ها هو!!!

ها هو ذا يطل بأنفه المطاطي المزمر, وقلنسوته المتسخة, وسرواله العريض الفضفاض, وعباءته التي تلاقت فيها الألوان المتخاصمة, هاهي الأضواء تحت إيقاع الأبواق الناهقة, تتابع قفزاته ونطاته في دائرة السيرك وكأنه قرد منفي من مجتمع القردة.

ها هو ذا يشير بأصابعه المقرفة في كل اتجاه, ويصدر أصواتا يستحي الكلب من سماعها, انه ليبغيك, وما هدفه إلا أن تلتفت إليه.

ليس له إلا السيرك, حيث يجيد اللعب بالكرات, وتقبيل أفواه الكلاب, والنط فوق الأسلاك, والسقوط على المؤخرة, والتغوط أمام الملأ, والسخرية من الأديان والأجناس, والتلفظ بما تاق إليه حكام وسكان المدينة سماعه منذ زمن بعيد.

 إنه بداية العرض, وها هو يرحب بجمهوره ومدينته وهو يلوح و بيديه طائرة خشبية :” مزدهرة “المدينة” باهي! ها نحن أولاء نحضر إليها, وأبناء الزنا أولئك الذين يعيشون تحت طائرتنا لا يعرفون ماذا سيصدمهم”

” ابنة الزنا تلك, وأبناء الزنا, وافتقارهم إلى تذوق الزنا”,

وإنما”النساء ذوات البشرة البيضاء إنما هن للنكاح والنبذ”.

أبناء الزنا من يتفرجون؟؟؟؟ ولكنهم يصفقون!!!!!.

 وللمهرج القذر حكايات نجسة مثل حكاية أطفال منتصف الليل وكيف لم يعرف الطفل الغير الشرعي أمه من الأخوات الثلاث, وكيف كانت إحداهن تكتب ذكرياتها بدم الحيض, حكاية أخرى يرويها عن “شاليمار” من إقليم كشمير هجرته زوجته “بوني” الجميلة بعدما أغرم بها السفير الأمريكي “ماكس أوفيليوس” وهو يراها ترقص, فأغراها بالمال, ثم رماها وتخلى عنها بعد أن مل منها, لتفقد بعد ذلك جمالها وتدمن المخدرات. ويقرر زوجها شاليمار الالتحاق بالجماعات الإسلامية المسلحة في إقليم كشمير, ويقرر الانتقام من السفير فيقتله في النهاية, ويقتل زوجته “بوني”. وكل الحكاية لوصف مقاتلي الكشمير بالمهرجين والمتعطشين للقتل والانتقام.

 ونط تشارتشا مكملا, من مكان إلى مكان بعد فاصل بوقي ناهق ليروي لهم حكاية أخرى من وحي شيطانه, فحبك حبكة يقول فيها أن الشيطان همس للرسول محمد “صلى الله عليه وسلم”, بآيات ذكر فيها الأصنام بخير ليخفف الأذى عن أتباعه و يسود الوئام بينه وبين أهل مكة.

ولم يكتف عند هذا الحد بل مد أظافره القذرة إلى أنفه ليشم دنسها بقوة, ويقتبس من رائحتها الكريهة وجود دار للدعارة في مكة بها اثني عشر امرأة وكانت أسماؤهن مطابقة لأسماء زوجات النبي الكريم ووصف بوحيه الشيطاني تفاصيل العمليات الجنسية التي قام بها ماهوند وهو الاسم القذر الذي أطلقه على نبي الأمة في حكايته.

وشاعت حكايته خارج أسوار المدينة الحديثة, وثارت ثائرة العاشقين لنبي الأمة من حكاية المهرج وتظاهروا في الشوارع, وحاولوا اصطياده وبذلوا في سبيل ذلك المال, وجد في المنحة الكثير من الصيادين, لكن أمن السيرك شدد الحراسة, والوثاق, وأضحى المهرج بطل المدينة.

وبعد فاصل آخر من الأبواق الناهقة, أخرج كرات يداعبها بيده ليروي لهم حكاية أخرى عن حاكمة سابقة لمدينتهم :

“إنها ماجي راديكالية محافظة, إن ما تريده ماجي تريده فعلا, وهي تعتقد أنها تستطيع أن تحقق لنفسها النكاح بكل ما تعنيه حروف الكلمة, بين جنبات عربة معدة للنكاح وفي رحاب هامبشاير, ولم يستطع أحد من قبل أن يحاول مجرد محاولة أن يخلق طبقة اجتماعية سمتها الرئيسية هي التهتك والخلاعة, وممارسة النكاح على أوسع نطاق, وهذا البلد قد اكتظ كل مكان فيه بالأجساد العجوزة التي أنهكتها كثرة ممارسة النكاح”.

” هذه التروتشر ماجي البغي”.

” ماجي المتهتكة التي تعطي نفسها لأي رجل, ماجي البغي”

ودار تشارتشا المهرج في محيط السيرك ينط ويقفز على الموسيقى الناهقة, ويخالف رجليه وينط, ثم قفز إلى مركز دائرة السيرك وراح يتغوط تحت الأضواء الكاشفة, وتحت تصفيقات الجمهور وبدأ يحكي لهم حلم تشارتشا الكبير:

” وجد تشارتشا نفسه يحلم بالملكة, يحلم بحب لطيف مع الملكة, إنها جسم “المدينة الحديثة” ورمز الدولة, لقد كان قد اختارها واتصل وامتزج بها, لقد كانت هي بزوغ قمر لذاته الذي أغرم به وشغفه حبا”.

وهو على حالته القذرة وسط السيرك يكمل حلمه بحب لطيف مع الملكة وإذا بها هي!!!!… “الملكة”!!!… أمامه, الحلم أمامه, تدنو منه وهو يتغوط وتمنحه لقب الفارس, “السير تشارتشا “, امتنانا له على امتزاجه وحلمه الجميل.

وتنافست أكبر دور النشر في المدينة الحديثة والعالم, لتطبع له حكاياه القذرة بمئات آلاف الدولارات, وتوزع في كل بقاع الكرة الأرضية, وتروى في الحدائق العامة والمؤتمرات.

أليس من القذارة أن يكرم الملوك القذارة؟؟؟

و كلما قيل ” تشارتشا المهرج ” أمام عمالقة الأدب, وفي حضرة الوقار والاحترام, احتل الغثيان المشاعر, وانقبضت المعدة تستغيث لأن تتخلص من حملها وقد وقع فيها اسم المهرج الكريه, كريح الجيفة في الأحشاء.

فليس للعالم الطاهر من القوة أن يتحمل هذا المهرج النتن, الذي يكتب قصصه ببرازه, وينقل إلى عالم الكتب أمراض الحروف والأوصاف, والى مجالس الأدب حكاياته الشيطانية.

لقد مر الأدب بين أوراقه عهدا جال فيه المهرج جولة الحاكي القذر و الكاذب, ومن ذا الذي يستطيع أن يقرب مجلسه, فكل من نطق بلغة رواياته تجرع أذواق المغص.

وعاش تشارتشا ولا يزال رمزا للقذارة, فصورته مع أسهم الاتجاه تدل على مزبلة المدينة, وصورته في الأكياس دالة على أنها غير صالحة إلا للتقيؤ أو الزبالة. سؤال الأطفال عن شكل الشيطان هي صورة تشارتشا, فهي تعبر بحق عن النفس الخبيثة التي تجري في الإنسان مجرى الدم و توقع ب

صورة القصة مركبة من طرفنا ومأخوذة من الصفحتين التاليتين: ص1, ص2