ليلة الباك

ليلة الباك

اشفاقة نظرات وسواد أيام

يوم تكتب بأسود الغراب الأسماء

والغشاوة على العيون تغشي الرائي

كما يغشى على شارب الكحول الإغماء

دقات القلوب كالطبل في الأعراس

ورجفة الأيادي رقصة وغناء

ومشية لص خائف من الحديد

وأحمر الخدود غاد معه الصفاء

ولسان قطعته الأسنان حين

أراد لفظ اسمه فأجهش بالبكاء

فخطت البسمة على الشفتين فجأة

وزادتهما أسنان العاج جمال الحسناء

وبدا بين يديه الراجفات ثبات

وعادت للأيادي حمرة الدم والماء

والرجل تجري تسابق أختها

لتسمع الناس خبر النصر والأجواء

والعيون باكيات من الفرحة دموعا

وتصطك لحلاوة طعمها الأشلاء

والشعر منتصب كشكوك قنفذ

اشتكى فرقة المشط مدة جيفاء

تعب صعب تلاه خوف جارف

وخاتمته عسل وولائم فيحاء

وأفرحكم الله يا طلاب النهائي

ليلة الباك جمرة عام وعياء.

كتبت يوم 27/06/1991م. 

أول محاولة للكتابة كانت بالمرحلة الثانوية، بعد أن كنت مكلفا في القسم السنة أولى ثانوي تخصص كيمياء حيوية بإعداد المجلة الحائطية للقسم، فقد أشرفت على إخراج المجلة وكتابة أبوابها واستلام المشاركات من الزملاء ونشرها على حائطها، ولعل أهم ما ساعدني في ذلك هو تحسن خطي بكثير بعد مزاولة مجموعة الدروس في الخط على العربي على مستوى دار الشباب بسفيزف. كنت كثيرا ما أحاول كتابة مقاطع أدبية على السبورة، وكنت ألاحظ تأثر الزملاء في القسم بذلك، لم يأت ذلك من فراغ ربما هي الموهبة، ولكن مطالعة الكتب، وتذوق النصوص الأدبية في ذلك الوقت ساعدني كثيرا على الإبحار في عالم الخربشة الأدبية حينها. لم أتوقف، كانت لي محاولات كثيرة ويبدو أني كنت مقتنعا حينها بضرورة جمع جميع محاولاتي في دفتر خاص، الدفتر هذا لا زال موجودا لحد الساعة ومن يطلع عليه يعتقد أنه كتب بالأمس فقط، وكل ما جاء فيه تقريبا (فقد ضاعت منه بعض النصوص التي حذفتها لأسباب خاصة منذ زمن) منشور في هذا التصنيف المعنون بخربشات الطفولة والشباب، لكني فعلا سعيد لأن أغلب النصوص نجت من تقلب المزاج، ورغم ركاكة النصوص إلى أني أراها مقارنة بسنّي وبين جماعة أقراني شيئا ذا قيمة، أقاسمكم كاتب هذه السطور يحيى أوهيبة هذه الخربشات، وخاصة كل الأطفال والشباب المطلعين على هذه المدونة آملا أن أقرأ آراءهم فيها.