أحد اسرار أشعة اللايزر

 

اكتشاف آلة التصوير الفوتوغرافي كان في وقته حدثا هاما واختراعا خارقا حيث تمكن الإنسان من نسخ كل ما هو مرئي على الورق وتطور فن التصوير من الأبيض والأسود إلى الملون وأصبحت الصورة الآن أكثر نقاء ووضوحا مما كانت عليه في وقت لاحق. لكن خيال الإنسان تعدى كل الحدود وأصبح البحث في مجال ما في خدمة مجال آخر ولنا خير مثال في اكتشاف أشعة الليزر التي اعتبرت حين اكتشافها اكتشافا من دواعي الترف لكن سرعان ما وجدت مكانا لها في مختلف الميادين كالصناعة والطب وصناعة الأسلحة والتصوير وغيرها من الميادين التي أصبحت لا تتخلى عن توظيف الليزر في أعمالها. لقد حققت أشعة الليزر للمهتمين بعالم الصورة حلما لم يتمكن السابقون من تحقيقه ألا وهو تصوير الأجسام وكل ما هو مرئي بأبعاده الثلاثة انه فن التصوير المجسم أو الهلوغرافي Holography والكلمة أصلها يوناني وتعني الصورة الكاملة ويعتبر العالم دنيس جابور Denis Gabor أول من وضع أسس لهذه التقنية في محاولة منه لتحسين أداء الميكروسكوب الالكتروني ولم يظهر التصوير المجسم إلى غاية اكتشاف أشعة الليزر سنة 1960. وفي سنة 1962 قام العالمان جيوريس أبتنيكس Juris Upatnikes  و‬ ‫العالم ايميت ليث  Emmitt Leithh من جامعة ميشيغان من استخدام بما يسمى اللوح الحافظ لنموذج التداخل أو الهولوغرام كوسيط للعرض ثلاثي الأبعاد وتمكنا من تطبيق العالم جابور لكن باستخدام ضوء الليزر أحادي اللون ونجحا من عرض صور مجسمة وواضحة وفي بداية السبعينات تم الجمع بين التصوير المجسم والسينما, يحتوي هذا اللوح الحافظ لنموذج التداخل على توزيع معقد من المناطق الشفافة والداكنة  وعندما يضاء بشعاع فانه ينفذ من خلال المناطق الشفافة ويمتص في المناطق الداكنة بدرجات متفاوتة مكونا موجة نافذة مركبة, هي الموجة المركبة للجسم المراد تصويره ويتم الحصول على الصورة المجسمة بتسجيل أنماط التداخل على اللوح ثم إضاءته للحصول على صورة مماثلة للجسم المراد تصويره. يوجد أنواع كثيرة من اللوح الحافظ لنموذج التداخل فهناك الرقيق وهناك السميك والنوعان إما أن يكونا من النوع الامتصاصي أو من النوع الطوري, أما طبقة الشريط الحساسة للوح فهي مكونة من هاليدات الفضة, أو من أغشية دايكرومات الجيلاتين.
للوح عدة خواص منها إمكانية رؤية الجسم من كل الاتجاهات ورؤية كل التفاصيل حيث أن رؤية جهة من الصورة تخفي الجهة الأخرى. تحطم اللوح ليس بمشكلة فبالإمكان استعادة الصورة بتعريض أي جزء منه لشعاع الليزر. كما له مزايا أخرى حيث يمكن تصوير عدة صور على لوح واحد دون أن يحصل أي تداخل أو تشويه.
للتصوير المجسم عدة تطبيقات, فزيادة على تسجيل الصور يمكن استخدامه لمنع التزوير مثلا  باستخدام مجسم مطبوع على المنتوج أو وضع صور المجسمات على أغلفة مختلف السلع حيث لا يمكن نسخ هذه الصور بواسطة الناسخات أو مسحها بواسطة الماسحات الالكترونية الضوئية أو حتى تقنيات الطباعة المتطورة. يستخدم التصوير المجسم أيضا في الاطلاع على الأماكن التي يصعب الوصول إليها في المنشئات الصناعية المعقدة كالمفاعلات النووية مثلا دون الحاجة للاقتراب حيث قد يكون لذلك عواقب على صحة الإنسان. وأهم استخدام لهذه التقنية وهو التخزين حيث يمكن في سنتمتر مكعب واحد تخزين خمسة ملايين مجلد كل مجلد يحتوي على مائتين صفحة وكل صفحة بها ألف كلمة وكل كلمة مكونة من سبعة حروف ولا زالت تقنية التخزين هاته تشهد يوما بعد تطورا ملحوظا حيث ستتمكن البشرية من تخزين تراث أدبي أو ثقافي بأكمله في مساحة بلورية صغيرة. .
طبعا لا يمكننا أن نتخيل أن تسير الأعمال السينميائية على هامش هذه التقنية فقد أستخدمت في سلسلة  Star wars أفلام وفي فيلم Océan   13حيث تم إيهام الناظرين بأن أحد التحف لا زالت في مكانها بينما كانت قد سرقت. للباحثين عدة طموحات في استخدام هذه الطريقة في الطب البشري لرؤية الأعضاء في أبعادها الثلاثة للتمكن من رؤية المناطق المصابة. وكذا استخدامها في الكشف على الخلل الميكانيكي أو التشققات التي تصيب إطارات عجلات السيارات.
أشعة الليزر تميط الستار على الكثير من الحقائق التي لم يتمكن الإنسان من الوصول إليها مدة طويلة من الزمن فهل يتمكن العلماء من اكتشاف خبايا فوائد جديدة لهذه الأشعة؟. 

 مراجع

صورة الموضوع مأخوذة من الصفحة التالية
الجمعية السعودية الإلكترونية للفيزيائيين
وكيبيديا الموسوعة الحرة النسخة العربية