أمتنا المريضة

03 يناير 2009
بواسطة في قضايا عربية مع (0) من التعليقات و399 مشاهدة

متى يبزغ فجرها


إنها امتنا العربية والإسلامية, ليست أي أمة إنها أمة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام, أمة الصحابة والتابعين الأخيار, إنها ليست مجرد شجرة زينة على السطح إنها بجذور عميقة عمق التاريخ, إنها امة تفتخر بأبطال أشاوس على مر الحقبات والأزمنة يصنعون مجدها ويذودون عن حماها, إنها أمة شهداء بدر وأحد وتبوك واليرموك وحطين وخيبر, وكل غزوات النبي النبيلة التي أنار بها على البشرية بنور الإسلام, إنها أمة أبوبكر وعمر وعثمان وعلي, أمة خالد بن الوليد وعمر بن العاص وعمر بن عبد العزيز, وعقبة بن نافع وطارق بن زياد وكل الأشاوس الذين أذاقوا الروم والفرس والصليبيين طعم الهزيمة انتصارا للحق والأمة, إنها أمة صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس من الصليبيين الذي عاثوا حينها فسادا وقتلا وحرقا كما تعيث الآن إسرائيل فسادا في غزة, إنها أمة المظفر قطز وركن الدين بيبرس الذي أذاق المغول في عين جالوت من قدح الموت كؤوسا وردهم على أعقابهم بعد أن حولوا كثيرا من أقطار الأمة إلى خراب ومقابر جماعية, إنها أمة المعتصم بالله الخليفة العباسي الذي استجاب لنداء مسلمة مؤمنة تطلب الغوث والنجدة صارخة باكية وامعتصماه, ولم يتردد الرجل الفحل ابن رحم أمة محمد بجواب ندائها وراسل مختطفها بكل أنفة ورجولة وإيمان وثقة وعزة نفس واصفا إياه بكلب الروم أحقر ما يمكن أن يوصف به رجل خسيس من زبالة الحياة, وتوعده بجيش لا قبل له به, أوله عند كلب الروم وآخره عند المعتصم بالله, لم يصدر بيانا يندد فيه بما حدث ولم يطلب فتح معبر لرجوع الأخت المسلمة, ولم يفاوض ولم يعبث في الكلام مع من لا يستحقه بل زأر زأرة أسد في عرينه وانقض على الكلب فأرداه جيفة في وكره. إنها أمة عمر المختار الذي لم يستسلم لجلاده حتى وهو بين يديه وبين أنياب الموت تفاءل خيرا بمستقبل أمته وأجيالها لتحرير ليبيا من المغتصب الايطالي, إنها أمة الأمير عبد القادر, والشيخ بوعمامة والمقراني والشيخ ابن باديس, والعربي بن مهيدي وزيغود يوسف وعلي لابوانت, ولا لا فاطمة نسومر, وكل الرجال والنساء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله والوطن والحرية.
ما بك أيتها الرحم هل تعبت من إنجاب الرجال الأسود الأفحال الذين يصدون عن هذه الأمة العدوان الأمريكي الصهيوني اليهودي البغيض, ويعيدون لها مجدها وأنفتها وقوتها كما كانت عليه في عصور العزة والكرامة.
أي عصر نعيشه وأي زعماء نعاصر, ولا واحد من اثني وخمسين دولة إسلامية يملك غراما واحدا من الرجولة والأنفة, يقف سندا لمئات الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والآمنين في بيوتهم الذين روعوا وقتلوا وسالت دمائهم وأشلاؤهم في شوارع غزة, ليس ظلما عاديا بل هو ظلم مركز شديد السواد وشديد الوقع على النفوس والفؤاد, صور الأطفال الشهداء والرضع وهم محملين بالعشرات في أكفان بيض بدل أن يكونوا في أبهى حلة صباح كل رواح إلى مدارسهم أو صباح كل عيد. لقد قصمت تلك الصور قلوبنا وأحاسيسنا والبراءة ملفوفة في كفن و مرعوبة من صوت الصواريخ والطائرات اليهودية, وعدنا نتساءل هل نحن حقا معشر العرب والمسلمين, هل نحن حقا بشر قبل أن نتساءل إن كنا حقا عربا بنخوة العرب, أو مسلمين بنخوة الإسلام والإيمان.

أمام صور القتلى من الأطفال والرضع نحن مجرد كائنات تأكل وتشرب وتلبي غريزة عابرة حتى تموت, نحن كذلك ولسنا شيئا آخر, وكل حاكم عربي ساكت صامت على جرائم اليهود يتقلد يوم القيامة كل الدماء التي تسيل في غزة, وكل حاكم عربي يساند اليهود في قتل إخوانه من الفلسطينيين كما يفعل مبارك الذي كان فعلا مباركا على اليهود بمواقفه وخائنا لأمته ودمه وعروبته, بأي وجه سيقابل خالقه وبأي كلام سيبرر خيانته, خائن في الدنيا ومخزي يوم القيامة.
لقد صرخت وسمعتها نخوة المعتصم, وصرخ المئات والآلاف في غزة, وسمعها كل العرب وحكام العرب لكن لم تسمعها نخوة المعتصم, ولا معتصم الآن في مليار ونصف المليار من البشر.
أخر يوم من العام الماضي كانت ذكرى استشهاد الرئيس العراقي البطل صدام حسين الذي عشنا معه لأيام حلما قصيرا وهو يرجم تل أبيب بصواريخ الحسين والعباس, ويلبس القردة والخنازير أكمام الغاز ويرقدهم لأيام في الأقبية والدهاليز, ولكنها الخيانة العظمى من كل العرب التي وقعت بأحرف الجبن نهاية آخر زعيم عربي مسلم قال لا لإسرائيل قولا وعملا, ولولا أخطاء وبطانة سوء لما تجرأت بإذن الله إسرائيل على ضرب غزة وصدام على قيد الحياة.
ولكن أملنا كبير في نخوة ورجولة وإيمان المقاومة في فلسطين وإيماننا كبير في الله تعالى, فقد وعد بنصرة المظلوم وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله, وربما كانت فلسطين رحم الأمة الجديد ومنه بإذن تشرق شمس فجر منير مليء بالانتصارات والنخوة المعتصمية.
اللهم يا رب العزة أنصر المؤمنين في غزة

Tweet
1553613
Thanks!
An error occurred!
الاوسمة: , فلسطين

كتب بواسطة :

Retweet

انشر الموضوع

RSS Digg Twitter StumbleUpon Delicious Technorati facebook reddit linkedin Google

أضف تعليق