من خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة

الجامعة العربية الفاشلة

بإمكان السياسة العربية أن تصيبك بإعاقة ذهنية أو فكرية الى الأبد لكثرة ما يميزها من تناقض وغرائب, فبالأمس انعقد بالقاهرة اجتماع لوزراء الخارجية العرب من أجل بحث الوضع في سوريا, وبلورة موقف موحد من الأزمة وكيفية التعامل معها مستقبلا, ودراسة عدد الملفات المتعلقة كملف الكيماوي السوري, ومسرحية الضربة التي يعتزم الغرب توجيهها للنظام السوري, وهي حالة أشبهها بمريض طريح الفراش يحاول جاهدا أن يعالج مريضا آخر, فهل يعقل أن يتم اختيار القاهرة لاجتماع كهذا وهي تحت وصاية انقلابية, وكان الأحرى بالسادة الوزراء تخصيص هذا اللقاء لدراسة الوضع في مصر بعد الانقلاب والفلتان الأمني والترهيب والتعذيب والعنف الذي يتعرض له المصريون من قبل النظام المصري بقيادة السيسي, هي صورة تعكس التناقض وعجائب وغرائب السياسة الخارجية العربية وجامعتها الفاشلة, ولكن في قواميس السياسة يكون اجتماع كهذا هو محاولة لإعطاء بعض من الشرعية للنظام الانقلابي الجديد في ظل ما يعيشه من عزلة على المستوى الإفريقي, ولمن تابع افتتاحية المجلس يلمس من خلال كلمة وزير خارجيتها نبيل فهمي وكأن المجلس جاء لدراسة الوضع في مصر لكثرة ما ثرثر واجتر لتبرير الانقلاب على الدستور والشرعية والانقلاب على رئيس مصري منتخب. وتصاب بدهشة أكثر عندما تسمع وزير الخارجية المصري يندد بالممارسات القمعية للنظام السوري تجاه شعبه في حين يمارس الانقلابين في مصر نفس الممارسات ضد المعارضين للانقلاب. جلسة مثل هذه لن تكون في صالح المعارضة المصرية بأي شكل من الأشكال, فأغلب الدول العربية مساندة للنظام السوري وان كان من حيث الشكل إبداء التضامن مع الشعب السوري ولكن ضمنيا مصر وكثير من الدول العربية مساندة للنظام السوري, وذلك ما نستنتجه من خلال التشبث بورقة الحل السياسي في سوريا والقاص والداني يعلم أن لا حل سياسي للأزمة السورية الا بإزاحة الأسد عن الحكم.

مراجع

صورة الموضوع مأخوذة من الصفحة التالية

روابط ذات صلة

وزراء الخارجية العرب يبحثون الأزمة السورية

العرب يبحثون اليوم تطورات الأزمة السورية

اجتماع وزراء الخارجية العرب لبحث أخر تطورات الأزمة السورية