نظافة, بوس, وأشياء أخرى

محطات عديدة استوقفتني خلال زيارة هولاند الى الجزائر, أول هذه المحطات هي أعمال الصيانة والتزيين التي شهدتها الجزائر العاصمة بمناسبة الزيارة, فكل سكان العاصمة على ما يبدو شكروا هولاند على زيارته لأن عاصمتهم تزينت بسببه, ولا زال مسئولونا يقومونا بعمليات النظافة والتزيين في مثل هذه المناسبات فقط, حتى مدننا تتزين وتستفيد من زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة, فإلى متى والمناسبات تتحكم في عقول مسئولينا؟ ومتى يأتي هذا الوقت الذي نرى فيه أحياءنا ومدننا متزينة جميلة في غير مواعيد الزيارات؟. ثاني المحطات هو دأب رئيسنا على تقبيل زوجات وصديقات ضيوفه, وهي لقطة في عرف الجزائريين غير مقبولة, ولا تليق برئيس دولة عربية وجزائرية خاصة تمتاز بتقاليدها وأعرافها, حتى من زاوية نظر الدين الذي يحرم مصافحة النساء الأجنبيات, الا أنه عندنا في الجزائر رجلنا الأول في الدولة يقبلها, زيادة على ذلك بوتفليقة لم يقبل يد زوجة هولاند بل عشيقة هولاند, وهو مظهر آخر من مظاهر التميع والانحطاط الخلقي حين نرى جزائر العروبة والإسلام تقبل بزيارة العشيقات. وعلى نسق البوس ظهر شخص آخر بشفتين موسوستين ومهوستين قبلتا على المباشر يد هولاند, وهو أمر لا نستغربه لأن هناك في الجزائر من يتمنى أن يمنح هولاند أكثر من البوس, فخلال ثورة التحرير أين كان الجزائريون بنسمات قليلة كان هناك مئات الآلاف من الحركى والخونة والعملاء, فما بلك اليوم ونحن أربعون مليون نسمة, و لو أتيحت الفرصة للعملاء لأصيبت يد هولاند بالشلل من فرط ما تتلقى من بوس, فعلها الساسي والطامة أنه من سطيف العالي التي لا تليق بروحه الخسيسة الدنيئة ولا يشرف الجزائر أن يكون ابنا من أبنائها, والطامة أنه ممن ترشحوا في التشريعيات السابقة, فكم يا ترى يعيش معنا من ساسي في الجزائر؟؟. المحطة الثالثة كانت خلال زيارة هولاند لتلمسان أين وقف الرئيس الفرنسي ليستمع الى مجموعة صوتية لشابات تلمسانيات فبعد كلمات مفرنسة, أنشدت المجموعة كلمات عربية, ترحب بالعزيز بوتفليقة وضيفه الحبيب, وهو وصف مبالغ فيه كثيرا وغير مقبول, ولكن ربما يعكس حقيقة العلاقات التي تربط النظام الجزائري بالنظام الفرنسي, وما شدني في هذه الوقفة هي انبهار خليلة هولاند بالمجموعة وبالأزياء التقليدية التي كانوا يلبسونها. المحطة الرابعة كانت بتلمسان دائما حيث تم اختيار مجموعة من الطلبة الجزائريين للتحدث مع هولاند, وتم اختيار أيضا مجموعة من طلبة المدارس, وراودني إحساس وكأنهم مروا على مسابقة انتقاء, حتى المدارس بدت وكأنها ليست مدارسنا, وليس هذا عجيبا, فنحن دائما نريد أن نبين أحسن ما لدينا للزائر في حين أن الحقيقة والواقع بألوان أخرى غامقة وباردة. محطة أخيرة لاحظتها من خلال صور بثت على الانترنت تتعلق بمجيء يهود مع وفد هولاند, الصور تظهر اليهود في مقبرتهم بالعاصمة, والغريب أن اليهود لم يخفوا يهوديتهم وزاروا المقبرة وعلى رؤوسهم الطاقية اليهودية, فهل وجود هؤلاء الخونة والأنذال على أرضنا الطاهرة, هو تلميح الى فتح عهد جديد وخطوة أولى نحو التطبيع؟؟

المحطات بالصور

مراجع

صورة الموضوع مأخوذة من الصفحة التالية 

معرض الصور: الصورة 1,3,5 مأخوذة من الموقع التالي. الصورة 2 أخذت من الفايس بوك, الصورة 4 أخذت من الصفحة التالية