منارة تاريخية وسياحية

مغارة ابن خلدون

مغارة ابن خلدون

مغارة لم يكن ليعلم العالم عنها شيئا لو لا ارتباطها بالعلامة ابن خلدون، تقع المغارة بمدينة فرندة التابعة إداريا لولاية تيارت، غرب الجمهورية الجزائرية، عند سفح جبلي، بمكان مرتفع ومنيع، يبدو أن العلامة ابن خلدون اختاره لخلوه من أي تجمع سكاني، بحثا عن السكينة والطمأنينة، وربما هربا من ملوك تلمسان في تلك الفترة حسب ما أُرِّخ له، والذين كانوا يريدون به كيدا، فاستقر بقلعة بني سلامة التي كانت تحمل اسم المغارة “قلعة بني سلامة”، وربما كانت أيضا الطريقة الوحيدة التي تمكنه من الكتابة في تركيز وتفرّغ بعيدا عن الناس. قلعة بني سلامة التي استقبل فيها بحفاوة ووفرت له كل الحماية.
كما يؤرخ أن ابن خلدون مكث بالمغارة لأربع سنوات كاملة قام خلالها بتأليف كتابه المشهور “المقدمة” في الفترة ما بين (1375-1379) ميلادية، كتاب المقدمة الذي تناول فيه الكثير من شؤون المجتمعات، كالسياسة والشريعة والتاريخ والجغرافيا، والاقتصاد والعمران والطب وغيرها.
إن هذا الحدث العلمي الكبير مكن من تصنيف المنطقة التي تتواجد بها المغارة، ومغارتين أخريين، كمنطقة تاريخية وسياحية مرتبطة بشخص العلامة والمفكر العربي ابن خلدون، واضع أسس علم الاجتماع.
ولعلها تكون عبرة لمن يقيمون في المكاتب الفاخرة، أن العلم لا تصنعه نوعية الأرضية ولا طلاء الجدران، ولا تصميم المكاتب، ولا تلك التجهيزات الفاخرة، ولا ذاك العرض المبهر للكتب والمقتنيات، العلم يكتسب بالعمل والإرادة والمطالعة والتجربة والسفر والبحث، ثم بعد ذلك يكون من الممكن كتابته في أي مكان حتى وإن كان مغارة.

روابط

  • مغارة ابن خلدون بالجزائر.. شاهدة منذ 6 قرون على “عصبية” العرب
  • مغارة ابن خلدون: في هذا المكان المهمل ولدت ‘المقدمة’