حرب إبادة خفية تحت ذريعة محاربة القاعدة

الحرب في مالي

يتعجب المرء من التدخل الفرنسي في مالي, فبالأمس القريب كانت فرنسا تدفع الفدية من أجل تحرير الرهائن الفرنسيين من أيدي القاعدة, والأمر يبدو كمسرحية لم أستسغ مشاهدها وبدت لي متقنة التمثيل لأني في صف المقتنعين بأن القاعدة من صناعة مخابراتية خارجية, ولا سبيل لتمويلها الا عن طريق مثل هذه المسرحيات, بحيث يتم الزج بممثلين الى الصحراء, ليقتربوا من وكر القاعدة ويصبحوا رهائن ثم يتم تحريرهم مقابل مال الفدية, ويصبح بالتالي هذا التمويل مبررا بحجة حماية الدولة الفرنسية لرعاياها في الخارج. في حوار لجريدة الشروق الجزائرية يؤكد إيف بوني، المدير السابق لمديرية حماية الإقليم بالمخابرات الفرنسية أن هنالك مؤسسات دفعت فديات للجماعات الإرهابية, وقدم مثالا عن الشركة الفرنسية أريفا، وكانت العمليات تتم بوسطاء دوليين، وهو الأمر الذي كشفت عنه السفيرة السابقة للولايات المتحدة الأمريكية في مالي، فيكي هادلستون، من أن دولا أوروبية قد فعدت 89 مليون دولار للجماعات الإرهابية في منطقة الساحل, وهو مبلغ ميزانية معتبرة لجماعة إرهابية تحترف حصد الأعناق عبر العالم, ويتساءل الإنسان لما لا يتم تحذير الرعايا الأجانب من مخاطر السياحة الصحراوية, ولما يحب السواح الذهاب الى رحلات ومناطق فيها جماعات إرهابية؟ لا أعتقد أن هناك سائحا يبذل المال من أجل أن يقضي عطلته في خنادق القاعدة. كيف تبدو المعادلة الآن؟ فرنسا تقدم المال للقاعدة, ثم ها هي الآن في مالي من أجل محاربتها؟. طبعا المعادلة واضحة من خلال استخدام القاعدة كمقدمة وكقاعدة وكذريعة من أجل التدخل في أي مكان من العالم العربي والإسلامي بحجة محاربة الإرهاب. المصلحة كانت متبادلة أيضا بين الجماعات الإرهابية والرئيس المالي السابق أمادو توماني توري حيث كان يقبض 10 في المائة من أموال الفدية, حسب ما صرح به رئيس الحركة العربية لتحرير الأزواد أحمد ولد سيدي محمد بوبكر لجريدة النهار الجزائرية في عددها 1629 الصادر يوم 11 فيفري 2013, كما صرح بأن الرئيس المالي تدخل لدى حركة الأزواد حتى لا تقوم بمحاربة الإرهاب بحجة أنها لا تشكل خطرا على مالي, وهذا ما تجنيه المنطقة الآن من دعم الرئيس المالي السابق ودعم المؤسسات الفرنسية, والحرب الآن ليست ضد القاعدة اذ لم تشهد المنطقة أي مشادات أو معارك بين كتائب القاعدة والقوات المالية والقوات الإفريقية والفرنسية المتدخلة, والخاسر الوحيد هم عرب مالي الذين يتعرضون الآن لحرب إبادة خفية من أجل دفعهم للتنازل على مشروع الحكم الذاتي شمال مالي.

المقال في مواقع أخرى

النادي الجزائري للتدوين

مراجع

صورة الموضوع مأخوذة من الصفحة التالية 

الحرب في مالي: ما بين حسم على شاكلة ساحل العاج أو الغرق في المستنقع

15 مليون دولار تجنيها الجماعات الإرهابية من الفدية سنويـا

الجزائر تجدد إدانتها لدفع الفدية للجماعات الإرهابية

نعم.. شركات فرنسية بينها أريفا دفعت فدية للجماعات الإرهابية

فرنسا متهمة بارتكاب تجاوزات ضد شعب أزواد