكتب بأسلوب عادي ومقبول في اعتقادك من طرف الآخر, لقد كتبت تعليقاتك في غير محلها في مدونة النادي وبطريقة تهكمية, كتبت تعليقاتك في النداء المستعجل على أساس أنه بيان وصححت لك لكنك لم تفهم أو أنك لم ترد أن تفهم, ثم بطريقة تهكمية وساخرة طلبت أن نلغي انتماءك من النادي من خلال التعليق وكلاهما إساءة وعندما طلبت منك في رسالة خاصة أن تكف عنا سخريتك وإساءتك, بكرت بنشر مقالك المليء بالإساءات, والتعليقات الجارحة ويبدو أنك تتمتع الآن بنشوة كل التجريح الذي تحتضنه مدونتك.

صديقي يوسف أنا أيضا بارع في الكتابة الساخرة ولدي قاموس لا بأس به من الألفاظ القاتلة, ولكني لا أرغب أن أوضفه في نقاشي مع الأصدقاء خاصة وأننا نقتسم الكثير من الهم, ولأنك صديق اخترت هذا الأسلوب احتراما لك ولرأيك.

أنت تعتقد أن الجميع على خطأ من رئيس الجمهورية الى أتعس عامل في هذا البلد ولأنك لا ترى إلا الخطأ لم تقرأ من انجازات النادي إلا جملة واحدة ولم تقرأها قراءة صحيحة, فان كنا قد أخطانا فلسنا بحاجة الى من يشهر بنا بل نحن بحاجة الى من يساندنا بالانضمام معنا أو على الأقل بتقديم النصيحة, كنت قادرا على إبداء ملاحظاتك أنت ومن سار على دربك في الرد على البيان في الواجهات الرسمية للنادي للأسف لم يكتب لنا أحد حرفا واحدا ينتقدنا فيه وفضلتم جميعكم التشهير, وما كنت ستخسر لو طلبت أنت وزمرتك توضيحات كنا سنوافيكم بها وربما كنا استحدثنا نقاشا جديدا في الموضوع يفضي الى تعديل أو صياغة جديدة هل الأمر صعب؟. فتعمدك الإساءة لنا من خلال الإدراج وما يحويه من تعليق خطأ ثامن.

حتى التعليقات والمعلقين على إدراجك ظلمونا بتعليقاتهم فهم استمعوا لك وحدك أي لطرف واحد وأصدروا أحكامهم دون إن يستمعوا إلينا, وهناك من لا نعرفهم قالوا بأننا مجرمون, وهناك من نحترمهم وبصموا بالعشرة على ما قلت دون علم, وهناك من احتقر وهناك من شمت ومن سخر, وبدا لباس مقالك متسخا بالتجريح. وكل تلك التعليقات الجارحة التي تعكس حكما مسبقا علينا دون أن تسمعنا خطأ تاسع.

تكلمت في الأخير عن المدونين الرافضين للعهدة الثالثة, فان كان هناك قطب من المدونين الجزائريين الرافضين للعهدة الثالثة, وهو على ما يبدوا من مجموعة الرافضين لبياننا والمعلقين ضدنا فاني أقول أن هذا القطب حزبي سياسي فهو يسري في مجرى كثير من الأحزاب الجزائرية الرافضة لتعديل الدستور وكثير من القوى السياسية الرافضة للعهدة الثالثة ويبدو أنكم قد أسأتم للمدونين القابلين للعهدة الثالثة, وللمدونين المحايدين لها. وكونكم كتلة رافضة للعهدة الثالثة تخدمون مجانا أحزابا وأطرافا سياسية وهي خطأ عاشر.

كنت ستفرحنا لو ساندتنا عندما كنت منتميا بنفس الطريقة التي عارضتنا بها فلو كنت معنا حقا عضوا لعلمت أننا مجرد مدونين نكتب ونقرأ ونكافح بالكلمة, ولعلمت أننا لسنا مأجورين ولسنا تابعين لأي دائرة حكومية كانت, كل ما في الأمر أننا ننتهج مبادئ في التعاطي مع نشاطاتنا وهي مبدأ احترام وتقدير الآخر, فرئيس الجمهورية وان اختلفنا معه فهو يستحق منا الاحترام والتقدير, وان كانت العهدة الثالثة قدرا علينا جميعا وقدرا على السيد عبد العزيز بوتفليقة فنسأل الله له التوفيق ونطمع حينها أن يشرفنا بمواقف لنصرة غزة خاصة. والمدون يستحق منا نفس القدر من التقدير والاحترام أيضا, فنحن في الأخير أخوة.

وادعوا جميع القراء الى الاطلاع على مواقعنا وقولوا لنا بربكم هل هي واجهات لجمعية تابعة لدائرة حكومية؟؟

كما ادعوكم الى الاطلاع على مدوناتي كرئيس للمكتب التأسيس للنادي هل هي فعلا لمدون يتقاضى أجرا مقابل ما يكتب؟؟

وأدعو الجميع رافضين للعهدة الثالثة والقابلين لها أن ينضموا معنا في النادي فلن ينجح برأي واحد ولنتحدث معا في المنتديات وكل واجهات النادي فلن يضايقنا الرأي والرأي الآخر, وإنما لا نقبل المساس بالأشخاص ونرحب بالنقد البناء والعلمي للبرامج والأداء في إطار من الاحترام والأخلاق. فلن يقتسم المختلفون الجزائر إنما هي وطن واحد وكذلك نريد للنادي أن يكون وطنا لكل للمدونين.

والله نسأل التوفيق.

 مراجع

صورة الموضوع مأخوذة من موقع النادي الجزائري للتدوين

مقال نادي تدوين حكومي