نحو إرساء مبادئ وأدبيات للتعليق – التعليق فن أيضا

نحو إرساء مبادئ وأدبيات للتعليق

نحو إرساء مبادئ وأدبيات للتعليق

كل مدون ينشر موضوعا في مدونته، إلا ويتمنى أن يزوره الزائرون، ويتمنى أن يشاركه في الرأي المعلقون، طبعا ستكون فرحته كبيرة إن لمحت عينه تعليقات جادة تثري ما كتب، فلن يزيده ذلك إلا تشجيعا للمواصلة والاستمرارية، ولكن في عالم المدونات هناك من يركب الأسماء المستعارة، وأسماء المجاهيل من أجل السخرية أو قول ما تستحي من قراءته الأعين، وأعرف كثير من المدونين هجروا التدوين بسبب ما لاقوه من أذى من حيوانات النت النابحة في مساحات التعليق، أيضا هناك عدم رضا من قبل الكثير من المدونين بسبب كتابة كثير من التعليقات وان كانت جادة في غير موضعها، وغالبا ما يكون السبب عدم وجود

مساحة في المدونة مخصصة للزوار، كصفحة السجل الذهبي أو سجل الزوار يكتب فيه الزائر ما ليس له علاقة بمواضيع المدونة، وسبق أن تعرفت بزميل في عالم المدونات يرفض مسألة التعليق في المدونة، فحسب رأيه التعليقات تشوه صفحات المواضيع خاصة إن كانت طويلة، وأغلبها خارجة عن الموضوع، وغثة بالشكر والمدح، ويتجاوز نصفها تعليقات صاحب الموضوع، فما على الزائر إن أراد أن يشارك برأيه إلا أن يرسل رسالة الى البريد الالكتروني للكاتب، طبعا هي وجهة نظر أشاركه فيها الرأي بخصوص محتوى التعليقات، لكن لا أوافقه القول بخصوص إلغائها من المدونات، فالمدونة تفاعلية بطبعها ولا طعم لمواضيعها من دون تعليق، وكل ما نحتاج إليه العمل على نشر أدبيات التعليق بين المدونين، وتسيير أمثل لعالم التعليقات.

الدخول الى مدونة شخص ما أليس شبيها بدخول بيته؟، يصبح فيها المدون مطالبا بتزيينه لضيوفه ومطالبا بإكرامهم بما تجود عليه القريحة من مواضيع جادة وأفكار قد تزيد من رصيدهم الثقافي والمعرفي، ما يهم في هذا الموضوع هو الضيف الذي هو المعلق والذي عليه أن يلتزم بآداب الضيافة فيعلق حيث يجب أن يعلق وأن يبدأ بالسلام والتحية ويكون مضمون التعليق أيضا مفيدا أو اضافة أو تكملة لأفكار الموضوع، غالبا ما يكتفي الزائر بقراءة الموضوع وفقط دون أن يقرأ سطرا واحدا من التعليقات لأنه ألف وجود الكثير من التفاهات في مساحات التعليقات.

بالتعليق نربط علاقة مع صاحب المدونة ونربط جسر للتواصل معه فالتعليق لمجرد التعليق يضفي عليه خاصية عدم الجدوى وربما أدى بصاحب المدونة الى حذفه، لنعمل على أن يكون التعليق بمعلومات جديدة عن الموضوع،فدقائق تكفي لإلقاء نظرة على التعليقات حتى لا يتم تكرير الأفكار والاقتراحات، ولنعمل على أن يكون التعليق في موضوع العنوان فما معنى أن نكتب تعليقا عن النمل والموضوع يتكلم عن سقوط الشعر، أو أن يكون التعليق لمجرد الشكر على المرور دون أن نعطي أهمية لما يكتب من مناقشات، الدخول بالاسم الحقيقي الذي نعرف به أنفسنا له دلالته فالكثير يحذف تعليقات المجاهيل حتى ولو كانت في صلب الموضوع، فليعرف كل واحد بنفسه حتى يعرف الجميع صاحب الرأي.

ملاحظة أخرى هي ملاحظتكم أنتم أيضا وهي التعليقات الطويلة فهناك فعلا من يبقى أمام الحاسوب وقتا طويلا من أجل أن يرد دون أن يجد له قارئا في أغلب الأحيان، العارفون بعالم التدوين ينصحون باختصار الإدراجات فما بالك بالتعليقات التي ينبغي أن تكون مختصرة قدر اللزوم، هناك من لا يكلف نفسه عناء الكتابة فيقوم بإلصاق مقالات من المواقع وقد يكفي ذكر عنوان الموضوع والرابط الخاص بالمقال، فالتعليق الطويل يشوه حقيقة أي مناقشة. الاختصار مرغوب فيه وحبذا لو يكون مطعما بالمراجع سواء بذكر الكتب أو المواقع.

وبما أن التعليق هو شكل من أشكال الحديث والحوار فلنراعي الآداب العامة بتجنب الجدال الغضب الانفعال الإعجاب بالرأي وتجسيد روح الأخوة والمودة فالاختلاف لا يغير في الود قضية. أدعو نفسي وأدعوكم لذلك.