قسنطينة

28 أبريل 2012

بواسطة يحيى أوهيبة في مدن مع (0) من التعليقات و 1,474 مشاهدة

مدينة العلم والعلماء

عندما اسمع قسنطينة اسمع معها اسم المصلح والمربي الجزائري عبد الحميد ابن باديس, مؤسس جمعية العلماء المسلمين ورائد الإصلاح التربوي في الجزائر, زرتها مرة فقط عام 1989 م, والصور التي بقيت في ذاكرتي الآن عن المدينة صور بالأبيض والأسود, هي الآن مجرد خيال لكن إحساس الإعجاب بالمدينة وبمناظرها لا زال منقوشا في الخاطر. لقسنطينة موقع استراتيجي, فهي تبعد بمسافة 245 كلم عن الحدود الشرقية الجزائرية التونسية، وحوالي 431 كلم عن الجزائر العاصمة غرباً، و235 كلم عن مدينة بسكرة الصحراوية جنوبا، و89 كلم عن مدينة سكيكدة الساحلية، وهو ما جعلها محل اهتمام القبائل والملوك خاصة مع وفرة المياه والأراضي الزراعية.

تاريخ

تأسست المدينة على يد التجار الفينيقيين, وأطلقوا عليه اسم كرتا أو كرتن, وهو لفظ سامي كنعاني معناه القرية أو المدينة باللغة الفينيقية, وسماها القرطاجيون ساريم باتيم, وتعرف أيضا بالاسم اللاتيني سيرتا. اتخذها ماسينيسا عاصمة لمملكته النوميدية, ثم تربع على عرشها يوغرطة والتي عرفت في زمنه الوحدة بعد أن كادت تنقسم الى مماليك. سنة 311 م تمردت المدينة على السلطة المركزية الرومانية, وتعرضت من أجل ذلك للتخريب بأمر من الإمبراطور ماكسينوس. سنة 313 م أعاد الإمبراطور قسطنطين بناءها, واتخذت اسمه وعرفت في زمنه بالقسطنطينة. بعد دخول المسلمين الى المغرب العربي الكبير, عرفت توافد القبائل الهلالية, وتعممت فيها اللغة العربية في القرن العاشر. استوطن المدينة الزيريون والحماديون والأندلسيون, واليهود, الذين قدموها بعد سقوط الأندلس بعد أن طردوا من قبل الكنيسة الكاثوليكية. منذ القرن الثالث عشر كانت قسنطينة تابعة لحكم الحفصيين حتى دخول الأتراك الذين حاولوا في مرات عديدة انتزاعها منهم, حتى تمكن منها الداي محمد صالح رايس من دون قتال سنة 1568 م, واختارها لتكون عاصمة بايلك الشرق, وقام في القترة ما بين 1771-1792م بتعمير وتهيئة المدينة, ومن أهم المعالم التي شيدت جامع ومدرسة القطانية. ومدرسة سيدي لخضر للغة العربية وحي خاص باليهود. سنة 1830 م تاريخ الاحتلال الفرنسي للجزائر رفضت المدينة الوصاية الفرنسية, وقاومت الى غاية 1837 م وتمكن منها الفرنسيون بعد خيانة وعمالة من سكان المدينة اليهود.

معالم و آثار

- الآثار القديمة

من المعالم الأثرية الموجودة بالمدينة, المقابر القديمة, كمقابر عصر ما قبل التاريخ, المقبرة الميغاليتية, كهف الدببة والكهف الأروي وكلاهما يبلغ 60 مترا, ضريحي ماسينيسا ويوليوس, مدينة تيديس أو قسنطينة العتيقة, أو راس الدار, أو مدينة الأقداس لكثرة الكهوف التي كانت يتعبد فيها الناس, وتبعد 30 كلم من قسنطينة. من المعالم الأثرية الموجودة أيضا في قسنطينة باب سيرتا ويعتقد أنه ما تبقى من معبد اكتشف سنة 1935, ويعتقد أنه أنشأ حوالي 363 للميلاد, يوجد أيضا الأقواس الرومانية, حمامات القيصر, إقامة صالح باي, وقصر أحمد باي.

- المساجد

المساجد والجوامع من أهم المعالم التي تميز المدينة, كالجامع الكبير الذي بني في عهد الدولة الزيرية سنة 1136 م, جامع سوق الغزل بني سنة 1730 م, وجامع سيدي لخضر الذي بني سنة 1743 م وأمر ببنائهما الباي حسن, وجامع الكيتاني. أما مسجد الأمير عبد القادر الذي دشن في ذكرى اندلاع الثورة التحريرية من سنة 1994, يعتبر من أكبر المساجد في الجزائر وفي شمال افريقيا.

- الجسور والأبواب

اشتهرت مدينة قسنطينة باسم مدينة الجسور المعلقة, نسبة الى الجسور الكثيرة المتواجدة فيها والتي شيدت لتسهيل حركة التنقل بين أحياء المدينة, الجسور الموجودة في المدينة: جسر القنطرة, بناه الأتراك سنة 1792 م وأعيد بناؤه سنة 1863 م, جسر سيدي راشد بني سنة 1912 م, وجسر سيدي مسيد الذي بني في نفس السنة من قبل الفرنسيين, وجسور أخرى وهي جسر ملاح سليمان, جسر مجازن الغنم, جسر الشيطان,و جسر الشلالات.

أما الأبواب فكانت تغلق كل مساء في زمن سابق كانت فيه المدينة محصنة بسور, وهي: باب الحنانشة, باب الرواح, باب القنطرة, باب الجابية, باب الجديد, وباب الواد.

- معالم أخرى

تتميز مدينة قسنطينة بمجموعة من المعالم الأخرى, كالحدائق مثلا والتي تزين المدينة وتلطف الأجواء داخلها, ومن هذه الحدائق حديقة بن ناصر والتي تعرف بجنان الأغنياء, وحديقة أخرى تحمل اسم فرفي عبد الحميد, كما يتوفر قصر الباي على حديقة رائعة أيضا, ومن الحدائق الجميلة التي كتب عنها بعض المؤرخين والرحالة, حديقة قسوم محمد. الحمامات من أهم معالم المدينة كذلك ولا زالت تحافظ على شكلها وهندستها التاريخية منذ أن بناها الأتراك, يبلغ عدد الحمامات في قسنطينة 20 حماما, وأشهرها حمام ثلاثة الكائن بحي الشط وسبب التسمية له علاقة بالثمن الذي كان بثلاث فرنكات.

شخصيات المدينة

من الشخصيات الكبيرة والبارزة التي أنجبتها المدينة, الشيخ عبد الحميد ابن باديس, مالك بن نبي, مالك حداد, وأحمد رضا حوحو.

صور قديمة للمدينة