كلمة ونقش

كلمة ونقش

سأنقش كلمة..خرساء..بكماء

في الأرض والسماء

سأبطل أفعالا..سابطل اقوالا

سأموت تجوالا

بحثا عن الآمال..بحثا عن الكمال

بعيدا عن الخيال

….. …..

سأنقش الكلمات

سأسمعها للأموات

لست بغادر…لست بفاجر

لكني حائر…عقلي طائر

….. …..

سأنقشها في السماء

سأزيد الكلمات

سأبدي كل الصفات…سأطلق الحياة

فقلبي أبيض …كبياض الورد

كبياض الآمال

….. …..

سأنقشها في السماء

سأزيد الكلمات…سأسمعها للأموات

سأسمعها للأحياء وهذه المرة

سأعيد الكرة

الحقيقة مرة

والمر خيبة

قلبي يعاني…ذاك حرام

أفي شهر الصيام

دعوني

كرهت المنام…كرهت القيام

كرهت التفكير

كرهت الشهيق والزفير

….. …..

سأسمعها لكل الناس

سأزيد الكلمات

النقش هذه المرة في الأرض

نقش أبيض

دعوني والنجوم ….دعوني أعوم

دعوني أحوم

فليس في قلبي مكان

في أي قلب

الى اللقاء … فقد ذاب ربما كل شيء

في الماء

بعد أن سقط النقش من السماء

….. …..

تعثرت الكلمات في حنجرتي

بكى الأموات من قصيدتي

من الحياة

من الحياء

أبرب السماء

لم يبق منه شيء

دعوا الاحترام بيننا

دعوا النظرات

دعوا البسمات

دعوا الضحكات

دعوا كل الصفات

في القلوب… والعقول

والأجسام والأرواح

تبقى بارزة..صلبة

صلب الحديد

دعوا الأخوة والمحبة

لأطول عمر

كعسل التمر…كالورود الحمر

دعوا الاحترام …في رحمة الحمام

بين القلوب

كساع بريد

كحنان جد لحفيد

….. …..

ولتكسر القيود…ولتحطم السدود

ولتبنى الحدود

فذاك هواء القلوب…الحدود

دواء وهي عليه الجدود

فان محيت الحدود

دخل الدود الدود

ونخر ما بالقلب ….فيبقى صلب

ويضحى صاحبه كلب

لأنه لم يبق على سحابة الاحترام

….. …..

البسمة الصادقة..لؤلؤة غالية

لا تباع بالأموال

ولا بالأحوال

ولا بالصهيل

ولا بالعويل

البسمة الصادقة

تباع صادقة

من قلب صادق…دون مقابل

دون تردد

الى قلب آخر صادق

فيسري الاحترام يتدفق

وتسري القلوب تخفق

وتسري العيون والجفون

تدمع

وتلمع

….. …..

الاحترام إخلاص أيضا

فذاك هو الشفاء

دواء لا يدانيه دواء

ضاع في زماننا

فانتشر الداء

فذاب الإخلاص بالماء

رخص ورخصنا

فرخص المجتمع..وكثر الطمع

وأصبح الخداع حرفة تصنع

بنظرات لئيمة

بكلمات ساحرة

كبيرة

طويلة

لذيذة

الى أنها كاذبة …خسيسة

….. …..

سأزيد الكلمات

أبغي الأخوة مرشوشة

مزينة

محلاة

بالمحبة

أبغي هذه المرة …نقاوة اللسان

وشهامة الالتزام

أبغي القلوب متراصة

متلاحمة

بيضاء

بياض الحمام

وليداس الخداع ..ولتكسر الأطماع

ولتوقد الشموع…في ليال

اكتمل فيها البدر

لينشرح الصدر

فيأتي الخير

القلوب تحابت

تفاهمت

تراصت

تآخت

فتوقد المزيد من الشموع

ولتشرب كؤوس الدموع

وليبقى القلب ..للقلب ولوع

ولتبقى البسمة بيضاء

ليبقى الصفاء

شفافا

رفرافا

في الأجواء العلياء

….. …..

تبا للكلام البذيء..تبا للشيطان

يسود في البشر اللسان

فتحترق علاقة حميمة

بين إنسان وإنسان

….. …..

فشتان بين شوكة ووردة

وتعازينا لوردة اضحت شوكة

….. …..

دعوتي لكم

قولي لكم

أخوكم يناديكم

تحابو

..تصافوا

واركلوا الشيطان

لأن له حبالا

قد لا تظهر للعيون

فان وقع فيها فلا ينفع دمع الجفون

البسمة

الاخلاص

..الوفاء..الاحترام

..الصداقة

..الصراحة

..الحدود

في قسمنا

…في قلوبنا

..في ألسنتنا

نغنيها…وننشدها

أخوة إلى الأبد

..أخوة إلى الأبد

….. …..

وبذلك يكتمل نقشي

وتكتمل الكلمات

كتبت سنة 1991م

أول محاولة للكتابة كانت بالمرحلة الثانوية، بعد أن كنت مكلفا في القسم السنة أولى ثانوي تخصص كيمياء حيوية بإعداد المجلة الحائطية للقسم، فقد أشرفت على إخراج المجلة وكتابة أبوابها واستلام المشاركات من الزملاء ونشرها على حائطها، ولعل أهم ما ساعدني في ذلك هو تحسن خطي بكثير بعد مزاولة مجموعة الدروس في الخط على العربي على مستوى دار الشباب بسفيزف. كنت كثيرا ما أحاول كتابة مقاطع أدبية على السبورة، وكنت ألاحظ تأثر الزملاء في القسم بذلك، لم يأت ذلك من فراغ ربما هي الموهبة، ولكن مطالعة الكتب، وتذوق النصوص الأدبية في ذلك الوقت ساعدني كثيرا على الإبحار في عالم الخربشة الأدبية حينها. لم أتوقف، كانت لي محاولات كثيرة ويبدو أني كنت مقتنعا حينها بضرورة جمع جميع محاولاتي في دفتر خاص، الدفتر هذا لا زال موجودا لحد الساعة ومن يطلع عليه يعتقد أنه كتب بالأمس فقط، وكل ما جاء فيه تقريبا (فقد ضاعت منه بعض النصوص التي حذفتها لأسباب خاصة منذ زمن) منشور في هذا التصنيف المعنون بخربشات الطفولة والشباب، لكني فعلا سعيد لأن أغلب النصوص نجت من تقلب المزاج، ورغم ركاكة النصوص إلى أني أراها مقارنة بسنّي وبين جماعة أقراني شيئا ذا قيمة، أقاسمكم كاتب هذه السطور يحيى أوهيبة هذه الخربشات، وخاصة كل الأطفال والشباب المطلعين على هذه المدونة آملا أن أقرأ آراءهم فيها.