المغرب يحط رحاله في قسنطينة

المغرب يحط رحاله في قسنطينة

استقبل المسرح الجهوي لمدينة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، نخبة من الشعراء المغاربة والجزائريين، في إطار “ليالي الشعر العربي” التي تنظم نهاية كل شهر، بمبادرة من قسم الكتاب والأدب التابع لمحافظة التظاهرة، في أمسية مفتوحة على نصوص اختلفت في قاموسها والتقت في تثمين الجمال في زمن عربي محروق. الأمسية التي نشطها الكاتب والأكاديمي عبد السلام يخلف، افتتحها الشاعر محمد بنطلحة المعدود على الأقلام التي ساهمت في تحديث القصيدة المغربية، حيث قرأ نصوصاً لخصت تجربته التي تقوم على مسائلة اللغة في رصدها لهواجس الإنسان المعاصر. وكانت الأمسية فرصة للشاعر ياسين عدنان كي يقرأ نخبة من ديوانه الجديد “دفتر العابر” الصادر عن دار طوبقال الشهيرة في المغرب، وهي نصوص تحتفي بالإنسان في اختراقاته للأمكنة وتحولاتها في العين واللغة. أما محمد الصالحي فلم يبتعد عن استعاراته المحلقة، وهو يلتقط اليومي في أبعاده الجمالية، شعاره في ذلك قوله “كل ذهب الدنيا، لا يساوي بريق استعارة”. من جهتهما قدمت الشاعرتان إيمان الخطابي وصباح الدبي قصائد ابتعدت عن التصنيف المستهلك لنص المرأة، ونأت بأسئلتها إلى جوهر الإنسان والوجود، ذلك أن الشعر ليس بوح عجزة، بل إعادة لتسمية الأشياء. جزائرياً.. قرأ الشاعر أحمد عبد الكريم صوفياتٍ تلخص نزعته نحو هذا الخيار الجمالي والفكري، فيما قرأت لميس سعيدي نصوصاً فتحتها على أحوال شعرية وإنسانية تسعى إلى تكريسها في نصها. وقال محمد الصالحي في كلمة باسم الشعراء المغاربة إن الثقافة هي اللحمة التي تجمع ولا تفرق، وتقرّب ولا تبعد، وتبقى ولا تفنى، فهي الجوهر الذي ينبغي على نخبتي البلدين الشقيقين أن تركزا عليه في النظر إلى بعضيهما، معتبراً زيارة قسنطينة قصيدة شعرية في حد ذاتها. يذكر أن الليلة القادمة، حسب المشرف العام الشاعر بوزيد حرز الله، ستكون نهاية أوت/ أغسطس الجاري مصرية بامتياز في ضيافة شاعرين جزائريين مشهورين.

تقرير عبد الرزاق بوكبة