يبعث فرنسا الى الحيوانية والشذوذ

هولاند الشاذ

أقرت الجمعية الوطنية الفرنسية السبت الماضي قانونا يجيز زواج المثليين، وهو القانون الذي سيكون حيز التطبيق ابتداء من جوان المقبل، وتمت المصادقة على مشروع القانون بأغلبية ساحقة 249 صوت وتمثل هذه الأغلبية نواب اليسار مقابل 97 صوت مثلت نواب اليمين والوسط. اصدار هذا القانون يعتبرا وعدا قطعه هولاند على نفسه خلال الحملة الانتخابية بالسماح للمثليين من الزواج, والمشروع ككل كان عبارة عن مشروع الاصلاح الاجتماعي الذي أقره هولاند وحزبه الاشتراكي، القانون أثار موجة كبيرة من الغضب في أوساط الرافضين لهذا القانون بتأييد من الكنيسة الكاثوليكية، وهو ما أعتبره صرخة لضمير الإنسان، وصوت من أصوات الفطرة الأصيلة المتجذرة في النفس الإنسانية، هولاند أقر بمشروعه وهو في أتم الاريحية لأنه ليس الوحيد الذي شرع لزواج المثليين بل سبقته الشهر الماضي نيوزيلندا, وانظم بذلك الى شلة حيوانية شاذة تضم 14 دولة عبر العالم وهي الأرجنتين وبلجيكا والبرازيل وكندا والدنمارك وأيسلندا وهولندا والنرويج والبرتغال وجنوب إفريقيا وإسبانيا والسويد وأوروغواي، حتى أصبح الآن الشواذ في كل بقاع المعمورة يخرجون الى الشوارع في أزياء حيوانية مخزية للاحتفال أو الاحتجاج, رافعين لافتات مؤيدة للمثلية والشذوذ.

في الفكر العلماني اللائكي الملحد مبررات تاريخية فالشذوذ عرفته الأمة الاغريقية والرومانية من قبل، وكان الشاذ حينها مفخرة مجتمعه، ومبررات نفسية وطبية وحقوقية لطالما تغنت بها منظمات حقوق الانسان في حق الشاذ في الزواج بمثيله، وأتساءل هنا أي حق إنساني يسمح بأن يمنح الحق للأزواج الشواذ من تربية الأطفال, وكيف ستكون نفسية الطفل وكيف سيترعرع في أسرة شاذة وكيف ستكون نفسيته وأي إنسان سيربح المجتمع بعدها، طبعا لا نقاش ولا جدال إذا قلنا أن الطفل في حضن الشواذ سيكون عرضة لانتهاك كرامته يوميا، فالطفل يختطف في مجتمعات عدة من أجل أن يمارس عليه الجنس ويغتصب فما بالك وهو في بيت شاذ. ناهيك عن الأذى والضرر الذي أصاب أصغر خلية مهمة ومقدسة في المجتمع الا وهي الأسرة.

أرى أن الأمر أبعد من هذا ولا يقف عند مجرد حق لإنسان شاذ بل يتعداه الى محاربة الدين وكل ما شرعه الله للإنسان، في فرنسا الشذوذ والانحلال الخلقي والحيواني الآن قوانينها تمنع المسلمة من ارتداء الحجاب، وتمنع المسلم من التعدد بالرغم من أن زواجه فطري سليم, والحجاب والنقاب حق من حقوق الانسان ما دامت تلك هي رغبة المسلمة الإنسانة, والتعدد حق ما دامت هي رغبة الرجل الإنسان وهي رغبة ورضا المرأة المسلمة الإنسانة أيضا بقبولها أن تكون زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة، فلما يمنع ذلك قانون لائكي أو حقوقي، ويبيح زواج الشواذ ويقيم له الاعراس والحفلات والمراسيم، لذا يبدو الأمر وكأنه رد فعل ورفض لكل ما هو سماوي وسامي. أعتقد أن كثير من دول العالم تتجه بثبات نحو حيوانية قوم لوط الذين كانوا أول من قام بهذا الفعل المشين في الأمم التي سبقتهم بدليل قوله تبارك وتعالى “ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون فأنجبناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين [ الأعراف : 80 – 84 ]. وقال تبارك وتعالى في سورة هود “ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد [ هود : 69 – 83 ]. وأختم بالقول أن الأمم التي شرعت للقوادة واللواط والشذوذ قد فتح على نفسها باب الانحطاط الحضاري والتخلف وفتحت على نفسها غضب خالق الكون، من يدري قد يكون موعدهم صبح ما وما الصبح ببعيد.

مراجع

الصورة مأخوذة من الصفحة التالية

روابط ذات صلة

الجمعية الوطنية الفرنسية تقر زواج المثليين

فرنسا تصدر رسمياً قانون زواج مثليي الجنس

قراءة فى تاريخ الشذوذ الجنسى

زواج المثليين: الرئيس الفرنسي هولاند يوقع قانون الزواج رغم رفض المعارضة

قانون زواج المثليين في فرنسا يدخل حيز التطبيق في حزيران/يونيو المقبل

زواج الشّواذ من فرنسا إلى تونس ـ تـقـْـريد الإنسان ــ 

قصّة نبي الله لوط عليه الصلاة والسلام

قصة قوم لوط عليه السلام وما حل بهم من النقمة العميمة