تغذى وتمدى تعشى وتمشى

تغذى وتمدى تعشى وتمشى

معنى المثل كل غذاءك وتمدد, وكل عشاءك وتمشى, ومن يقرأ المثل يحسب أن المثل ورد كنصيحة للجانب الصحي من الأكل, كأن يتمدد الإنسان بعد الغذاء, ويقوم بالمشي بعد الغذاء, ولكن المثل جاء في حق الضيف, مانحا إياه الرخصة للتمدد بعد الغذاء عند مضيفه, وناصحا إياه بالمغادرة بعد وجبة العشاء, وربما جاء هذا المثل كنصيحة للضيف من أجل رفع الحرج على المضيف, وهذا المثل قديم ربما يكون قد ورد عندما كان الجزائري يعيش ضيق الحال في المسكن, وربما يمكن توظيفه حتى الآن لمن له سكن ضيق ويسبب له مبيت الضيف الكثير من الحرج, فيما أعتقد أن الحرج مرفوع إذا كان بالدار متسع, وربما رغم شساعة المنزل ورحابته قد تكون هناك أمور تفي بمعنى المثل الشعبي.

الأمثال الشعبية عبر الأزمان وفي كل بقاع العالم، هي عصارة تجارب الإنسان في الحياة، أو هي عبر من المواقف والأحداث، يستخدمها الإنسان في مواقف معينة للتعبير عن رأيه أو موقفه من حدث ما. لكن يبدو أن التكنولوجيا وعالم الويفي واللوح ومواقع التواصل الاجتماعي قد أثرت كثيرا على تداول هذه الأمثال الشعبية، فتجدها مثلا محصورة في جلسات كبار السن من جيل الثورة وجيل الاستقلال من الثمانينات، فالأجيال الحالية المهووسة بالهواتف الذكية ولم تعد تعر اهتماما لمثل هذه الأمثال، وحسب ما أرى فإنها ستصبح شيئا من التراث وذكريات الإنسان الجزائري القديم ذات يوم.

مجالات هذه الأمثال متعددة، فمنها ما تمس السياسة والمجتمع، والأسرة والعلاقات الاجتماعية، التجارة والمعاملات، والسلوكيات خاصة، بحيث مثلا يقودك المثل إلى استنتاج شخصية شخص ما من خلال سلوكه أو طريقة معاملته.

لكن وحسب إطلاعي ليست جميعها تستحق الذكر في المواقف فكثير منها به بعض التطرف، خاصة بعض الأمثلة التي تتحدث عن المرأة وتتهمها في العموم بأوصاف لا تليق.