جدل الكتروني حاد حول صورة التضامن مع الأسرى

فجأة تغيرت كثير من صور البطاقات الشخصية على موقع التفاعل الاجتماعي فايس بوك, الى بطاقات مخصصة لمناصرة الأسرى الفلسطينيين, وأخذت هذه الصور عدة أشكال حسب شخصية كل إنسان, وشخصيا وصلتني عدة دعوات من أجل تغيير صورة بطاقتي, لكني لم أقتنع بهذا التصميم, وخالجني إحساس الرفض من أول نظرة, لأن الصورة كانت تعبر عن إنسان معصوب العينين, ويلبس لباسا خاصا بأسرى السجون الإسرائيلية, ومكتوب عليه بالعبرية, وقد بدا التردد واضحا في استخدام هذا التصميم حيث قام البعض بتعديله بحذف الكلمة العبرية, كما قام آخرون بوضع علم بلده كخلفية أو كعصابة للعينين, وقام آخرون بكتابة فلسطين مكان العبارة العبرية, وآخرون قاموا بكتابة متضامنون مع الأسرى في الصورة, وهذا يوضح مدى الاختلاف الحاصل بين مستخدمي الصورة, وباختصار نقول أن الصورة لم تلق الإجماع, وهذا أحد أهم عيوب تصميم الشعارات السياسية, من وجهة نظري أيضا أن الصورة التي قيل أن فلسطينينا من صممها يسمى حافظ عمر جعلت الفايسبوكيين يظهرون وكأنهم جميعا أسرى, ولم تكن تعبر على رفضنا لمعاناة الأسير الفلسطيني, لأن الأسير الإسرائيلي يلبسه أيضا, وكان من الصحيح في نظري وضع صورة حقيقة لأحد الأسرى أو مجموعة من الأسرى الذين تأثروا من طول فترة الإضراب عن الطعام, يكون فيها العلم الفلسطيني كخلفية ومكتوب عليها مثلا الحرية للأسرى, أو متضامنون مع الأسر, وقد اقتربنا من بعض الأسماء التي تنشط على الفايس بوك, وحاولنا أخذ آرائهم حول الموضوع. فقاسم عبد الحكيم يقول بأنه استغرب هذه الحملة, وقال بأن الصورة لا تعبر عن التضامن بل تحمل بين طياتها معاني التطبيع من خلال اللباس والكتابة العبرية, واعتبر أن التضامن يكون بالإضراب من طرف المتضامنين لمدة يوم أو يومين أمام أحد المقرات الدولية. رياض بن مهدي يقول أن التضامن الافتراضي وحده لا يكفي بل يحتاج الى نشاط في الواقع, وقال بأن الصورة لا تعبر عن مضمون الفكرة. ليلى مطر اتخذت موقفا وسطا بقولها أن الصورة من شأنها أن تلفت الانتباه باعتبار الفايس بوك مجتمع عالمي, وتجعل الناس يتساءلون عن سر هذه الصورة الموحدة, بينما لا تعتقد بأن نشر صورة بهذا الشكل تحل القضية. من الذين نشروا هذه الصورة على بطاقتهم الشخصية خالد ابن الصحراء يقول أن الصورة تعبر عن التضامن المعنوي تماما كما نصوم مع الحجاج يوم الوقوف في عرفة, وقال بأنه مستعد للبس هذا الزي لو أضطر الى ذلك مادام يهدف الى قضية وهدف معين. أبو علي مصطفى النسر الأحمر يقول بأن الصورة توحي بالتضامن مع الأسرى الفلسطينيين, والمهم بالنسبة له هو وصول الفكرة الى العالم. نور الدين نور, فارس الجزائر, لزهر الحاج, أحمد موساوية, يعتبرون نشاطهم يدخل ضمن حملة عالمية, ولا يعطون أهمية كبيرة للصورة ما دام المصمم فلسطيني وهو أخ لأسير في السجون الإسرائيلية. كما أني اطلعت على مواضيع نشرت على الفايس بوك تبين مدى اختلاف وجهات النظر, وهذا يعني أن الصورة لم تلق الإجماع من طرف مستخدمي مواقع التفاعل الاجتماعي, وان دل هذا على شيئ دل على ضعف التصميم وضعف الفكرة, الأمر الذي جعل بالحملة الكثير من الجدل, ولم تؤد الرسالة المراد تحقيقها وهي التضامن الالكتروني الواسع مع الأسرى. واليكم هذين الرابطين للوقوف على وجهات النظر المختلفة.

صورة الموضوع مأخوذة من الفايس بوك

 1- الرابط الأول

2- الرابط الثاني