تاريخ رياض الأطفال (1)

02 أكتوبر 2012
بواسطة في ثقافة الطفل مع (0) من التعليقات و210 مشاهدة

 أهمية الروضة في تكوين شخصية الطفل

 ربما موضوع كهذا يتطلب التطرق الى واقع رياض الأطفال أولا, فأغلب الأولياء اليوم لهم نظرة عن رياض الأطفال, وكل ولي يحتفظ في مخيلته عن صورة الروضة التي اختارها لأطفاله, وربما تناقش مع أفراد العائلة عن ايجابيات وسلبيات الروضة, شخصيا وحسبما لاحظت في رياض الأطفال, في المحيط الذي أعيش فيه, أنها تفتقد الى المساحة اللازمة التي يحتاجها الطفل, فأغلب هياكل رياض الأطفال عبارة عن منازل هيأت لأن تكون روضة للأطفال, وبالتالي فان الطفل يجد نفسه ينتقل من جدران منزله الى جدران منزل آخر, وعدم وجود ألعاب ومساحة كافية يجعل كثير من الأطفال يتذمرون من الذهاب الى الروضة, غير أن هناك أمور تصنع الفرق لحسن الحظ مثل النشاطات والأصدقاء الجدد وهي أمور تجعل الطفل يقضي يوما مختلفا, خاصة الطفل الوحيد الذي لا يجد مع من يلعب في بيته. أمر آخر لاحظته وهو عدم وجود مؤهلات كافية لدى المربيات في التعامل مع الحالات النفسية المختلفة للطفل, والتعرف على حالات تأخر الطفل الذهني, والاكتشاف المبكر لبعض الحالات مثل التوحد, وهذا يجعل الطفل يتأخر عن زملائه بتأخره عن تلقي العلاج في الوقت المناسب, وأقول للأسف رياض الأطفال عندنا هي مجرد فضاء لحراسة الأطفال في انتظار تفرغ الأولياء من العمل, وأضحى مجرد عمل تجاري الغرض منه هو المادة أكثر من أهدافه التربوية والتعليمية. فما هي حقيقة الروضة, وما أهدافها, وما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في المربية؟

ربما أول شيئ يفكر فيه الوالدين العاملين, هو تسجيل أطفالهم في رياض الأطفال حتى يتفرغوا للعمل, وان كانت هذه هي أحد ايجابيات الروضة, خاصة بالنسبة للمرأة العاملة وهو أمر يجعلها مرتاحة ومطمئنة طيلة الأسبوع, حتى المرأة الماكثة بالبيت تكون أكثر راحة وحرية وعفوية, وربما قد يستفيد الطفل في الروضة أكثر من وجوده في بيت به أم منشغلة, حتى أن هناك من النساء الماكثات في البيت اللواتي يفضلن التحاق أبنائهن برياض الأطفال بهدف أن يندمجوا أكثر مع الأطفال, وأن يتعلموا أشياء جديدة ويستمتعوا باللعب, وهذا هو الأمر الايجابي الثاني, الاندماج الاجتماعي, حيث نرى أطفالا يتعاملون مع بعضهم البعض ويتعاملون مع أكثر من معلمة, وفي هذا كله سيتعامل الطفل مع أكثر من مزاج, ويتقوى بذلك شعوره بوجود الآخرين, ويتعلمون كيفية التعامل معهم. أهم شيئ تحققه الروضة أيضا هو تحضير الطفل لمرحلة التعليم الابتدائي, بتعليمه بعض الأبجديات مثل أدب الجلوس والإنصات الى المربية, وتهيئته الى عالم المدرسة الذي سيلاقي فيه أصدقاء جدد ومعلمين ونظام جديد مختلف عن نظام الروضة الذي يعتبر أكثر مرونة وعفوية. هدف آخر يمكن أن يصنفه كثيرون على أنه الأهم وهو الهدف التربوي, حيث يتلقى الطفل كيفية التعامل مع أصدقائه, وكيف يتأدب في الحديث وفي الأكل وفي الحركة وفي الملبس, ويجد فيها الطفل العدائي البيئة التي تجعله يتخلص من عدائيته, يتعلم الطفل أيضا حفظ بعض الآيات من القرآن الكريم, وبعض الأحاديث والأدعية, حتى أن هناك كثير من أطفال الروضة يعيبون على أوليائهم نسيان البسملة قبل الأكل مثلا, وقد يغضبون لمجرد تلفظ أحدهم بكلام مشين, أخلاق رفيعة وعادات حميدة تترسخ في نفس الطفل وتصقل شخصية, فكل علماء النفس التربية يقولون أن الطفل 90 بالمائة من فكرة وعقله يتضح في سن السادسة, وكل ما يتعلمه قد يصقل مهاراته وإبداعاته, فهناك أشياء يجب أن يكتسبها الطفل في مرحلة الروضة, ويكون الوقت متأخرا على اكتسابها في مرحلة التعليم الابتدائي. طبعا الأمر ليس بالسهل لأن تحقيق الأهداف التربوية من خلال التلقين المباشر أو من خلال اللعب, يتطلب رصيدا معرفيا علميا هاما للمربية التي تعتبر أهم حلقة في تحقيق أهداف الروضة. فالمربية في الروضة هي وظيفة حساسة وتتطلب تكوينا دقيقا, وتأهيلا وتدريبا مستمرين, فلمستها تصنع أجيال المستقبل, فهي التي تنوب عن الأم, وهي التي تقوم بوظيفة التربية والتعليم, هي التي يرى فيها الطفل النموذج, هي المسئولة عن إدارة النظام وساعات التعليم واللعب, وهي الموجهة النفسية التي تحسن التعامل مع مختلف الحالات في الروضة, مثل الخجل, والعدوانية, كل هذا يجعلنا نقول أن مربية بهذه المواصفات لا بد أن تلقى تعليما نظريا وتطبيقيا لمدة معينة, ويجعلنا نقول أنه يجب أن تنال شهادتها بتقدير خبراء في مجال التربية, وحسب اعتقادي ورأيي, المربية يجب أن تكون أمّا حتى تكون قريبة من الطفل, ويجعلها تفهم بسرعة ما يحتاجه. وما أعمق الهوة بين النظري والواقع.

 مراجع

 صورة الموضوع مأخوذة من الصفحة التالية

جريدة الاتحاد الاماراتية

محافظة سوهاج – إدارة اخميم التعليمية

موقع قرية البركة

موقع حياتنا النفسية

 

 

Tweet
1426
شكرا
Thanks!
An error occurred!
الاوسمة: ,

كتب بواسطة :

0 Retweet

انشر الموضوع

RSS Digg Twitter StumbleUpon Delicious Technorati facebook reddit linkedin Google

مواضيع مشابهة

أضف تعليق

Social Widgets powered by AB-WebLog.com.

Please don't print this Website

Unnecessary printing not only means unnecessary cost of paper and inks, but also avoidable environmental impact on producing and shipping these supplies. Reducing printing can make a small but a significant impact.

Instead use the PDF download option, provided on the page you tried to print.

Powered by "Unprintable Blog" for Wordpress - www.greencp.de