دفاتر التدوين

يكتبها يحيى أوهيبة

مقالات

يجب أن نقرأ (3)

أفضل طرق القراءة

بعد كتابتي لعنوان الجزء الثالث ” أفضل طرق القراءة ” استحضرت في ذهني تلك السلسلة التي قرأتها حول النجاح, كانت مكونة من أربعة كتب وكل كتاب كان يحتوي على فصول في كل فصل تجد قائمة طويلة بالخطوات التي ينبغي إتباعها حتى تصل إلى عتبة النجاح, وإذا جمعت كل الخطوات من كل الفصول ومن كل كتاب في مكان واحد ستجد نفسك غارقا مخنوقا بين الحروف والكلمات وإشارات المرور التي تجبرك على المرور إجباريا من هذا الاتجاه, فكلها تحاول إرشادك إلى النجاح وللأسف ولا واحدة فيها تخبرك بالطريق الذي تريد, وعليه لا أريد أن أقع في فخ سرد الخطوات الطويلة التي ترهق القارئ أكثر مما تنفعه, وسأحاول أن أكون في هذا المقام عمليا أكثر فهو السبيل الوحيد لكسبالود, وهي مناسبة لتحميل النص المكتوب الكثير من المسؤولية في تنفير القارئ, وفي عصر السرعة وكثرة المشاغل وضيق الوقت يفضل الكثير النصوص التي تحوي على ما قل ودل, خاصة نصوص الأخبار والتحليل السياسي للأحداث, ولا تنطبق هذه القاعدة على النصوص العلمية فالقارئ هنا عليه أن يجد كل الوقت لفهم النص العلمي واستيعابه, ولا تنطبق على هذا النوع من النصوص قاعدة القراءة السريعة التي يكتب عنها الكثيرون في حين يمكن اللجوء إلى هذه التقنية عند قراءة النصوص الإخبارية والنصوص الأدبية, سرعة القراءة أو بطأها ودرجة الاستيعاب لا يمكن تقنينها لأنها تختلف من شخص لآخر فقراءة العالم ليست كقراءة أحد, وقراءة لغات البرمجة مثلا لا يقرأها المصمم المتمكن كالمبتدأ مثلا, ولا يمكن تحصيل درجة السرعة إلا مع التعود على القراءة والاستمرار فيها, ونستطيع أن نسقط مبدأ السياقة هنا كمثال, كيف هي سياقة المبتدأ وكيف تكون بعد مدة؟.

أسأل المدون المسلم هل تستطيع أن تنتهك حرمة رمضان نهارا؟ مستحيل طبعا, وان كنت مصليا هل تستطيع أن تتوقف عن الصلاة ولو مدة؟ مستحيل أيضا, ما الدافع الذي يجعلك لا تفعل وفي مقدورك أن لا تصوم وأن لا تصلي, لا داعي للشرح كل مسلم ومؤمن في قلبه تكمن الإجابة وفي عقله, إذن ليكن نفس الدافع هو محفزنا للقراءة, فالقراءة وطلب العلم أوجبهما الله علينا كما أوجب الفرائض, وهنا قد نجد كل المتعة للقراءة والبحث عندما نقرأ لنتقرب من الله فنفيد دنيانا وآخرتنا, ونكون قد طبقنا معنى أول ما نزل على رسوله الكريم (اقرأ باسم ربك الذي خلق) الآية الكريمة, هذا هو الحافز الحقيقي الذي يجعلنا نتمتع عندما نقرأ ولا نمل أبدا من القراءة, وقد يفهم أحدهم أني أعني هنا قراءة المادة الدينية فقط, بل المادة العلمية أيضا فتعلم العلوم من أجل تحسين أوضاعنا الدنيوية عبادة أيضا, وهذا اجتهاد حول أفضل طرق القراءة على الأنترنت:

– تخصيص وقت للبحث والتحميل سواء كانت النتيجة صفحات أو كتب الكترونية, مع تصنيف المادة في مجلدات حتى يسهل فيما بعد الوصول إلى ما نريد, هناك برامج تسمح بتحميل كل الموقع وهذا يساعد كثيرا مريدي مقاهي الانترنت لربح الوقت وقراءة الموقع على الحاسوب الشخصي, وان أمكن إنشاء مكتبة الكترونية في قرص الحاسوب تحوي على كل ما قمنا بتحميله.

– اختيار الجو المناسب للقراءة الذي لا يكون فيه ما يشغلك على التركيز, وتفادي القراءة في وضعيات الاستلقاء أو الاسترخاء وكثيرا ما تكون الطريقة المفضلة عن أصحاب الحواسيب المحمولة, وهي طريقة مفضلة عند رواد علب الدردشة. أحسن الوضعيات هي الجلوس إلى الطاولة وبعيدا عن حركة الأشخاص حتى طريقة الجلوس إلى الحاسوب والاقتراب أكثر من الشاشة يتعب العين ومن الأحسن القراءة من بعيد.

– أخذ فكرة عامة عما نريد قراءته, أيضا من الأحسن تصنيف المادة المهمة في مجلد جديد باسم ” مهم ” مثلا, والبحث عن الكلمات الغير مفهومة لفهم النص جيدا.

– إذا كان الأمر يتعلق بتعلم شيء ننصح بالتدرج, فمثلا إذا أردنا تعلم لغة برمجة مثلا نبدأ بالأمثلة البسيطة والبرامج الخفيفة التي يمكن تحميلها من مختلف المواقع لفهم طريقة عملها ومن ثم التدرج, وبهذه الطريقة تعلمت شخصيا لغة الدالفي وبصدد الانتهاء من برنامج أنا بحاجة إليه.

– تفادي ما يشغلنا عن القراءة كالموسيقى, ودخول مواقع الدردشة في نفس الوقت الذي نقرأ فيه فهذا يشتت التركيز ويجعل تحصيل الفائدة ضعيفا.

– القراءة بالعين فقط لأن القراءة الشفوية متعبة.

– البدا في موضوع جديد بع الانتهاء من الموضوع السابق.

ولا بد من التنويه هنا إلى أن الانترنت لا تحوي على كل ما نريده من الكتب والصفحات, بل النسبة قليلة بالمقارنة مع ما هو موجود في الكتب فعلى قارئ الحاسوب أن يفكر في البحث وتخصيص وقت آخر لقراءة الكتب لإثراء معارفه.

نقاط أخرى لم اختر أن أذكرها في القائمة ولكنها مهمة للمدون المسلم, إن أمكن أن نبدأ جلستنا مع الحاسوب بالقرآن الكريم وأن نخصص من وقتنا أيضا لنطلع على علومه, وكم سيكلف من الوقت إن قرأنا حديثا شريفا في اليوم, وبعض الوقت أيضا لننهل من مختلف مصادر الكتب الشرعية, وقراءة التاريخ وما حدث مع الأولين لنتعرف على إنسان الحضارات السابقة ففي أحداث التاريخ الكثير من العبر لفهم واقع ما نعيشه من مشكلات, وللمدون كل الوقت للإطلاع حول مجال تخصصه, وللإطلاع على مدونات الآخرين خاصة الذين نختلف معهم في الرأي, ولابد أخيرا من التنبيه أن لا ينتهي دوره عند القراءة بل يتعداه إلى الفهم والتحليل والحفظ, سئل (فولتير) عمن سيقود الجنس البشري؟ فأجاب :الذين يعرفون كيف يقرؤون, وقيل قديما لا تسأل أحدا كم قرأت؟ بل ماذا فهمت, ونرمي هنا بالكرة إلى مرمى كل مدون مسلم في برمجة وقته آخذا بعين الاعتبار كل هذه النقاط.

أعرف أن موضوعي ثقيل الظل على الكثيرين فبمجرد قراءة العنوان سيعزف الكثير عن قراءته, وأقول لمن وفقه الله لقراءة هذه الكلمات أن لا يربط عالم القراءة بعالم التبريرات, ضيق الوقت وكثرة المشاغل الدنيوية, فللأمر معنى آخر إذا ما قال كل واحد منا يجب أن أقرأ وهنا سنجد كل الوقت للقراءة.

شارك
المقالة السابقة
مرا تعييك ومرا تعلّيك
المقالة التالية
أهجر..واقترب
  1. fatimaboukabous

    السلام عليكم، الموضوع حقا شيق، ولما إطلعت عليه ألزمني أن أشجع لفقداننا لمثل هده المواضيع، خاصة لهذا الجيل الصاعد،فمعضمهم مع الأسف الشديد لايعرفون الجواب على هدا السؤال: ماهو هدفك في هذه الدنيا?و ما أفاقك المستقبيلية التي تراها? فيعيشون بدون هدف و السبب الرئيسي الذي أراه هو الهجران للقراءة و خاصة للكتاب و الله أعلم (رأي أستاذة جامعية).

اترك تعليقاً

CAPTCHA
Refresh

*