التسيب والمحسوبية وراء الحادث

أياما بعد تدخل القوات الفرنسية في شمال مالي, شهد منطقة تيجنتورين الواقعة بعين أمناس ولاية اليزي هجوما إرهابيا خطيرا على المركز الذي ينتج الغاز الذي تستهلكه الجزائر والدول الأوروبية, الحادث وما خلفه من سيول جارفة من الحبر يثير الكثير من التساؤلات, وأثقل سؤال يتبادر الى الذهن هو كيف تمكنت هذه المجموعة الإرهابية من دخول هذا المصنع الحيوي؟, ويمكن للمرء أن يتخيل درجة اللامبالاة, والإهمال, التي تسير بها مثل هذه المراكز الاقتصادية الحيوية, وكذا الفراغ الأمني الرهيب الذي تعاني منطقة اليزي, حيث شهدت المنطقة في السابق اختطاف والي ولاية اليزي بشحمه ولحمه, الأخبار المتداولة تقول أن الإرهابيين جاءوا من النيجر وتسللوا عبر التراب الليبي الى تراب الوطن وتمكنوا بسهولة من دخول المصنع وحجز عماله كرهائن, وفي وقت ليس بالبعيد قال فيه الوزير الأول الجزائري السيد عبد المالك سلال بأن حدودنا مع ليبيا مؤمنة, وكان ذلك خلال لقاء جمع السلطات الجزائرية مع السلطات الليبية والتونسية, وربما اعتقدت الجزائر واهمة أن ليبيا حقا ستقدم خدمة جليلة في هذا الظرف الصعب للجزائر, خاصة وأن المتشددين الذين قادوا حربا مدعمة من طرف الناتو ضد الراحل معمر القذافي, يتمنون من أعماق قلبهم أن تنقلب الأمور هنا في الجزائر ويحدث ما حدث في ليبيا من قمع وقتل, هذا إن لم يكن ما حصل مخطط له من قبل وبليل انطلاقا من الأراضي الليبية, وبتخطيط من الميليشيات الليبية وربما بحضور ليفي هذه المرة أيضا, ولكن مهما كان نوع المخططات الإرهابية ومصدرها كان على الدولة الجزائرية أن تقوم بنفسها على تأمين مثل هذه المراكز الحيوية, وبلسان وزير الاتصال الجزائري محمد السعيد أوبلعيد في تدخل له في إحدى نشرات الثامنة قال بأن المركز الذي اخترقته المجموعات الإرهابية يمثل قوت الشعب الجزائري, وكيف يا سيدي الوزير وكل السادة أعضاء الحكومة الجزائرية وكل السلطات العليا في البلاد أن نسمح بهذا التسيب الأمني, ونسمح بحماية متواضعة من شركات أمنية خاصة ما هي في الحقيقة الا مؤسسات مغمسة من ريع سوناطراك دون أن تقدم أي خدمة أمنية, ولذا ربما حادث كهذا سيجعل الجزائر تراجع أي اتفاقية تعاون أمني مع الطرف الليبي الذي يتحين للجزائر الفرصة, وأن تنزع مسألة الأمن من يد سوناطراك وتتكفل عناصر الجيش الوطني أو الدرك الوطني بتأمين منابع الغاز والبترول في صحرائنا الشاسعة. ما شد انتباهي في هذه الحادث هو التشكيلة المثالية التي اختارتها القاعدة ومن يقف من ورائها, فنجد أن العناصر الإرهابية تتكون من جزائريين, وليبيين, ومصريين, ومن النيجر ومن كندا حسب تصريح أحد الناجين من الحادث, وهي خطة محكمة حتى لا توجه أصابع الاتهام الى دولة معينة, وتتشتت دماء ومصالح الجزائر بين القبائل. يقولون أن الجماعات الإرهابية أرادت أن تحقق نوعا من الضغط حتى تتراجع فرنسا وحلفاؤها عن دعم السلطات والمالية وتوقف تدخلها في شمال مالي, وقالوا أنها خطة من أجل إجبار الجزائر على مفاوضة الإرهابيين, ومن ثم تدويل القضية كخطوة لتدخل عسكري أجنبي من أجل تحرير الرهائن, وقد تكون طريقة من أجل لي ذراع الجزائر حتى تتنازل عن مطلبها الرافض لمفاوضة القاعدة وتقديم الفدية للجماعات الإرهابية, ومهما كانت أهداف هذه العملية فان الجيش الشعبي الوطني ممثلا في قواته الخاصة أحسن فعلا بالتدخل, ويتحمل دماء كل الضحايا كل من وقف وراء العملية من أجهزة الاستخبارات العالمية, التي ذاقت من مرارة هذا الحادث, بعد مصرع العديد من الأجانب, والتي تذوق من الأموال التي قدمتها للإرهابيين كفدية من أجل تحرير رهائنها, الأموال التي استخدمتها القاعدة في تسليح نفسها بأحدث الأسلحة الثقيلة.

المقال في مواقع أخرى

مجلة أصوات الشمال الالكترونية

النادي الجزائري للتدوين

شبكة المدونون العرب

 

 مراجع

صورة الموضوع مأخوذة من الصفحة التالية

القضاء على 18 إرهابيا وتحرير 100 أجنبي و573 جزائري

الهجوم على تغنتورين يعرّي لجوء “سوناطراك” إلى شركات الحماية الخاصة

الجزائرتعلن عن انتهاء عملية الجيش الجزائري لتحريرالرهائن في عين اميناس وامريكاتحمل القاعدة المسئولية