الفتنة الطائفية في العراق وقود الاحتلال

16 سبتمبر 2007
بواسطة في قضايا عربية مع (0) من التعليقات و129 مشاهدة

وعثرة أمام المقاومة الحرة


عجبا للاحتلال اليوم, لم يعد احتلال الأمس, احتلالا إجراميا مباشرا شعاره إخماد أي كلمة أو أي شعلة مقاومة ولا مجال فيه للتعبير والحرية السياسية, الاستعمار الإسرائيلي في فلسطين الآن, والاستعمار الأمريكي في العراق عينة للاستعمار الجديد الذي يقوم بتحقيق هدفه الأسمى أولا في الاستيلاء على الأراضي والثروات,والخيرات, وبعدها ثانيا يعطي لأهل الأرض بعض الفتات من العمل والمنافسة السياسية والترشحات وبعض الإغراءات والمناصب, كتمهيد لإشعال نار الفتنة ما بين أطراف البلد الواحد حتى لا تكون لهم الكلمة الواحدة والضربة الواحدة والكفاح الواحد.
فبعد أن طاب المقام للمرتزقة الأمريكان والصهاينة بالعراق وخلا لهما المكان للنهب والسرقة, كان أول مشروع لهما هو تأجيج نار الفتنة وهذا تخصص يهودي معروف عبر التاريخ, في التحريش والتحريض بين اثنين أو مجموعتين أو دولتين, بدأت العمليات والاعتداءات باسم السنة تارة وباسم الشيعة تارة أخرى, وطبعا لن ينس التاريخ دور إيران في تأجيج الفتنة من خلال حرسها ومخابراتها المنتشرة في التراب العراقي وفيلق غدر الذي يقوم يوميا بمحاولات الاغتيال والاغتصاب فيما يقود السنة عمليات المقاومة من جهة وعمليات الدفاع عن النفس والعرض من داء الكلب الصفوي الشيعي.
والهدف من إشعال نار الفتنة حسب حسابات الأعداء هو الوصول الى حرب أهلية حقيقية تفكك وحدة الشعب العراقي والتفافه حول المقاومة الباسلة, وتعميق الجرح في أبناء البلد الواحد لعلمهم أن لا شيء يعمق الجرح كالقتل والتنكيل والدم و من ثم تفكيك العراق الى دويلات صغيرة, كردية في الشمال وسنية في الوسط وشيعية في الجنوب, الحرب الأهلية والطائفية ستسمح للموساد وايران بإنجاز عمليات الاغتيال والنهب والتدمير في هدوء باسم الطائفية ولعل القاصي والداني يعلم بجرائم الاغتيال التي طالت كوادر وإطارات وعلماء وباحثين عراقيين.
في الحقيقة كشاب عربي مسلم أتأسف للدور السلبي الذي تلعبه إيران في العراق من خلال فيلقها الغدري ومقتداها الصدري من أجل الانتقام لحرب الثمانية سنين ومحاولة بعث مشروعها الضيق والتافه المتمثل في القوس أو الهلال الشيعي, فهي تدعم الاحتلال بل وتتحالف معه من أجل تحقيق مصلحة رخيصة على حساب أرواح المسلمين وأرض العراق الشامخ.
كما نتأسف للدور السلبي والغبي الذي ينتهجه شيعة العراق في تقتيل أبناء جلدتهم من السنة وهم الذين كانت بينهم المودة والرحمة والمصاهرة في يوم من الأيام.
ومن أهم ما كتب عن عشائر العراق، ما كتبه المؤرخ العراقي عباس العزاوي في كتابه (العشائر العراقية)، ولم يتطرق الى الانتماء الطائفي، بل قال أن العراقيين وعبر تاريخهم الطويل غير معنيين بالجانب الطائفي,و ان الغالبية العظمى من هذه القبائل تعود الى إمارة واحدة، مع الولاء لها والعودة الى زعامتها في كثير من الأمور العشائرية والشخصية، رغم اختلاف انتمائها المذهبي، من دون ان يؤثر ذلك على بنيتها والتزام رجالها بمبادئ وتقاليد القبيلة أو العشيرة.

والعارفون بالشأن العراقي يقولون أن الشيعة والسنة موجودون في كل أنحاء العراق ومدنها ومحافظاتها الكبرى, وبغداد هي في الحقيقة مدينة تتعايش فيها كل والأديان والأعراق بما في ذلك اليهود العراقيين.
ودليل ذلك أن العراق مباشرة بعد الاحتلال لم تشهد أي شد طائفي بالرغم من انعدام الأمن بل كانت العراق تعيش فراغا أمنيا رهيبا, والملاحظون للمشهد العراقي بإمكانهم لمس بداية الفرقة الطائفية مع بداية العملية السياسية والانتخابية حيث تم تحرير القوائم والنتائج على أساس عرقي وانعكس ذلك على تشكيلة الحكومة المهزلة, لتبدأ معارك المناصب والمغانم وليت الأغبياء يتبصرون هل يمكن أن نؤمن بالمنصب والغنيمة بين يدي العدو؟ وهذه والله أطماع الخونة والعملاء.

Tweet
الاوسمة: , العراق

كتب بواسطة :

0 Retweet

انشر الموضوع

RSS Digg Twitter StumbleUpon Delicious Technorati facebook reddit linkedin Google

أضف تعليق

Social Widgets powered by AB-WebLog.com.

WordPress SEO fine-tune by Meta SEO Pack from Poradnik Webmastera