دفاتر الرأي

واللوبي اليهودي يعبأ الشارع الفرنسي بالكراهية والعنصرية

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الفرنسية ومع اقتراب تدني شعبية ساركوزي الى حد تضييع عهدة ثانية والرحيل عن قصر الاليزيه الى الأبد, كان لا بد لهذا الرئيس ذي الأصول اليهودية أن يخطط على طريقة طائفته, خطة لإنعاش حظوظه في الاستحقاقات القادمة, الخطة للأسف ليست مبتكرة, بل اقتبست من جوهر حملته الانتخابية الماضية التي كانت ترتكز على مشاعر الكراهية تجاه الجالية العربية والإسلامية وخاصة الجزائرية, حملة انتخابية وعد فيها الفرنسيين بتطهير الأرض الفرنسية من ” الحثالة ” كما أسماها ونسي أنه ضمن هذا الوصف باعتباره فرنسيا متجنسا, ونجحت حملة الكراهية ضد المغتربين في إيصاله الى أعلى كرسي فرنسي بالرغم من أنه لا يصلح لا شكلا ولا مضمونا في قيادة دولة مثل فرنسا, طبعا كان للنفوذ اليهودي دوره الأساسي في إنجاح هذه الحملة الكريهة, وهو النفوذ واللوبي الذي خطط بنجاح في إخراج سيناريو محمد مراح في محاولة لإحياء مشاعر الكراهية في نفوس الفرنسيين ومشاعر الغضب من هؤلاء المغتربين فلا سبيل للتخلص منهم الا عن طريق انتخاب ساركوزي, الوحيد الذي يحمل في جعبته أدوات تحقيق هذا المبتغى. قصة محمد مراح ذكرتني بحدثين هامين في العالم, فمقتل الأطفال اليهود ذكرني بحادثة 11 سبتمبر يوم تهاوى البرجين واتهمت القاعدة بتنفيذ الهجوم في حين ظهرت تقارير خطيرة بعدها تفيد أن باحثين أمريكيين وجدوا متفجرات في مخلفات البرجين, وأن حوالي 3000 يهودي تخلفوا عن العمل في ذلك اليوم, مما يوحي بأن العملية دبرت بليل من أجل إقناع العالم بمبرر احتلال العراق, وما يمنع في قصة مراح أن يتم التضحية بأطفال يهود من أجل ضمان مستقبل اللوبي اليهودي في فرنسا, وحصد المزيد من تعاطف الشعب الفرنسي الحساس, وتعبئة مشاعر الغضب وإحياء مشاعر الكراهية التي دفعت بساركوزي الى النجاح, اختيار شاب جزائري له دلالات كبيرة باعتبار الجالية الجزائرية هي أكبر جالية في فرنسا والتي يجب الحد من توسعها ونفوذها في المجتمع الفرنسي, فاليهود في فرنسا يقودون حملة تطهير عرقي لا تختلف عن الحملة التي يقودونها في الأراضي الفلسطينية من خلال طرد الفلسطينيين من أراضيهم ومصادرة أملاكهم. أما مقتل محمد مراح الغامض فذكرني بمقتل العقيد معمر القذافي السريع, فمن يصدق عجز الشرطة الفرنسية التي نجحت في مهام أكثر تعقيدا من إلقاء القبض على شاب نحيف حيا؟ هكذا اختار إذن اللوبي اليهودي أن يقتل محمد مراح حتى تموت معه أسراره, والعجيب أنه دفن في قبر مجهول و بلا شاهد على الطريقة الليبية.

مقتل محمد مراح أثمر حسب ما خطط له فقد تعرض منزل والدته زوليخة وأخته سعاد الى هجمات من طرف مجموعات مجهولة وهو الهدف الذي كان يبحث عنه اللوبي اليهودي من أجل تأجيج مشاعر الكراهية ضد كل ما هو عربي وإسلامي وجزائري, كما شهدت شعبية ساركوزي انتعاشا بعد مقتل محمد مراح, حيث تقدم ساركوزي للمرة الأولى بنسبة 30 % على منافسه هولاند الذي تراجعت شعبيته بنسبة 26 % , كما كشف استطلاع للرأي أن هولاند لن يكون رئيسا لفرنسا, هذا إن كانت الاستطلاعات بريئة من اليد المزورة. بعد ما حدث مع محمد مراح بدت فرنسا وكأنها اسرائيل ثانية في قلب أوروبا خاصة بعد منع علماء مسلمين من دخول أراضيها, فما دخل هؤلاء العلماء الذين بحت حناجرهم بفتاوى تحريم قتل الأبرياء  و فتاوى محابرة الجريمة والارهاب في ما حدث, غير أن الأرواح اليهودية التي تسكن الجسد الفرنسي لا تستطيع كبح مشاعر الكراهية ضد الاسلام والمسلمين.

قصة محمد مراح مفبركة بطريقة بدائية, وهناك رأي عام فرنسي أصبح جد مقتنع بهذا, فقد شاهدت تحقيقات بثت على قناة فرونس 24 تعبر عن دهشة أصدقاء محمد مما حدث, وكيف أنهم لم يصدقوا أن يصدر منه عمل إجرامي بهذا الحجم, والمضحك في تقرير شاهدته البارحة على نفس القناة قول فرنسيين أن محمد مراح بدأ يتطرف قبل تنفيذ عمليته, أما علامات التطرف حسب أحد المتدخلين أنه كان يصلي الصلاة في وقتها, وكان يعطي الكثير من الوقت لقراءة القرآن؟؟, حقائق أخرى خطيرة تعرضت لها القناة وهي وجود تعامل بين محمد مراح وبين المخابرات الفرنسية في وقت سابق.

فأي حضارة وأي ديمقراطية تصنع من مشاعر الكراهية والعنصرية والعنف والقتل والإجرام أداة لتنشيط حملات انتخابية وأداة للوصول الى الحكم, وليس لي في الأخير أن أقول أن الشعب الفرنسي والدولة الفرنسية ستدفع غاليا ثمن يهوديتها بقيادة المجرم ساركوزي ولوبيه اليهودي, لن يطول المقام ويأتينا التاريخ بالخبر اليقين حول مقتل محمد مراح.

روابط

ساركوزي يعزز حظوظه بـ30 بالمائة بعد مقتل مراح

نجاة والدة محمد مراح من محاولة اغتيال بعد اقتحام منزلها

Sondages Nicolas Sarkozy

ملاحظة: تم تعديل المقال يوم 02/04/2012